انطلاق الانتخابات الرئاسية الروسية والتنافس بين أربعة مرشحين أوفرهم حظا بوتن “موسكو – ماتريوشكا نيوز”
أعلن في روسيا رسميا انطلاق الانتخابات الرئاسية، منذ اليوم 15 مارس- آذار الحالي ولمدة ثلاثة أيام حتى 17 مارس، والتي يرجح معظم المراقبين فوز الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتن فيها.
• 114 مليون ناخب، و94 ألف لجنة انتخابية، و400 مراقب دولي، والتقديرات تشير إلى احتمال فوز بوتن بنسبة تتراوح بين 75- و80% من الأصوات
• اعتماد نظام أتمتة يمكنه تبويب الخروقات، ويستطيع إنجاز فرز 98% من الأصوات بعد ساعات قليلة من انتهاء التصويت في اليوم الأخير
ويبدي المواطنون الروس اهتماما جديا بهذه الانتخابات الرئاسية، وخاصة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتحدي الاقتصادي الهائل الذي تواجهه روسيا بعد فرض هذا الكم الهائل من العقوبات التي تجاوز عددها حسب المعطيات الرسمية 16 ألف عقوبة.
وقد صوت العسكريون الروس الذين يخدمون في العملية العسكرية في أوكرانيا قبل أيام فيما يسمى بالانتخابات المبكرة، والتي تشمل كذلك المناطق النائية والأقاليم الأربعة التي انضمت إلى روسيا مؤخرا “دونيتسيك ولوغانسك، وخيرسون، وزابوروجيا”، كما أكدت وزارة التنمية الرقمية أن ثلاثة ملايين ناخب استخدموا الوسيلة التقنية الحديثة عبر ما يسمى بالتصويت التلفزيوني، ومن الواضح أن هذا الرقم سيرتفع لحين انتهاء العمليات الانتخابية.
والظاهرة الطريفة التي تلفت النظر عادة في الانتخابات الروسية أنها تبدأ نتيجة مساحتها الشاسعة (أكثر من 17 مليون كيلو متر مربع) بتوقيت واحد افتراضي من حيث الزمن المحلي، لكنه في الواقع يتفاوت بما يصل إلى 10 ساعات، بمعنى أن البدء بالانتخابات يعلن رسميا عشر مرات، حسب مفارقة حلول توقيت الساعة الثامنة صباحا، وذلك وفق تسلسل المدن من الشرق إلى الغرب كما هو الحال بالنسبة لاحتفالات رأس السنة حيث تحل الساعة الثانية عشرة ليلا عشر مرات في روسيا، وبالتالي بدأت الانتخابات رسميا في كامتشاتكا قبل 9 ساعات من فتح الصناديق في موسكو، وستنتهي في كالينينغراد بعد ساعة من إغلاق الصناديق في موسكو.
من جهة ثانية تشير دراسات استطلاع الرأي التي تنشط عادة في مثل هذه الحالات إلى أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتن قد يحصل على نسبة تقارب 82% من الأصوات، فيما ترى تقديرات الشارع المتفاوتة أنه قد يحصل على نسبة تتراوح بين 75% و85% من أصوات المساهمين الفعليين في الانتخابات، وذلك كما يبدو حسب طبيعة المناطق التي يتم فيها استقراء الرأي، ومدى نشاط القوى الأخرى وخاصة الليبراليين والشيوعيين، وقد تصل نسبة المشاركين في العملية الانتخابية ما يزيد قليلا عن 70% أي قرابة 75 مليون مساهم.
الجدير بالذكر أن الرئيس بوتن فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2018 بنسبة تقل قليلا عن 77% من مجموع الأصوات آنذاك.
ويتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين يمثلون القوى السياسية الرئيسية في البلاد وهم:
1- فلاديمير بوتن الرئيس الحالي مواليد 1952 ، وهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ويخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة بعد إجراء التعديلات الدستورية التي خولته ذلك، ويحظى بأكبر شعبية بين المرشحين خاصة أنه تمكن خلال فترة حكمه المديدة من تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد من خلال دعمه لنظام السوق الحرة، وفي الوقت نفسه دعم المكاسب في مجال العدالة الاجتماعية، ورفع مستوى المعيشة بزيادة الرواتب لعدة مرات بما يتناسب مع نسبة التضخم، كما اتسعت شعبيته من خلال دفاعه عن الروس حتى خارج روسيا، وتأييد قسم كبير من الشعب الروسي للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي أعلنها بوتن للدفاع عن السكان الروس الذين تعرضوا للقهر والإبادة الجماعية حسب تعبيره.
