أعلن الرئيس الروسي عزل الجيش الأوكراني في كورسك، وزلينسكي أمر بإخلاء المدن والقرى الحدودية مع روسيا بالقرب من كورسك.. باللغة العسكرية عزل الجيش الأوكراني يعني محاصرته وقطع الدعم عنه..مما يعني التالي:
1- هذا الجيش أصبح في حكم الأسرى أو القتلى، وتصفيته مسألة وقت.
2- نهاية الحرب الأوكرانية بهزيمة مذلة للجيش الأوكراني الذي فقد عشرات الآلاف من الجنود في كورسك ومعها آلاف المدرعات والمركبات.
3- هزيمة حلف الناتو الذي رعى ودعم تلك المعركة، وأنفق عشرات المليارات لتصبح ورقة تفاوض ومقايضة لانسحاب روسيا من دونباس.
4- احتمالية غزو روسيا إقليم سومي الأوكراني المجاور، علما بأن سومي من أكبر وأهم المدن الأوكرانية، والطريق الروسي إلى. سومي أصبح مفتوحا بعد كسر الجيش الأوكراني في كورسك..
الذي حدث هو نسخة طبق الأصل من معركة الدفرسوار بين مصر وإسرائيل عام 1973 حيث اخترقت إسرائيل السويس بهدف مقايضة مصر بالانسحاب من السويس مقابل انسحاب مصر من الضفة الشرقية للقناة، والعودة لمواضع 5 أكتوبر.. فكانت النتيجة حصار مصر للجيش الإسرائيلي في السويس وقطع طرق الدعم، وعزله عن الجيش الصهيوني في سيناء.
جرت المفاوضات وقتها والتي رعتها الولايات المتحدة عن طريق وزير خارجيتها هنري كيسنجر، وطلب الأمريكيون وقفا لإطلاق النار بهدف إنقاذ الجيش الإسرائيلي، واختلف القادة المصريون وقتها لفريقين:
الأول: تحطيم الصهاينة في السويس، وعدم الموافقة على وقف إطلاق النار، وفي حال تحقق ذلك سيكون طريق الجيش المصري لتحرير بقية سيناء مفتوحا.
الثاني: الموافقة على الطلب والاكتفاء بما تم تحقيقه شرق القناة، واستعادة بقية سيناء بالمفاوضات..خصوصا بعد قرار السادات الخاطئ بتطوير الهجوم شرقا دون مظلة جوية لدفع إسرائيل للانسحاب.
نفس الشئ يحدث الآن في كورسك أوكرانيا اخترقت روسيا، ثم فشل الاختراق، وحوصر الجيش الأوكراني يالكامل في كورسك، وتدخلت الولايات المتحدة الآن لإنقاذ الجيش الأوكراني المحاصر.. مفاوضات كيسنجر تحدث الآن بالحرف مع ترامب، الذي يتوسل للرئيس الروسي كي يوقف الحرب ويوافق على هدنة 30 يوم قابلة للتمديد، لحين توفيق أوضاع الجيش الأوكراني وانسحابه من كورسك دون خسائر..
فهل سيوافق بوتين؟ وهل سيفكر بطريقة السادات أم بطريقة الفريق سعد الدين الشاذلي ؟
