أمريكا تلعب بالكشاتبين مع الناتو وأوكرانيا لصالح الانتخابات الرئاسية
"موسكو - ماتريوشكا نيوز" - تعليق إخباري
• سيناتور أمريكي: إذا دخلت أية قوة لدولة من الناتو الأراضي الأوكرانية فعلى الولايات المتحدة الانسحاب من الحلف فورا
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين جدلا واسعا في الولايات المتحدة ذاتها، وتخبطا متصاعدا في أوكرانيا حيث أعلن بلينكن أن هدف قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو – تموز القادم التي ستعقد في واشنطن هو المساعدة في بناء الجسور لتمكين أوكرانيا من عضوية الحلف.
طبعا هذا الإعلان يتعارض حتى مع مبادئ حلف شمال الأطلسي التي تمنع ضم أي بلد إلى الحلف إن كان في حالة حرب مع أي كان، من هنا جاء تعليق الأستاذ في جامعة شيكاغو جون ميرشايمر على تصريح بلينكن بأنه لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع في أوكرانيا ذاتها.
ووصف ميرشامير تصريح بلينكن بأنه جنون، لكنه متوقع من بلينكن، ومن إدارة بايدن، وحتى من الناتو، الأمر الذي يمنح الروس واقعيا من خلال هذا التهديد بقبول أوكرانيا في الناتو فرصة إضافية لتوسيع سيطرتهم على مزيد من الأراضي، واعتبر أن الخطاب الذي يتضمن التهديد يأتي بنتائج عكسية ويحول أوكرانيا إلى دولة مارقة فوضوية.
وأوضح ميرشامير في تصريحات سابقة أن على أوكرانيا القبول بالوضع المحايد، وأن تقطع جميع أنواع التعاون مع حلف شمال الأطلسي مشددا على أن عجلة الزمن تسير لصالح روسيا، وتتعالى الأصوات المطالبة بوقف المساعدات العسكرية وحتى الاقتصادية لأوكرانيا وتشجيعها على الحوار مع موسكو ، فهذه المفاوضات حاليا ستكون والحال كذلك لصالح أوكرانيا قبل أن تخسر المزيد من الأراضي والمدن والبلدات عدا عن مقتل آلاف الجنود أسبوعيا حيث أعلن وزير الدفاع الروسي تصفية أكثر من ثمانين ألف عسكري أوكراني في الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ بداية العام الحالي، وتحرير خمس مدن وبلدات في تلك الفترة.
من جهة ثانية ظهر التخبط جليا في تصريحات الناتو التي بدت غير لائقة، وردود فعل كييف الصاخبة، الأمر الذي يبدو انعكاسا للموقف الأمريكي المتردد بل والمتناقض أحيانا، فقد صرح ستولتنبرغ أمين عام الناتو أن الحلف لا يساعد أوكرانيا كعمل خيري، بل لأن دعمها تمليه مصالح حلف شمال الأطلسي الخاصة، وقد أعلن ذلك في مؤتمر صحفي كان كوليبا وزير الخارجية الأوكرانية موجودا معه، ما يمكن اعتباره إهانة لكييف، حتى أن الخبير الأوكراني في العلوم السياسية فاديم كاراسيف عبر عن غضبه مبينا أن ستولتنبرغ أعلن بصريح العبارة عن أهدافه الحقيقية، وأنه يسعى لاحتواء روسيا بأيدي الأوكرانيين وأرواح جنودهم لكي ينعم أعضاء الحلف بالراحة والاطمئنان، مشددا على أن أوكرانيا تريد عضوية كاملة في الناتو، ووصل الأمر بأولغا ستيفانيشينا نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أن اعتبرت أن ألمانيا والولايات المتحدة تعارضان حقيقة انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
من هنا تبدو تصريحات بلينكن من جهة فقاعة في صابون لكسب بعض النقاط في إطار الحملة الانتخابية الرئاسية في الخريف القادم، ومن جهة ثانية يبدو حتى الناتو وأوكرانيا زائغي الأبصار أمام حركات يد البيت الأبيض في تمرير الكشاتبين لمعرفة أين تقع الكتلة الصغيرة الفضية، وهما يخطئان دائما لأنها في الواقع ليست تحت أي من الكشاتبين، بل بين أصابع اللاعب الماهر يخبئها ليوم الانتخابات.
يتوضح هذا الأمر حين نسمع تصريحات السيناتور الأمريكي “مايك لي” الذي أعلن بكل وضوح ودون مواربة أو عبارات تحتمل أكثر من تفسير بأن حلف شمال الأطلسي يمكن أن يضم الولايات المتحدة أو أوكرانيا، ولا يجوز أبدا وجودهما معا داخل الحلف، وأن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنسحب فورا من الناتو إن دخلت أية قوة تابعة للحلف إلى الأراضي الأوكرانية، بالمناسبة هذا الطرح قد يفضي إلى حل سلمي، فهو في نهاية المطاف يتماشى مع الأطروحات الروسية بشأن حياد أوكرانيا.