• حضر الاستعراض عدد من رؤساء الدول الصديقة لكن موسكو لم توجه الدعوة للمرة الثالثة لقادة الدول غير الصديقة
لم يحُلْ الطقس السيء في موسكو دون تنفيذ العرض العسكري الضخم بمناسبة يوم النصر على النازية حيث هطلت الثلوج في موسكو التي تشهد منخفضا جويا وبردا صقيعيا، وهو أمر نادر عموما في مثل هذه الأوقات.
قدم الاستعراض للرئيس بوتن وزير الدفاع الروسي شويغو، ثم ألقى الرئيس بوتن كلمة في افتتاح الاستعراض العسكري وجه فيها تحية إلى المقاتلين في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا معتبرا أنهم جميعا أبطال روسيا، ومؤكدا أن روسيا لن تسمح بحدوث صدام عالمي رغم السياسات الغربية المناهضة لروسيا، ونوه بأن الاتحاد السوفييتي قاتل بمفرده النازية التي ساعدتها أوروبا كلها عمليا في حربها تلك.
ثم بدأ الاستعراض يتقدمه حملة الرايات، ومرت عبر الساحة الحمراء بمسير منتظم تشكيلات ووحدات من ممثلي مختلف القوات العسكرية الروسية البرية والجوية والبحرية والصاروخية وأكاديمية الفضاء وسلاح الهندسة والاتصالات ووحدات النساء، ثم عبرت الساحة الحمراء افواج الأليات والمدرعات والدبابات تتقدمها دبابة ت 34 التي كان لها دول كبير في تحقيق النصر على النازية. وتوجه بعد ذلك الرئيس الروسي وضيوفه من رؤساء الدول إلى ضريح الجندي المجهول حيث وضعوا باقات الورود تخليدا لمآثر المقاتلين الذي دفعوا حياتهم لتحقيق النصر.
وقد شارك في العرض العسكري هذا العام في الساحة الحمراء أكثر من تسعة آلاف عسكري و76 قطعة من المعدات العسكرية ، ناهيك عن عروض واسعة ورمزية في 28 مدينة روسية بما مجموعه أكثر من 50 ألف عسكري وقرابة ألف قطعة من المعدات العسكرية والأسلحة.
وقد حضر العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء عدد من رؤساء الدول بمن فيهم رؤساء بيلاروسيا قازاخستان وطاجاكستان وأوزبكستان وتركمنستان ولاوس وغينيا بيساو وكوبا وغيرهم وممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعدد كبير من الشخصيات الاجتماعية والدينية والفنية والسياسية ورجال الصحافة والإعلام.
وفي إطار الاحتفالات التقليدية انطلقت من أمام ضريح الجندي المجهول في موسكو عند جدار الكرملين فعالية “نار الذاكرة” إحياء للذكرى 79 للانتصار على النازية، وسيتم تنقلها إلى ممثلي قدامى المحاربين القدماء والعسكريين على خط التماس في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وإلى أكثر من 40 منطقة في روسيا و 14 دولة في أوربا وآسيا وإفريقيا بما في ذلك بيلاروسيا والجزائر وقبرص وأذربيجان وغيرها، كما سيتم إشعال النار التذكارية في المناطق الروسية الجديدة عن طريق قبس من النار المأخوذة من ضريح الجندي المجهول.
ورافقت هذه الاحتفالات حملة توزيع شريط النصر والمسمى شريط القديس جارجوريوس الذي يوضع على الصدر على شكل عقدة ووزع في 35 دولة، ورغم أن أوكرانيا ودول البلطيق ومولدوفيا عانت من النازية كغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلا أن استخدام شريط النصر فيها محظور بموجب القانون في هذه الدول. وقد بعث الرئيس بوتن برسائل تهنئة بعيد النصر هذا العام إلى قادة دول الاتحاد السوفييتي السابق، واستثنى زعماء دول البلطيق وجورجيا ومولدافيا وأوكرانيا والتي ترى موسكو أنها باتت في الخندق المعادي الذي لا يرى في النصر على النازية ما يستحق الاحتفال، كما لم توجه للسنة الثالثة الدعوات إلى زعماء ما يسمى الدول غير الصديقة ولا حتى لسفراء هذه الدول في موسكو لحضور الاحتفال.
الجدير بالذكر أن الاتحاد السوفييتي تحمَّل القسم الأكبر من مآسي الحرب التي فرضتها النازية الهتلرية على العالم، فقدمت شعوبه أكثر من 26 مليون ضحية عدا عن خسائر مذهلة في البنى التحتية، حيث مسحت مدن كاملة عن وجه الأرض ودمرت آلاف المصانع ومئات الجسور وطرق المواصلات عدا عن حرق مساحات واسعة من الأراضي والمحاصيل الزراعية.
نشير أخيرا إلى أن رواد الفضاء الروس أرسلوا أيضا رسالة تهنئة بهذه المناسبة إلى الشعب الروسي من على متن المحطة الدولية ، شددوا خلالها على ضرورة الحفاظ على ذكرى مآثر الأجداد، وعرضوا شريط النصر الموجود في المحطة، وتم نشر الرسالة على حساب مؤسسة الفضاء الروسية في تلغرام.