
“واجهت غزة حرباً عالمية قادتها عواصم الغرب الاستعماري بزعامة واشنطن ولم يكن “الكيان” صنيعتهم سوى واجهة لهم. مشهدان تاريخيان تستعصي كلّ مفردات الكون على وصفهما، في مخيم جباليا الذي استباحه مراراً وتكراراً عصابات الاحتلال دون طائل.. تجري مراسيم الاحتفال الكرنفالي الأول، ومن وسط الركام والدمار تتم بتنظيم دقيق بكافة تفاصيله تتم عملية تسليم إحدى الأسيرات بطريقة رسمية نظامية لا تليق إلّا بالشعب الفلسطيني العظيم. ومن بقايا ركام منزل الشهيد “يحيى السنوار” مهندس “طوفان الأقصى” في خان يونس المستباح مراراً وتكراراً كذلك، وبحضور شعبي واستعراض عسكري وحدوي مماثل لرجال المقاومة بكافة فصائلها، يجري الكرنفال الاحتفالي الثاني المهيب بما يليق بما رسخه “أبو إبراهيم”.. يستحقّان بكل جدارة في عالم المساواة والعدالة، إن وُجد، حيث الإرادة الحرة والعفوية على سجيّتها بلا تمثيل أو إنتاج وإخراج.. جائزة الأوسكار الأولى وبلا منازع”.
بعيداً عن الأحاديث التي لا نهاية لها عن منظومة القِيَم والأخلاق، والتي يمكن أن تُنظم فيها آلاف المعلقات الشعرية وملايين المواضيع النثرية، فقد أدرك العالم أجمع حتى مناصري “الكيان” المجرم مما رآه بأم العين من مشاهد ما جرى حتى اليوم من عمليات تبادل في فلسطين، ما يكفي للتقيّن من البون الشاسع ما بين “نحن” الشعب الفلسطيني صاحب الحق، وما بين “هم” رمز الباطل المحتل، فشتان ما بين الثرى والثريا، وما بين اللص الغاصب القاتل وصاحب الأرض الأصيل، وما بين “المهزوم” من داخله والمنتصر بكلّ جوارحه رغم ما أصابه من كوارث مثّلت “وصمة عار” في جبين البشرية لن تُنسى أو يمحيها التقادم.
لقد واجهت غزة حرباً عالمية قادتها عواصم الغرب الاستعماري بزعامة واشنطن وتابعيهم، ولم يكن “الكيان” صنيعتهم سوى واجهة لهم، وها هي الحقائق بدأت تتكشّف تباعاً حول ما قدّمته تلك العواصم من دعم غير مسبوق ليس بأحدث ما توصّلت إليه تكنولوجيا التصنيع العسكري فحسب، وإنما في تجيير أحدث ما تحصّلت عليه من تقنية الذكاء الاصطناعي في الإبادة والتدمير بلا ضوابط أو قوانين وضعتها هي بنفسها، وما خفي أعظم.. ولكنها لم تحصد سوى الفشل والهزيمة أمام شعب لا يعرف الهزيمة طيلة تاريخه التليد على امتداد آلاف السنين منذ تواجده على ثرى فلسطين.
مشهدان تاريخيان تستعصي كلّ مفردات الكون على وصفهما، في مخيم جباليا الذي استباحه مراراً وتكراراً عصابات الاحتلال دون طائل.. تجري مراسيم الاحتفال الكرنفالي الأول، ومن وسط الركام والدمار تتم بتنظيم دقيق بكافة تفاصيله تتم عملية تسليم إحدى الأسيرات بطريقة رسمية نظامية لا تليق إلّا بالشعب الفلسطيني العظيم.. ومن بقايا ركام منزل الشهيد “يحيى السنوار” مهندس “طوفان الأقصى” في خان يونس المستباح مراراً وتكراراً كذلك، وبحضور شعبي واستعراض عسكري وحدوي مماثل لرجال المقاومة بكافة فصائلها، يجري الكرنفال الاحتفالي الثاني المهيب بما يليق بما رسخه “أبو إبراهيم” طيلة سنوات طويلة في زنازين السجون وبعد خروجه بالتبادل عام 2011 من نفس وحدوي فلسطيني لا يُزعزع وغير قابل للانكسار أو الاهتزاز رغم كلّ ما تهبّ عليه من رياح عاتية ومحاولات عاصفة ومدمِّرة من كافة الاتجاهات.. وهاذان الموقعان تحديداً كان قادة جيش الاحتلال قد أعلنوا مراراً انتهاء عملياتهم العسكرية فيهما وانتفاء وجود أهداف عسكرية لهم فيهما، كما في عموم قطاع غزة، ولم يعد لديهم غير الإيغال في إبادة المدنيين وتدمير كافة مقوّمات حياتهم. هاذان الكرنفالان اللذان صدحت فيهما الحناجز بعفوية: “يا سنوار ارتاح ارتاح ونحن سنواصل الكفاح” وردد الأطفال : “نتنياهو وينو.. نحن كسرنا عينو” وعلت زغاريد حرائر غزة الأبية وفوق رؤوس الجموع الهادرة كان يرفرف علم فلسطين الحاضن للجميع في مشهد لم تر الكرة الأرضية له مثيلاً من قبل.. يستحقّان بكل جدارة في عالم المساواة والعدالة، إن وُجد، حيث الإرادة الحرة والعفوية على سجيّتها بلا تمثيل أو إنتاج وإخراج.. جائزة الأوسكار الأولى وبلا منازع.
لم يتمالك كل ذو ضمير إنساني أمام هذه المشاهد سوى أن يذرف دموع الفرح والعنفوان أمام عظمة هذا الشعب المعطاء، فيما تُدمى عيون الاحتلال وداعميه كمداً وحسرة على السقوط المريع لكلّ نظريات الغطرسة والتفوّق والعنجهية حول “النصر المطلق” و”الأمن” و”الردع” و “التطهير العرقي” و”التهجير القسري والطوعي” الذي ذهب أدراج الرياح إلى غير رجعة.. كما خسرت معركة “كي الوعي”، حيث انقلب السحر على الساحر، وارتد هذا السلاح على مستخدميه، وأضحت الجهود والأموال الطائلة المهدورة على امتداد عقود طويلة هباءً منثوراً، وإن غداً لناظره قريب…