
التلاعب بالكلام والتعبيرات الرقيقة وأخرى النارية أو بعكسهم بالكامل من قبل الرئيس ترامب يجعل الجميع في حيرة وترقب إلى ما يقرره أو يريده حقيقةً. القضايا الداخلية مثل ضرائب الحدود ضد كندا والمكسيك قال أنه يقررها الآن ولكنه تراجع بعد الظهر، وقال أنه يؤجلها ليعود بعد يومين ليعلن أنه سيقررها في الشهر القادم. كما قال أن له الحل للحرب الأوكرانية الروسية ولكنه اصطدم مع رئيس أوكرانيا في البيت الأبيض وطرده ليعود في اليوم الثاني ليعلن أنه اتفق مع زلينسكي وسيرسل وفداً برئاسة روبيو وزير الخارجية إلى السعودية هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية والسيطرة على نصف معادن أوكرانيا الغنية.
ترامب في نفس الوقت عندما يتعامل مع إيران خامنئي وهو القائل قبل عددة أسابيع “ستكون هناك أيام مثيرة مع إيران، وصلنا إلى المراحل الأخيرة، نحن في اللحظات الأخيرة، لا يمكن أن نسمح لهم بالحصول على السلاح النووي، شيء سيحدث قريبا جدا، أنا افضل الوصول إلى اتفاق نووي على الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر سيحل المشكلة”. والجمعة الماضية يقول لفاكس نيوز أنه أرسل رسالة إلى خامنئي الرجل القوي في إيران يدعوه للموافقة على شروط أمريكا في قضية النووي الإيراني والصواريخ البالستية ووقف التدخل بالشؤون الداخلية للعراق ودول الشرق الاوسط الاخرى وهي باختصار انهاء هذه النظام بالكامل وبأشراف امريكي دولي ( ما اشبه اليوم بالبارحة عندما عانة العراق من نفس الطريقة قبل انهاء النظام). ووزير الخزانة الأمريكي سكود بيسينت في ادارة ترامب وفي نفس اليوم يقول للإيرانيين “استبدلوا عملتكم المحلية” وأضاف ان “الأمن الاقتصادي هو جوهر الأمن القومي، وأن إيران لن تحصل على أي منهما في ظل هذه التدابير الاقتصادية المشددة”. إذاً نستطيع ان نستنتج ان الرئيس ترامب وكما في كل مره في النهاية يحصل على ما يريد وبطريقته الخاصة المختلفة عن ما تعودنا عليه في العلاقات الدولية الأخرى. الرئيس ترامب لا يهمه ما يقولون عليه الآخرين عندما يهددهم حتى إذا كانوا حلفائه مثل دول اوربا او جيرانه في الأمريكتين. إذا عايشت الرئيس ترامب خلال التسع سنين الماضية كسياسي وقرأت عن حياته في الاعمال الحرة، تجده لا يقبل الخسارة او التراجع ومستعد ان يذهب مع خصمه إلى نهاية الطريق ليأخذ حقه. ايران النوويه حلم خامنئي وقد انتهى وان ترامب وفي بداية حكمه له الوقت والقوة ان يفعل ما يشاء لهم وهو سينهي النظام ويعيد الحرية لايران التي يعرفها العالم. انهاء الأنظمة الملاوية الطائفية المريضة اصبح قرار دولي وليس امريكي وترامب وحلفائه البريطانيين والإسرائليين رأس الحربة في تنفيذه وان الايام المقبله وليس الاسابيع سيبدء الضرب بالخاصرة مثل مايقولون العراقيين. النظام العراقي وكل مؤسساته تحت الدراسة مع المعرفة الكاملة لهم مسبقاً من قبل الخارجية والـ CIA و DIA لانهم عايشوا اكثرهم عندما كانوا خدم في ايران إلى ان أصبحوا قيادات مليشيات ووزراء ورؤساء وزراء وان لكل واحد منهم إضبارة يندى لها الجبين إذا ما كشفت لا يستطيعوا العيش لا في العراق ولا حتى في بروندي الدولة الإفريقية الأفقر في العالم. ان عملية إزاحتهم على طريقة كش ملك سيتفاجئ بها العراقيين حتى ان معظمهم يختفي بعد صدور اسمه على قائمة الراحلين. التغير في العراق سيكون الأسهل في عالم اليوم لما يحملون حكامه الحاليين من ذنوباً ملئة الارض كلها وان هذا اليوم اصبح قريب جداً.
