حامض حلو

“الهولوكست الفلسطيني” يوقظ العالم..!

فضل المهلوس

“اعترف العقلاء المنصفون من أتباع “الملّة اليهودية” أنفسهم بان آباءهم وأجدادهم لم يعيشوا حياة إنسانية طبيعية بكل ما تعنيه الكلمة سوى بين العرب والمسلمين طيلة قرون طويلة خلت، وأن إخوانهم المضطهدين المنبوذين في أوروبا لم يجدوا ملاذاً آمنا لهم سوى في بلاد العرب والمسلمين.. كما اعترفوا بأن الشعب الفلسطيني قد احتضن بمحض إرادته وسجاياه ونبله الناجين من بطش النازية الألمانية، وفتح لهم القلوب قبل البيوت، وهم يضمرون له الشرّ ويُبيّتون له المكائد، ويُعدّون له العدة للانقضاض عليه في اللحظة المناسبة، قتلاً وتدميراً ونهباً وطرداً باسم خرافات أحبار ومطامع سياسيي الغرب وصنيعنهم الصهيونية زرعوها في نفوسهم كما تُعلف القطيع. الذين ما زالوا ينتمون لـ”ثقافة القطيع” أو حتى أولئك المنتمين إلى “ثقافة الموت” من العرب والمسلمين، فقد آن الأوان من غابر الزمان كي يُخلّصوا أنفسهم من ثالوث الطغيان: فرعون وهامان وقارون، علّهم  يلحقوا بركب العالم الذي بدأ بالاستيقاظ بعد طول رقود”.

بين الوهم والحقيقة، والخيال والواقع، وأكذوبة القرن العشرين “الهولوكست النازي” المفبرك و”الهولوكست الفلسطيني” في القرن الحادي والعشرين الجاري.. فرضت أهوال الصورة المتاحة نفسها بقوة على العالم أجمع، زلزلته، صدمته، هزت كيانه، حركت فطرته الإنسانية، أثارت مشاعره المختلجة في النفوس، نفضت الغبار عن القِيَم والأخلاق الكامنة، وفرضت خيارات الحسم بين تصديق الواقع وزيف الأكاذيب.. فبدأ الاستيقاظ من كبوته الطويلة، غير عابيء بسطوة سلطة سياسية أو خرافات كهنوت “التديّن”، أو طواغيت المال والأعمال، وإلى غير رجعة. فقد أذابت فلسطين الثلج وبانت حقيقة ما كانت تخفيه طيلة عقود طويلة، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه…

لقد اعترف العقلاء المنصفون من أتباع “الملّة اليهودية” أنفسهم بان آباءهم وأجدادهم لم يعيشوا حياة إنسانية طبيعية بكل ما تعنيه الكلمة سوى بين العرب والمسلمين طيلة قرون طويلة خلت، وأن إخوانهم المضطهدين المنبوذين في أوروبا لم يجدوا ملاذاً آمنا لهم سوى في بلاد العرب والمسلمين.. كما اعترفوا بأن الشعب الفلسطيني قد احتضن بمحض إرادته وسجاياه ونبله الناجين من بطش النازية الألمانية، وفتح لهم القلوب قبل البيوت، وهم يضمرون له الشرّ ويُبيّتون له المكائد، ويُعدّون له العدة للانقضاض عليه في اللحظة المناسبة، قتلاً وتدميراً ونهباً وطرداً باسم خرافات أحبار ومطامع سياسيي الغرب وصنيعنهم الصهيونية زرعوها في نفوسهم كما تُعلف القطيع. لكن الاعتراف بالحقائق وحده لم يعد كافياً، إن لم يُتبع بإعلان واضح وصريح من كافة أتباع “الملة اليهودية” في كافة أرجاء المعمورة بمَن فيهم من هم داخل فلسطين البراءة التامة من “الكيان” الذي يدّعي تمثيلهم، كي لا تطالهم لعنة الدم الفلسطيني مستقبلاً، ويعصموا أنفسهم من العقاب الدنيوي والأخروي الذي يوقنون أنه محتوم.

أما الذين ما زالوا ينتمون لثقافة القطيع أو حتى أولئك المنتمين إلى “ثقافة الموت” من العرب والمسلمين، فإن كان قدوتهم المسيح الفلسطيني “المخلّص” أو الرسول الأكرم عليهما الصلاة والسلام، فقد آن الأوان من غابر الزمان أن يُخلّصوا أنفسهم من ثالوث الطغيان: فرعون وهامان وقارون، ويفعّلوا عقولهم، ويصلوا إلى الحقائق، علّهم  يلحقوا بركب العالم الذي بدأ بالاستيقاظ بعد طول رقود.. ولهم في الشعب الفلسطيني خير مثال، وكذلك فيما عداهم من شعوب العالم حتى الغربية منها مثال آخر، كي لا يحكموا على أنفسهم بالفناء والموت وهم أحياء، وتطالهم لعنة الاستبدال بغيرهم الذين حتماً لن يكونوا أمثالهم.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى