عربي

الجزء الخامس من مقابلة الرفيق الدكتور خضير المرشدي – الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق

قبل ثلاث أيام صدر تصريح باسم القيادة القومية فيما يخص الجزء الأول من اللقاء الخاص الذي أجريناه ، والتعليق على هذا الموضوع ربما يأتي في وقت لاحق إن شاء الله، لكن اعتقد من المناسب ان نتيمن بالآية القرآنية الكريمة:

بسم الله الرحمن الرحيم (سَنُرِيهِمۡءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ شَهِيدٌ) صدق الله العظيم.

أعتقد هذا كافي للبيان حول هذا الموضوع الذي يحتاج تفاصيل ستأتي في وقتها.

 

وبالتأكيد نحن في كل مرحلة من مراحل هذا العمل الذي نقوم به الآن سوف نهيئ الرد المناسب الذي ممكن ان يوضح الحقائق لكل الرفاق في الحزب سواء على مستوى العراق أو على مستوى التنظيم في الوطن العربي .

أولاً أود أن أشير إلى أن هناك ملاحظة قد جاءتني من الأخ المحترم أنطون خليل وهو رئيس تحرير قسم البرامج في قناة العربية عندما شاهد الحلقات صحح لي معلومة حين قلت إنه مخرج البرنامج لكنه رئيس تحرير قسم البرامج وليس مخرج البرنامج، فالأخ الأستاذ أنطون والأخ الأستاذ طاهر بركة والسيد مدير عام القناة الأستاذ ممدوح المهيني كل التحية والتقدير، وبالمناسبة أود أن أقدم اعتذاري لقناة العربية نيابة عن كل الحزب لما تعرضوا له من هجمات غير مبررة وعبثية من قبل مجموعة محسوبة عن الحزب حاولت أن تسيء بشكل أو بآخر لهذه القناة، أكرر لهم تحياتي وتقديري.

الملاحظة الأخرى جاءتنا من أحد الرفاق حول موضوع داعش سنة 2014 وقضية تعيين المحافظين سواء في صلاح الدين أو في الموصل، وبالنسبة لصلاح الدين ذكر الرفيق وهو مُطّلع وقد أكد حالة هي أن السيد أحمد عبد الرشيد وهو محافظ صلاح الدين قبل الاحتلال الأمريكي سنة 2003، وهذا شيء معروف، في اليوم الثاني لدخول داعش للمحافظة، حسب ما يقول الرفيق الذي أرسل لنا الرسالة، عُقد اجتماع لشيوخ ووجهاء تكريت في قاعدة المرحوم عبد الكريم النشوع وكان رأي المجتمعين تشكيل وفد من الحضور والذهاب إلى والي داعش لمدينة تكريت المتواجد في القصور الرئاسية ليطلبوا منه أن يكون المحافظ نفسه الأستاذ أحمد عبد الرشيد، وأثناء مناقشة الموضوع في الجلسة دخل إلى قاعة الاجتماع شخص قيادي من داعش ومعه عدة أشخاص مسلحين ليسوا من تكريت، وطلب هذا الداعشي من الحضور توضيح سبب تجمعهم فقالوا أنهم سيتباحثون لتشكيل وفد لمقابلة والي داعش في مدينة تكريت ويطلبون منه تعيين الأستاذ أحمد، فقال لهم هذا الداعشي ان هذا الكلام غير مقبول، كل مدينة ندخلها هي مسؤوليتنا. ومن يريد أن يبايعنا أهلا وسهلا، ومن لا  يريد فليتحمل مسؤوليته، وانتهى الاجتماع دون الاتفاق على تعين السيد أحمد عبد الرشيد ، وفي اليوم الثاني غادر المدينة أغلب أهالي تكريت، ولم يبقي بها سوا الناس الذين لديهم عمل، فهذا التوضيح جاءنا من أحد الرفاق، مشكورا على هذه الملاحظة والتي تنسجم مع ما ذكرنا من أن تسمية عدد من الأخوة أو اثنين من الأخوة واحد في نينوى وواحد في صلاح الدين هو لم يدم طويلا وانما أعلن في الإعلام، أي لا نعرف ماذا جرى بسبب الإرباك والالتباس الذي حدث في تلك الأيام السوداء، ان دخول داعش إلى العراق كان حالة سوداوية ومؤامرة مدبرة لتدمير هذه المحافظات الكريمة.