2- ليونيد سلوتسكي رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي ورئيس التكتل البرلماني التابع للحزب في مجلس الدوما، وهو إلى ذلك رئيس لجنة الدوما للشؤون الدولية، وقد تم انتخابه لهذه المناصب بعد وفاة زعيم الديمقراطيين الليبراليين الروس جيرينوفسكي بالكورونا.
3- نيقولاي خاريتونوف من مواليد 1948 عن الحزب الشيوعي الروسي وهو رئيس لجنة مجلس الدوما لتنمية الشرق الأقصى، كان نائبا لرئيس الحزب الزراعي، ثم انضم مع أنصاره إلى الحزب الشيوعي، وهو يطالب بالعودة الممنهجة إلى الاشتراكية
4- فلاديسلاف دافانكوف وهو من مواليد عام 1984 مرشح عن حزب الشعب الجديد ونائب لرئيس مجلس الدوما، يعمل في مجالات البيزنس والمشاريع الاجتماعية والبيئية.
وعلى الرغم من أن حركة الشارع الاعتيادية لم تتأثر جديا بالاستعداد للانتخابات، إلا أن الملصقات الدعائية ملأت شوارع المدن الروسية للمرشحين الأربعة، ناهيك عن استخدام وسائل الإعلام الأخرى كالصحف والإذاعة والتلفزيون وشبكة التواصل الاجتماعي.
الجدير بالذكر أنه يحق لكل مواطن روسي بلغ 18 من عمره المشاركة في الانتخابات أي بواقع 112 مليونا وبضعة آلاف ناخب، داخل الأراضي الروسية وقرابة مليونين خارج الأراضي الروسية أي بمجموع عام يصل إلى 114 مليون ناخب قد يشارك فعليا منهم 75 مليونا.
وتقود العملية الانتخابية اللجنة المركزية الروسية للانتخابات، ويتفرع عنها لجان المناطق واللجان الإقليمية والفرعية، ويعتمد في الانتخابات نظام أتمتة لترتيب جميع البيانات بدقة يشرف على تشغيله 3500 مختص، وهو نظام مستقل تماما عن شبكة الانترنيت منعا لأي تلاعب محتمل، كما يرصد نظام الأتمتة هذا حتى عدد الخروقات ونوعها، وضمان التصويت الإلكتروني عن بعد.
تم تشكيل 94 ألف لجنة انتخابية لمتابعة الانتخابات الرئاسية الحالية، وحسب نظام الأتمتة الالكتروني يمكن الحصول على فرز نسبة 98% من الأصوات بعد أربع ساعات تقريبا من انتهاء التصويت في اليوم الأخير، وهذا يعني أن اسم الفائز سيكون معروفا منتصف ليلة 17- 18 مارس الحالي، على الرغم من أنه معروف منذ الآن حسب معظم التقديرات.
يشارك في مراقبة الانتخابات الرئاسية الروسية -إضافة إلى آلاف المراقبين الذين اختارهم المرشحون، ومعظمهم من أحزابهم السياسية- مراقبون دوليون ذوو خبرة، وقد أرسلت اللجنة المركزية للانتخابات الروسية دعوات للمراقبين الدوليين من مختلف المنظمات الاجتماعية والقانونية لمتابعة الانتخابات والذين يقدر عددهم حسب الإعلانات الرسمية ب 400 مراقب دولي.
وتقول وسائل الإعلام الغربية أن السلطات الروسية استبعدت المعارضين للحملة العسكرية في أوكرانيا من الترشح، وهما بوريس ناديجدين ويكاترينا دونتسوفا، لضمان انتخابات هادئة في حين تؤكد المصادر الروسية أن رفضهما كغيرهما جاء نتيجة عدم استكمال الشروط المطلوبة.