تصريح المستشار والمحلل السياسي رامي الشاعر حول نتائج لقاء بكين الذي جمع كافة الفصائل الفلسطينية
أريد أن أوكد أولا على أن ما صدر في العاصمة الصينية بكين يوم أمس هو استمرار ونتيجة حتمية للعمل الذي سبقه من لقاءات في موسكو والقاهرة، والأهم من ذلك فهو نتيجة موقف الشعب الفلسطيني كاملاً، فلا يوجد انشقاق أو خلاف بين الشعب الفلسطيني، بل هناك وجهات نظر مختلفة وممارسات مختلفة، ولكن يبقى هدفها واحد وهو تحرير فلسطين وإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وبناءً على العديد من الأسئلة التي وجهت لي قررت أن أعيد إرسال مقالي الذي كتبته تحت عنوان ” رسالة إلى التنظيمات والفصائل والشعب الفلسطيني عامة “ بتاريخ 21-2-2024، مرة أخرى لجميع من سألني ولمن يهتم بهذا الشأن، لذلك كونوا جميعكم على ثقة بأن الدولة الفلسطينية قائمة وإن شاء الله ستقوم هذه السنة.
الكثيرون يقولون بأنني جدا متفائل! أخبروني ما هو الأمر الأفضل في ظل ظروفنا الحالية والمأساة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني أهم من أن نكون متفائلين ونثبت للعالم أجمعه بأن قضيتنا هي قضية عادلة وأن تضحيات شعبنا الفلسطيني لن تذهب سدىً؟ فالتفاؤل في قلب وشعور كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم، ولا يجوز أن نشكك بأي شكل من الأشكال بأن قضيتنا العادلة لن تنتصر، وطموحات شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية والعالم الإسلامي ومحبين السلام لن تتحقق، لذلك فإن التفاؤل مطلوب، احتمال أن تكون هناك مفارقة زمنية لتحقيق هذا التفاؤل، ولكن يجب أن نؤكد على ضرورة حصول ما نطمح إليه بأسرع وقت ممكن لأن مأساة الشعب الفلسطيني مأساة كبيرة جدا، ولكن أيضا بتفاؤله فهو يتحمل هذه المأساة.
كيف لا نكون متفائلين ونحن نرى اليوم أن المؤسسة الصهيونية قد بدأت تنهار، وهي التي كانت تهيمن على العالم وكانت سبب مأساة لشعبنا الفلسطيني والدول والشعوب الأخرى في العالم، فنرى اليوم مصير الرئيس الأمريكي جو بايدن وغريمه دونالد ترامب الذي تعرض لمحاولة اغتيال في الثالث عشر من تموز الجاري، وهنا أود أن أشير إلى أن العملية ليست محاولة اغتيال عفوية ابدا بل هناك من هو في المجتمع الأمريكي يريد أن يتخلص من كل شخص يعلن ويتفاخر بصهيونيته ويقود الولايات المتحدة الأمريكية والعالم إلى الهلاك ويسبب المآسي لملايين البشر، لذلك من الواضح إن هناك جيل جديد في الولايات المتحدة الأمريكية يرفض أن تجّر بلده إلى هذا المستوى من الإجرام ويكون لها كل تلك الأدوار في تأجيج وتوتير العلاقات الدولية في العالم، والتي لا يتحملها أي عقل سليم.
كل ذلك دليل واضح على أن تلك المؤسسة الصهيونية الشريرة فعلا بدأت تنهار، فنحن نرى الآن كيف أن روسيا والصين ومجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي بدأت نشاطها، وهذا الأمر يبشر بأن العالم ينتقل، بل أكثر من ذلك أقول، لقد بدأ العالم مرحلة التعددية القطبية والآن تجري فقط بعض الأمور التي تحتاج إليها المنظومة الدولية للتعددية القطبية والتي هي بالأصل مثبتة في ميثاق الأمم المتحدة، ولكن سيجري الآن وضع أرضية جديدة لها يتم فيها احترام هذا الميثاق وتنفيذ كل قرارات الأمم المتحدة والجمعية العمومية.