أما بالنسبة للتساؤلات التي تثار حول صحة أو عدم صحة قصة محمد باقر الحكيم عندما كان الرفيق الأمين العام عزت إبراهيم وزيرا للداخلية، أعتقد ان هذا ليس مجال مناقشتنا لأنه عندما ننقل حادثة معينة ننقلها مثل ما سمعناها بالدقة المطلوبة التي تتناسب مع مقام صاحب الكلام، خاصة أن مصدر الكلام هو الرفيق عزة ابراهيم الأمين العام للحزب، أمين سر القطر، وقائد المقاومة، فلا يمكن لا من الناحية المبدئية، ولا من الناحية الأخلاقية، ولا من الناحية الإنسانية ولا من الناحية التاريخية التي يجب علينا أن نحترمها، في مثل هكذا برامج مرئية من قبل الملايين من الناس إلا أن ننقل الحقيقة.

كيف يمكن لشخص أن تسمح له نفسه بنقل شيء غير صحيح ؟؟

ان الحادثة صحيحة، لكن قد تكون هناك ملاحظات حول بعض التفاصيل، فمن  حقهم أن يثيروا قضية العمر مثلاً، لكن ليس من حقهم أن يشككوا بصحة أو عدم صحة الحدث. خاصة وأن الحدث ذو بعد إنساني كبير، تميزت به قيادة الحزب، ممثلةً بالرفيق عزة كونه وزير داخلية وعضو مجلس قيادة الثورة، وبالرئيس احمد حسن البكر رحمهم الله .

ان الموقف الإنساني الذي اتخذ تجاه هذا الشخص والإفراج عنه لأنه رآه في وضع صعب، وألفُ عين لأجل عينٍ تُكرم، إكراما لوالده كونه كان المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الكريمة في العراق.وهذا الموضوع  كلمني به الرفيق عزت وقال أنه زار السجن وشاهد شاب موجود في السجن، سواءً هذا الشاب كان عمره 17 سنة 27 سنة 37 سنة، احيانا كثيرة الانسان يبدو اقل من عمره بكثير أو اكثر من عمره بكثير .. وهذه الحالة تتبع الظروف التي ممكن أن يتعرض لها الانسان في حياته، ظروف النشأة والبيئة، حتى من الناحية الطبية حينما يتم تقدير الأعمار في مجال الطب العدلي يصعب على الطبيب أحيانا أن يقدر العمر بالدقة.

لذلك فان الرفيق رأى شاب موجود في السجن خائف بين هذه العصابات وهو في زاوية من زوايا السجن، ونادى على الرفيق عزك وهو لا يعرفه وسأله من أنت فقال له أنا فلان .. وتصرف التصرف الذي ذكرته فالقصة صحيحة 100% و أنا لا يمكن أن أشكك ولا واحد بالمليون بما قاله الرفيق الأمين العام. وكعراقيين نعرف كيف كانت القيادة تدير العراق وكيف كانوا الرفاق أعضاء مجلس قيادة الثورة يزورون كل دوائر الدولة وكذا الحال بالنسبة لأعضاء القيادة القطرية حيث يزورون السجون ويزورون المستشفيات ويزورون الدوائر ويحاسبون، وحتى المحافظين ومسؤولي  فروع الحزب بالمحافظات يزورون ويفتشون فكيف لوزير داخلية وعضو مجلس قيادة الثورة لايمكنه ان يزور السجون ؟؟؟