كنا من الاوائل الذين هنئوا شعب سوريا بالتغير الكبير بإزاحة نظام إجرامي وحشي كحكم الاسد، حكم اكثر من خمسة قرون سوريا البطلة والتي أوصل سوريا في نهاية نظامه، دولة بلا مواطنة ومقسمة إلى طوائف وأعراق ومناطق. واعتقدنا كما اعتقد الكثيرين ان نظام إسلامي سني او شيعي لا يختلفان كثيراً بدعم الطائفية والتصفية على الهوية إذا ما اتبعوا الشريعة. الرئيس احمد الشرع ووزير خارجيته عليهم ان يكونوا على الاقل نسخة من النظام التركي ودستوره العلماني. يستطيعون ان يحكموا سوريا كحركة دينية اسلامية ولكن الدستور يجب ان يحمي حرية الناس وامنهم والعدل اساس الحكم ويتركوا للأحزاب السياسية المدنية العلمانية التحرك بحرية مثل مجاميع مؤيدي الشرع في سوريا والتهيئة لانتخابات وطنية شفافة. سوريا “السنية” يجب ان تعكس للعراقيين والمنطقة ان السنة رجال حكم وليس رجال دين والا ما الفرق بين مؤسسة خامنئي الطائفية والشرع الذي ادعى تمثيله لكل السوريين. على الشرع ان يقود هؤولاء الذي جاؤا به للحكم وليس هم الذين يقودوه ومحاسبة من لا يحترم القانون باقصى العقوبات وامام الجميع ليطمئن العلوي والمسيحي والدرزي والشيعي والكردي ان سورياً حقاً للجميع وليس للسنة.
بغداد ومشاكلها التي لا تنتهي، ففي الصيف يعاني الشعب من عدم وجود الكهرباء ومن الشتاء بالفيضانات وبعد مرور 22 عاماً على عراق ما بعد الرئيس الراحل صدام حسين. لحد الآن عندما ينقطع الكهرباء يخرج الناطق عن وزارة الكهربا ليتهم أيهم السامرائي الذي خرج من الوزارة قبل 20 عاماً وتبعه 8 وزراء وتم صرف 100 مليار دولار وليضيف ايضاً على العراقيين ان يتذكروا ان الامام علي ابن ابي طالب لم يكن له كهرباء وعليهم ان يعيشوا مثله.
وفي الشتاء تغرق بغداد والمحافظات بسبب عدم تنظف وتوسيع المجاري الموجودة في هذه المدن، وحل الحكومة هو اعطاء عطلة رسمية في هذا اليوم تضاف إلى المئة يوم الاخرى من العطل ولاسباب دينية ودنيوية واجتهادية. إذا لم يكن الوزير مسؤولاً من قبل رئيس وزرائه الذي يستطيع إعفائه من وزارته في حالة العجز عن القيامة بواجبه والمدراء من قبل وزيرهم فأن لا شيء سيصلح في عراق اليوم. اوقفوا سيطرة الاحزاب الإيرانية الدينية على الوزارات وامنعوا المسؤول الحزبي واللجنه الاقتصادية التابعة له من التدخل بقرارات الوزارة وسترون الفرق.
الحراك العراقي يوعدكم أن التغير قادم وأنه ليس إلا وقت قصير بقى وأن الشعب لا بد ان ينتصر وان الدعم الدولي قادم وان هذه الظلمة في طريقها للزوال وتذكروا ان الله دائماً معنا.