النحات الدولي علي فخور يجسد قصيدة “الشام” للشاعر أيمن أبو الشعر بمنحوتة رخامية
أنجز الفنان الدولي علي فخور منحوتته الجديدة التي أطلق عليها اسم “وجه الشام” وبدأ عرضها في سوريا، لتشكل نقلة نوعية كونها كما يقول الفنان نفسه مستمدة بشكل مباشر من قصيدة الشاعر أيمن أبو الشعر “للشام وجه لا يُسمّى” وهي نموذج رمزي على شكل يد شامخة مشرئبة نحو الأعلى كالطموح، حيث كثف فيها الشاعر ليس جمال وروعة دمشق وحسب، بل وحلمه في أن تغدو كما يتمنى أن يراها شامخة عزيزة كريمة:
“كُحلتِ بالضوءِ المسافرِ للرؤى ما للغدِ المأمولِ يَستحيي مُحياهُ”
تحدث الفنان عن هذا العمل الفريد وعَرَضَهُ في عدة لقاءات صحفية وإذاعية وتلفزيونية، يقول في إحدى هذه اللقاءات عن عمله الجميل: “أن المنحوتة تجسيد لقصيدة اعتبرها من روائع القصيد لما فيها من قيمة لغوية ووصفية، وصياغة مؤثرة وخصوصا البيت الأخير الذي اعتبر أن فيه شيئا من الإعجاز اللغوي، وهي مثال يحتذى لمحبي الشعر ومحبي سورية، وهي للشاعر الكبير الدكتور أيمن أبو الشعر، وقد طوع الفنان فخور الحجر حتى كاد أن ينطق في منحوتة من الرخام التركي بارتفاع 45 سنتمترا، ويوضح أن اليد المرفوعة تعبر عن وجه الشام المشرق أما الأصابع الثلاثة فلكل اصبع معنى مستوحى من القصيدة، فالأصبع الأول يعني التميز في كل شيء، والإصبع الثاني يرمز إلى الطموح لتحقيق الانتصار على كل المصاعب مهما كانت، بينما يشير الاصبع الثالث إلى التعددية التي تعيشها سورية والراية التي تلف اليد هي راية الوطن العليا، أما رصف الحجارة في قاعدة المنحوتة فيعبر عن التاريخ المشرف والغني بالتراث السوري، ويؤكد فخور أنه وجه بوصلة هذه المنحوتة بعد اجتماع كل هذه التفاصيل لتشكل الشام التي تجسدها القصيدة.
الجدير بالذكر أن أشعار الشاعر أيمن أبو الشعر ألهمت الكثير من الفنانين والملحنين فرسم الفنان العالمي الكبير محمد غنوم تجسيدا لنفس هذه القصيدة في لوحة جدارية ضخمة بعنوان شام، وأبدع عدة لوحات ضمها كلوحات تعبيرية في مجموعة الشاعر الثلاثيات، ورسمت الفنانة العراقية شروق قاسم لوحة بورترية للشاعر كما تخيلته عبر الشعر، كما سبق أن رسم عدد من الفنانين الكبار أغلفة بعض دواوين الشاعر ورسومها الداخلية كالفنان محمود السيد، والفنان موفق عبد الله، والفنان برهان عكو، وغيرهم… عدا عن تلحين العديد من قصائده على يد فنانين مبدعين كبار كالفنان اليمني نجيب سعيد ثابت، والفنانين حسن عبد الدين ومعن دوارة ووليم حسن ومنيب هديب من سورية، ناهيك عن أصوات مطربين مبدعين كالفنان فهد يكن والفنانة لانا هابراسو.
بقي أن أشير إلى أن الفنان علي فخور شارك في معارض محلية وعربية ودولية، وقدم منحوتته هذه في تسجيل فيديو لقرابة ثلاث دقائق مازج فيه بين القاء الشاعر لقصيدة “للشام وجه” وبين عمله وهو يعمل على إنجاز هذه المنحوتة بالإزميل والمطرقة ليشكل الفيديو بحد ذاته عملا فنيا آسرا. كم رائع أن يطيع الشعر حتى الصخر!
لرؤية الفيديو اضغط على هذا الرابط