أما بالنسبة لتوحيد الفصائل ..  فان العمل بمستوى توحيد فصائل المقاومة، لا يمكن لي أو لغيري من الحزب تحديداً أن يتخذ به قرار بالشكل الذي ذكر في هذا التقرير المغرض والمشبوه والذي يحمل من التخريب والتشويش بما فيه الكفاية،

لأن قرار من هذا النوع يخص مستقبل المقاومة والعراق بشكل عام هو قرار قيادة وليس قرار فردي، هذا موضوع محسوم وأرجو أن يكون واضح لكل رفاقنا ولكل الأخوة الذين تعاملوا معنا بشكل أو بآخر خاصة في هذه المرحلة .. ان يلاحظوا كتبة التقرير المشبوه ينكرون أنه لدينا دور في تمثيل الحزب والمقاومة، ولكن في هذه الجزئية يعترفون بدورنا في تمثيل المقاومة لكنه كان دور تعطيل وتخريب ( خسئوا ) ؟؟؟ كيف يعلمون وأين كانوا وما هو دورهم حتى يحكموا على الآخرين بهذه الطريقة السلبية بهدف التشويش والتشهير، انا ذكرت أنه كان هناك محطة مهمة لتوحيد فصائل المقاومة العراقية لأول مرة تجتمع كل الفصائل في دار استأجرها الشيخ حارث الضاري في سوريا، فعلمت من الشيخ عبد الناصر الجنابي كونه نائب القائد العام لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، بأننا مدعوين من الشيخ حارث لنلتقي به مع كل فصائل المقاومة وذهبنا أنا والشيخ عبد الناصر ودخلنا على الجماعة وكانوا ممثلي كل الفصائل التي على الساحة العراقية تقاتل الأمريكان وتقاوم المحتلين موجودين وجلسنا، وكان هناك نقاش حاد بين الشيخ حارث وبين الشيخ علي الجبوري وكذلك الشيخ الدكتور أحمد الدباش وهو ممثل الجيش الإسلامي وكان الحوار بينهم وبين الشيخ حارث، نحن لم نتدخل بالحوار لا أنا ولا الشيخ ناصر إطلاقا بل كان حوار بينهم وبطريقة انفعالية حول كيفية التعامل مع المحتلين  وفيه بعض الاتهامات من قبل البعض للبعض الآخر، هذا ما حدث ولم نتحدث أو نعطي رأي في الموضوع وحاولنا أن  نهدئ الأمر ولم نستطع. وفي جو من الانفعال قال الشيخ حارث ليس لدي ثقة بحزب البعث العربي الاشتراكي .. ولم ندخل معه بحوار أو نقاش لأننا رأينا الجو متوتر وقد فشل الاجتماع نتيجة هذا التوتر ولم نتدخل نهائيا  إلا ببعض الملاحظات التوليفية بين الطرفين عكس ما يقولون هؤلاء المغرضون والمشبوهون في التقرير، نحن حاولنا ان نقرب وجهات النظر لتصفية الأجواء لكن لم نقدر، بحيث عاد الشيخ حارث وهجم على حزب البعث وأنا حينها كتبت للرفيق القائد رسالة تفصيلية حول الذي جرى والرفيق القائد عزة الدوري وجه الرسالة التي كتبتها إلى الشيخ حارث وهي موجودة عندي،

وكلفنا احد الرفاق لنقلها، وقال له هذه الرسالة من قيادة الحزب في العراق ردا على التهجم على الحزب وقوله بأنه ليس لديه ثقة بحزب البعث العربي الاشتراكي والرسالة فيها ما يلي: “اسمع يا شيخ حارث ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب الأمة وحزب المقاومة واذا لم يكن لك ثقة بحزب البعث العربي الاشتراكي معنى ذلك أنه ليس لديك ثقة بالمقاومة، وليس لديك ثقة بالحالة الوطنية في العراق وليس لديك ثقة بالأمة كلها، فكيف تسمح لك نفسك وتقول هذا الكلام” فهذا الذي حدث في هذا اللقاء.

