• الأسطول الأمريكي يراقب السفن الروسية قرب شواطئ كوبا حيث تجري لبضعة أيام تدريبات مشتركة
يجيء ذلك متزامنا مع انطلاق المرحلة الثانية من التدريبات الروسية البيلاروسية على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، بحيث توجه موسكو رسالة مزدوجة للغرب عموما وواشنطن على وجه الخصوص.
وتعود رهافة هذه التدريبات كونها تأتي في ظرف بالغ الحساسية لتصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية، والتي نشطت هي الأخرى في هذه الأيام للتعبير عن دعمها لكييف بالسلاح وتصاعد نبرتها العدائية نحو موسكو، بما في ذلك إلغاء صفة الإرهاب عن كتيبة آزوف الأوكرانية اليمينية المتطرفة، وحتى رفع الحظر السابق عن تسليحها.
وأعلنت موسكو أن تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها تجعل استخدام العقيدة النووية الروسية متوافقة مع المتطلبات الراهنة، جاء ذلك على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية الذي شدد على أن الوضع يزداد تدهورا وأن التحديات تأتي نتيجة الإجراءات التصعيدية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو ما يجعل الردع النووي ضروريا في هذه المرحلة، كما أعلنت زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية أن موسكو سترد على تصريحات البيت الأبيض بشأن زيادة الترسانة النووية وفق عقيدتها النووية.
وأعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي شويغو أن روسيا لاحظت رد فعل المجتمع الدولي المنضبط تجاه التدريبات النووية الروسي التكتيكية، وأوضح أن المناورات الروسية هي الرد المناسب على دعم الغرب للنظام الأوكراني، والمشاركة الفعالة لحلف الناتو في الأعمال العدائية، والسماح لأوكرانيا بقصف الأهداف المدنية الروسية.
يتزامن ذلك مع تصريحات أنطونوف السفير الروسي في واشنطن الذي أوضح أن السفارة الروسية في الولايات المتحدة والدبلوماسيين الروس يتلقون رسائل تهديد بشكل شبه يومي، وأن السلطات الأمريكية لا تفعل أي شيء تجاه ذلك، ما يشير إلى ممارسة الضغوط على روسيا وممثليها في كل مكان، متهما الولايات المتحدة بدعم المظاهر الإرهابية وتغذية الشباب بالأفكار السامة.
في غضون ذلك حركت الولايات المتحدة أسطولها البحري لملاحقة ومراقبة سفن وغواصة روسية وصلت شواطئ كوبا لإقامة تدريبات عادية في بحر الكاريبي، على الرغم من إدراكها أن هذه التدريبات لا تشكل أية مخاطر على أمن الولايات المتحدة، لكن وجود السفن الروسية في كويا يبقى مبعث قلق للأمريكان، وتقوم بمهمة المراقبة ثلاث مدمرات وسفينتان وزورق من خفر السواحل، وأعلن مسؤول العلاقات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي أن المراقبة ستتم رغم عدم وجود أي تهديد مباشر من السفن الروسية على الأمن القومي الأمريكي لا في البحر الكاريبي ولا في أي مكان آخر.
وكان موسييف القائد العام للبحرية الروسية قد أشار إلى أن وحدة من السفن الروسية التابعة لأسطول الشمال ستقوم بزيارة إلى كوبا وفيها فرقاطة تحمل أسلحة حديثة وغواصة “قازان” النووية مع سفينتي دعم وستصل هافانا يوم 12 من يونيو الحالي.
الجدير بالذكر أن الرئيس الروسي كان قد أعلن في لقائه مع مدراء الوكالات الإعلامية الدولية في بطرس بورغ على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي أن موسكو قد تتخذ إجراءات استثنائية ردا على توريدات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا والسماح لها بقصف الأراضي الروسية.
وكانت القوات الروسية قد أنجزت المرحلة الأولى من التدريبات التكتيكية النووية غير بعيد عن الحدود الأوكرانية في رسالة توضيحية مبطنة عما يمكن أن يسفر عنه الدعم الغربي غير المحدود لأوكرانيا الأمر الذي استفز واشنطن التي سارعت لإدانة ما اعتبرته خطابا غير مسؤول من الرئيس بوتن، وأعلن المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر حينها أن تصرف موسكو غير مناسب على الإطلاق نظرا للوضع الحالي المتوتر. في حين ترى موسكو أن التدريبات النووية التكتيكة بمرحلتيها الأولى والحالية إنما هي رد على التصعيد الغربي والتهديدات الاستفزازية من بعض المسؤولين الغربيين تجاه روسيا.