وفي عام 2007 التقينا مع بعض كجبهات، الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية. وهيئة علماء المسلمين، وكذلك الدكتور خير الدين والشيخ جواد الخالصي وعلى أساس أن يحضر الشيخ حسين المؤيد  والشيخ فاضل البديري وهم من علماء الدين العراقيين وشخصيات وطنية لم يتأثروا بما يفرضه الاحتلال من واقع وكانوا من الناس المناهضين للاحتلال ولا زالت  مواقفهم ممتازة، وجلسنا على مدى يومين بمبادرة من الدكتور فوزي الراوي عضو القيادة القومية في حزب تنظيم سوريا، وهو الذي اخذ الموافقة من الجهات السورية حتى نعقد الاجتماع وتم اختيار الدكتور خير الدين حسيب لإدارة الاجتماع كونه أكبر الموجودين سناً، وجلسنا على مدى يومين في حوارات، وكنّا حاضرين ستة من الجبهة الوطنية وهم الدكتور محسن خليل والدكتور فاضل الرُبيعي  والشيخ حسين الجبوري عن المقاومة والدكتور كنعان عن النقشبندية والسيد  جوهر الكردي عن حزب العدالة الكردستاني، وجلسنا نحن الستة ودار حوار اخوي وبمودة حتى ان الشيخ جواد الخالصي عندما حاول أحد الحضور وهو ضيف ليس له علاقة بالحوار وكان يجلس للاستماع قال ان الدكتور خضير يريد أن يرجع لنا النظام السابق وقوانين النظام السابق، فالشيخ جواد الخالصي طلب مني ان يرد على الملاحظة قائلاً له ” ان ما قاله الدكتور خضير هو الصحيح ويجب علينا ان لا نعترف بالقوانين التي أصدرها المحتل، وهذه ملاحظة مهمة مبدئية، فيها بُعد وطني كبير أن لا نعترف بكل ما جاء به الاحتلال”.  وان الشيخ بشار الفيضي قد حضر عن هيئة العلماء المسلمين وألقى كلمة لمدة 10 دقائق وترك الاجتماع وذهب، ما أريد إيصاله أنهم لم يعطوا أهمية لهذا الاجتماع علما بأنه استخلصنا من هذا الاجتماع برنامج سياسي موحد وبهيكل جيد لتوحيد القوى الوطنية التي تمثل فصائل المقاومة، على أساس ان يُعقَد مؤتمر عام وتُعلَن فيه الجبهة العريضة لكن تم إلغاء المؤتمر من قبل السلطات السورية بسبب التأثير الذي حدث من جلال الطالباني  ومن إيران الذي حضر مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية نفسه بحيث طالبوا السلطات السورية بإلغاء المؤتمر الذي كان من المقرر أن يشارك به أكثر من 500 شخصية عراقية. إضافة إلى أن مقرنا في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية يستقبل يومياً كل الأخوة أو معظم الأخوة رؤساء الفصائل أو ممثلي الفصائل لنتحاور وبيننا علاقات مميزة وعلاقات اخوة ولحد هذه اللحظة تربطنا علاقات متينة، والتقينا انا واحد قادة الجيش الإسلامي المهمين وبقينا نتحاور لما يقارب الثلاث ساعات في بيت الشيخ مظهر الخربيط وعبرنا موقف للرفيق أمين عام الحزب وبدأ التنسيق الميداني بين جبهتنا والجيش الإسلامي.

وليعلم هؤلاء أنه تربطني مع الشيخ حارث علاقة طيبة لا تربط أحد منهم مثلها، منذ عام 2003 حين نقلت له الرسالة من الرفيق عزة إلى أن توفاه الله، ان علاقتي به مميزة وعلاقة احترام ومحبة إلى أبعد الحدود، فمن أين جاء هؤلاء بهذه الأكاذيب والتلفيقات.. أما بخصوص الاختلاف في وجهات النظر فهذا أمر طبيعي فهم لديهم عقيدة مختلفة عن عقيدتنا، لكن في المواقف السياسية والوطنية لم نختلف على الإطلاق، بل أحياناً في المؤتمرات التي كنا نحضرها نجلس سوية وكأننا وفد واحد، والشيخ حارث أدى دور جهادي مهم لا يمكن أن يُنكر .

ان من يتحدث بالطائفية فهو طائفي، نحن لا نتحدث بهذا النهج الطائفي لأننا نشأنا في عائلة تضم كل الطوائف، ولست مثل هؤلاء الذين كتبوا التقرير. أما بخصوص أنني أكُن بالكره للشيخ الحارث فهذا غير صحيح، بل بالعكس ان علاقتي به جيدة وطيبة وكما ذكرت، كما وان علاقتي مع كل الأخوة العراقيين الذين يمثلون فصائل المقاومة أو الجبهات طيبة وتسودها المودة ولحد الان، لذلك فان هذه الأقاويل كان الهدف منها النيل وتشويه الحقائق والتقليل من أهمية عملنا.

وليعلم هؤلاء فاني عندما أتحدث بالتفاصيل فلاني صادق فيما أقول .. لان الإنسان الصادق هو عندما يشرح التفاصيل ويذكر الأسماء ويعطي وثائق، لانه فعلا صادق ويعبر عن الحقيقة بالأدلة أما هؤلاء فهم يرمون بالكلام حسبما اتفق حتى يشوشوا على عقول الآخرين وهم الكاذبون.. كيف يتحدثون عن العلاقات وهم ولا يعلمون بطبيعة علاقات الحزب مع الدول، من هم حتى يتكلموا باسم العلاقات مع الدول ؟؟. لقد أقمنا أفضل العلاقات مع الدول وحصلنا على دعم للمقاومة العراقية في حين لم يتبرع أي فرد منهم بمئة دولار للحزب في حين نحن أقمنا العلاقات مع الدول ورؤساء الدول واجتمعنا مع رؤساء الدول وأحضرنا دعم سخي للمقاومة دعماً سخياً، نحن بنينا علاقات مرموقة وموثقة عند القيادة في الحزب وان الملفات موجودة مع منظمات ودول واحزاب عربية ودولية فمن أين هذا الكلام وهذا التشويش وهذا العبث وهذا الكذب الذي تقوم به زمرة متسلطة على القيادة القومية ومعهم عدد من المرتزقة والمنافقين .

ان جميع أعضاء المكتب موجودين من الذين رشحناهم 2007 عدا ثلاثه منهم تم طردهم ومنهم من كتب ونشر التقرير لأننا اكتشفنا أنهم يعملون بخط مائل ومشبوه، أما الرفاق الآخرين أعضاء المكتب فهم من اللامعين المحترمين وكلهم موجودون ولم يتغيروا.

اما الحوارات التي تمت مع أطراف دولية وسيطة وحصلت من خلال محطات معينة فأنا لست الوحيد فيها، نعم أنا كنت رئيس الوفد لكن هي وفود رسمية تتكون من ثلاثة او أربعة رفاق .. واحد هذه الوفود مثلا تشكل في الـ 2014 اثناء دخول داعش حينها طلب الأمريكان لقاء مع الحزب، والقيادة قد شكلت وفد برئاستي وبعد أن اتفقنا على ان يكون اللقاء في الأردن، طبعا هم أرادوه في واشنطن ونحن رفضنا واتفقنا على الأردن .. حينها قالوا لانريد أن يكون الدكتور الخضير رئيس وفد ونريد فلان الفلاني يكون رئيس وفد. فأرسلنا الخبر للرفيق أمين سر القطر وطلب مني إلغاء الاجتماع لأن هؤلاء يريدون ان يمرروا علينا أمور من خلال الشخص الذين ذكروا اسمه. والمحاولة الثانية كانت عن طريق النرويجيين وأيضا تشكل وفد من الحزب برئاستي وثلاثة أعضاء من مكتب العلاقات الخارجية وهم الرفيق ضياء الصفار والرفيق مازن التميمي والرفيق سامي سعدون؛ وكان اللقاء مع وكيلة وزير الخارجية النرويجي ومعها سفير النرويج في مدريد في اسبانيا وسفير اخر كان مسؤول شؤون الشرق الأوسط في الخارجية النرويجية وشخص آخر اعتقد كان مدير المخابرات أو نائب رئيس المخابرات ، وقالوا بأنه نحن سنأتي نلتقي طبعا بترتيب الأخوة نصر يوسف وزير الداخلية الفلسطيني السابق والأخ الدكتور الرفيق نصري كساب، وحضروا معنا الاجتماع في مقر السفارة في مدريد، وانعقد الاجتماع على مدى يومين، واتفقنا على كثير من الأمور وعرضنا لهم برنامج الحزب ورؤيته ، وهذا الأمر حصل في الفترة التي أرادوا فيها ضرب الموصل على أساس تحريرها من داعش، وكانت هذه بإشراف ماك غورك المبعوث الأمريكي للتحالف أو المشرف على التحالف الدولي في العراق حسب ما أعلمونا،والذي كان ارتباطه حسب ما عرفنا من النروجيين بمستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال دان. وطرحنا لهم رسالة من الرفيق عزت اننا مستعدون لتحرير الموصل من داخلها دون ان يحصل تدمير في هذه المدينة لان اذا ماتم ضرب المدينة فسيتم تدميرها، باتباع سياسة الأرض المحروقة التي استخدموها في تكريت وفي مناطق الدور، وغيرها وقبل أن يصلوا إلى الموصل كانوا يستعدون لضربها،وطرحنا هذا الموضوع قلنا لهم هذا تعهد، ولكن بشرط ان يحصل اتفاق على حل كل المشاكل الموجودة في العراق. لكن الذي حدث هو أنهم لم يأخذوا هذا الكلام وحصل الذي حصل في الموصل وهذا ما أكده لنا السيد تودنهوفر ، هذا اللقاء الذي حصل والأمور التي تم الاتفاق عليها على مدى يومين رفعت بمحضر رسمي إلى الرفيق أمين سر القطر ، وأيضا ان الجانب النرويجي قد رفعها للأمريكان، لكن الأمريكان كانوا مصرين على تدمير مدينة الموصل بالطريقة التي تمت، طبعا لصالح ايران ولهيمنة المليشيات وذلك لدعم وإسناد عمليتهم السياسية في العراق لكي تأخذ مداها بما فيها التغيير الديمغرافي الذي حصل في مناطق بغداد وصلاح الدين وحزام بغداد.

واللقاء الاخر كان مع الألمان عن طريق الأخوين الفريق نصر يوسف والاخ الدكتور نصري كساب الذين كانوا يعتبرون قضية العراق قضيتهم وفعلا كان قضيتهم ومتحمسين لها واتوا الألمان ورئيس الوفد الألماني هو مدير الأمن القومي الألماني المقرب من ميركل المستشارة السابقة وعلى مدى يومين، وكان الوفد برئاستي وعضوية عدد من الرفاق أعضاء مكتب العلاقات الخارجية، وطرحنا الأمور بكل وضوح وثبتنا حقوق العراق وحقوق شعب العراق التي انتهكت من قبل المحتل في محاضر رسمية ورفعت إلى القيادة وكان هناك قرار بالتواصل لاحقا، لكن بعد أن دمروا الموصل توقفت الحوارات كلها مع هؤلاء لأنه اكتشفنا انهم قادمون حتى يحصلوا على معلومات لا اكثر، لكننا طرحنا حقوق العراق، وكان طرحنا هو تغيير العملية السياسية، تغيير الدستور، تشكيل حكومة انتقالية جديدة، وليس مثل ما توحي هذه الجماعة المشبوهة التي كتبت التقرير.. هذا كان هو اللقاء الثاني.

اما اللقاء الثالث الذي حصل مع الأمريكان فكان عبر الهاتف مع مستشارة وزير الخارجية والأخ الأستاذ شاكر الخفاجي هو الذي أعد للقاء بيني وبين مستشارة وزير الخارجية وذلك عام 2018، وأيضا طرحت الأمور مثل ما طرحتها الآن .. وقالت أن من الممكن ان تدخلوا العملية السياسية وتغيرون من داخلها، اضافة الى انه هناك اتصالات اخرى تمت ليس لي علاقة بها اما انهم يقولون غير ذلك ، الحقيقة اني لا أعرف ما يقولون ولم اسمع به، ولا علاقة لي بوزير الخارجية البريطاني ولا وزير الخارجية الأمريكي، وسبق وأن ذكرت المحطات التي كنت جزء منها أو بإشرافي وبها محاضر موثقة كلها لدينا موجودة و بالأسماء وأنا ذكرت أسماء الوفد..  أما أن المستشار السياسي قد ذهب لبريطانيا وشكل وفد رفيع المستوى !!

نحن نتحدث عن حزب فمن هو رفيع مستوى أكثر من عضو قيادة؟

إذا يطلبون وفد رفيع المستوى من الحزب يذهب عضو القيادة لا يذهب واحد عضو مكتب أو بمستويات أدنى.

ان المستشار السياسي المقصود هو السيد ناجي صبري الحديثي الذي رشحه عبد الصمد الغريري على أساس أن يكون مستشار سياسي وأنا شرحت القصة سابقا كانوا يعبرون بعض المواقف للرفيق أمين سر القطر كاذبة وغير صحيحة.. ويطلبون ان الملاحظات يجب أن تمر جميعها عبر المستشار السياسي حتى تلك التي تقدم من أعضاء القيادة!! لكننا اعترضنا على هذا الموضوع، كل أعضاء القيادة قد اعترضوا، أنا اعترضت والرفيق أحمد عزة اعترض والرفيق صلاح المختار اعترض والرفيق مازن التميمي وغيرنا، إلى ان اصدر الأمين العام قراراً قال فيه ان كلامكم صحيح ، واللجنة السياسية دورهم مجرد ان يعطوا مقترحات  ولا يحق لهم التدخل بشؤون القيادة ومنعهم من ذلك .

أما موضوع ان المستشار السياسي قد ذهب الى لندن واتصل مع فلان وفلتان ويقول أنهم طلبوا  أربعة كأعضاء وفد إلى آخره .. فأنا لا اعرف ذلك ولا أريد أن أسترسل به.

وبخصوص المفاوضات مع إيران، أنا تكلمت عن الأمور كما هي .. فأنا لم أحضر اللقاء.. والذي حدث هو ان اتصل بي أحد الرفاق اعضاء مكتب العلاقات الخارجية وهو سفير سابق وممثل العراق في الأمم المتحدة سابقاً وقال مانصه، وهذه بها محضر رسمي ورسائل موثقة .. قال ان السيد تودنهوفر وهو شخصية المانية سياسية وكان عضو في البرلمان الالماني وهو صديق للدكتور السفير الذي هو عضو مكتب العلاقات خارجية وانا مسؤول مكتب العلاقات الخارجية، اتصل به واخبره بانه التقى على هامش مؤتمر نزع السلاح في ميونيخ بمحمد جواد ظريف وزير خارجية ايران .. ودار حوار بينهم وان الحوار قد تركز على سؤال من تودنهوفر انه لماذا تحاربون القوى الوطنية العراقية التي تقاوم المحتل الامريكي فرد عليه محمد جواد ظريف قائلا ً، هذا ليس صحيح،  قال له لا صحيح ومثلاً أنكم تقاتلون حزب البعث، فرد ظريف ثانية ان الكلام غير صحيح .. فاقترح تودنهوفر على الوزير الإيراني ان يلتقوا مع وفد من الحزب ..

هذه كانت مبادرة هذا الرجل تودنهوفر وبالمناسبة فإن الدكتور تودنهوفر عليه من خلال الرفيق السفير الذي ربما يتحفظ على ذكر اسمه وإلا لذكرت اسمه وهو رفيق معروف ورجل كفوء .. ومن الجدير بالذكر ان الرفيق السفير جاء بالدكتور تودنهوفر إلى سوريا والتقى بنا مرتين أو ثلاث مرات ورتبنا له زيارة للعراق والى محافظة الأنبار تحديداً والتقى بقادة المقاومة والف كتابين على المقاومة. احدهم حسب ما أذكر أهدانا اياه “لماذا تقتل يا زيد”. وأصبح هناك نوع من العلاقة الطيبة بيننا قبل هذه الحدث في اللقاء مع الإيرانيين. وكان يكتب عن المقاومة ومن المناصرين لها في موقعه الإلكتروني المتابع بالملايين. وهو قد زار الموصل في زمن داعش ووصف بكتاب مهم جدا الظروف التي كانت تعيشها المحافظة، وكيف انتقل ووصل إلى الموصل بحماية داعش وكان وصف ممتع جدا لانه كاتب وأديب إضافة إلى كونه سياسي.

فالرفيق السفير اكد لي وزير الخارجية الأيراني اخبر تودنهوفر بأن ينتظر الجواب بعد عودته لإيران، وفعلاً اعطاه الجواب بالموافقة على عقد اللقاء – وانا لم ولن أخطو  مثل هذه الخطوة وكل الخطوات الأخرى طيلة مسؤوليتي – إلا بعد آخذ رأي القيادة .. وكتبت للرفيق أمين السر واخبرته بما حدث واجابني برسالة قال فيها شكّل وفد برئاسة الرفيق السفير وعضوية اثنين آخرين واخترت الرفيق سامي سعدون والرفيق عزيز القزاز اعضاء مكتب العلاقات الخارجية.. وطلب مني الرفيق السفير ان احضر وقال لي ان وجودك ضروري ويريدون ان يلتقوا مع شخص يعرفون انه هو المسؤول، قلت له ان قرار القيادة هو انت تكون رئيس الوفد وفعلاً التقوا مع وفد إيراني .. في حينها  أرادوا ان يكون اللقاء في طهران ورفضنا وأرادوا اللقاء في السفارة الإيرانية ورفضنا، إلى ان بادر تودينهوفر وتبرع بعقد اللقاء في أحد فنادق برلين وحضر تودنهوفر وابنه، وارسل الرفيق عزة الدوري رسالة بإلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعندي نص رسالة حيث بعثتها الى الرفيق السفير الذي ساهم في إعدادها، وأرسلناها للرفيق أمين السر ووافق على الرسالة بعد أن أجرى بعض التعديلات عليها، وتم حوار موسع وكنت على اتصال بالهاتف مع الرفيق رئيس الوفد إلى أن اكتمل اللقاء، وكانت مخرجات الحوار إيجابية كما جاء في المحضر .

واخبرني رئيس الوفد بانه تقييمه للقاء كان إيجابياً، لان الإيرانيين كانوا قد وصلوا إلى مرحلة فيها من الضغط بحيث انهم يحتاجون لفتح قنوات اتصال مع كل القوى الوطنية العراقية وومنها حزب البعث.

لكن الحوار انتهى عند هذا الحد وتوقف اي لقاء مع الإيرانيين بعد ان سيطرت داعش على عدد من المدن العراقية.

وكان عبد اللهيان الوزير الحالي الذي قتل بحادث طائرة مع رئيس الجمهورية الإيراني هو الذي يشرف على هذا اللقاء الذي جرى مع وفد يرأسه سفير إيران في برلين وعضوية سفير آخر من الخارجية الإيرانية وشخص ثالث حسب ما أخبرني الرفيق السفير .. أما أن جماعة القيادة القومية .. قالوا أن خضير المرشدي اخبر القيادة بان اللقاء سيكون مع بوزير الخارجية الإيراني .. فهذا كلام كاذب حيث اني لم أقل ذلك اطلاقاً ، وهذه التفاصيل مثبتة في محضر رسمي محفوظ في ارشيف الحزب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى