ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير نشره بعد الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، تحت عنوان “بايدن في مكالمة مع نتنياهو بشأن صفقة هدنة ـ رهائن: توقّف عن خداعي”، وذلك رداً على نتنياهو خلال محادثتهما الهاتفية مؤخراً، بعدما قال: “إن إسرائيل ماضية قدماً في المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن مقابل وقف إطلاق النار مع حركة حماس وسترسل قريباً وفداً لاستئناف المحادثات”، والتي استمرت لعدة شهور دون نتائج. وكان بايدن قد أبدى في السابق بأن نتنياهو يماطل عمداً لأسباب سياسية داخلية. وفي نهاية مكالمتهما نُقل عن بايدن قوله: “لا تعتبر الرئيس أمراً مفروغاً منه”.
وقد ردّ مكتب نتنياهو على ذلك بالقول: “إن رئيس الوزراء لا يُعلِّق على محتوى مناقشاته الخاصة مع الرئيس الأمريكي”، وزعم في بيانه: “أن رئيس الوزراء لا يتدخل في السياسة الداخلية الأمريكية، وسيعمل مع أي شخص يتم انتخابه رئيساً، ويتوقع من الأمريكيين أيضاً عدم التدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية”؟!
وأشار التقرير إلى ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن بايدن قال خلال المكالمة: “إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران جاء في توقيت سيء. الوقت الذي كان يأمل فيه الأمريكيون بأن تكون هذه هي المرحلة النهائية في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أمريكي “إن بايدن جادل إيضاً بأن العملية قد تشعل حرباً إقليمية”.
ونقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، ذكرت صحيفة “التلغراف”: “أن نتنياهو يشعر بجرأة أكبر لضرب إيران منذ قرار بايدن في 21 يوليو الانسحاب من السباق الرئاسي الأمريكي 2024”. وقال المسؤول الإسرائيلي للصحيفة البريطانية إن “أجندة بايدن الحقيقية هي دعم إسرائيل بشكل كامل، وقد فعل ذلك لعقود من الزمن”، مضيفاً “يعرف نتنياهو هذا، ولهذا السبب فهو أكثر جرأة ويشعر بالثقة في قدرته على مهاجمة أعداء إسرائيل وأن يكون لا يزال يحظى بالدعم الكامل من الولايات المتحدة”، ووصف المسؤول انسحاب بايدن بأنه “تغيير كبير في قواعد اللعبة في الشرق الأوسط”؟!
ونقل التقرير عن تقرير لموقع “أكسيوس” جاء فيه: “أن إدارة بايدن تشعر بالإحباط، لأن إسرائيل لم تبلغها مسبقاً بشأن خطط الاغتيال، بعد أن أعطى نتنياهو الانطباع في واشنطن بأنه يأخذ في الاعتبار حماسة الرئيس الأمريكي لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة”؟!
واللافت للانتباه أن ينشر الموقع ذاته تقريراً آخر إلى جانب تقريره المذكور، تحت عنوان: “الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، وبايدن يتعهد بالدفاع عن إسرائيل ضدّ كل التهديدات من إيران”، كشف فيه عن مهاتفة جديدة بين نتنياهو وبايدن، أكد فيه الأخير وبحضور نائبته والمرشح البديل له كامالا هاريس على “التزام أمريكا بالدفاع عن أمن إسرائيل ضد كلّ التهديدات..”، وأنهما ناقشا “الجهود المبذولة لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك ضد الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، لتشمل عمليات نشر عسكرية دفاعية أمريكية جديدة، ودون الخوض في تفاصيل هذه التدابير”؟!
وأضاف التقرير أن هذه المكالمة جاءت “في الوقت الذي أفادت فيه قناة تلفزيونية إسرائيلية أن إسرائيل تعمل على وضع اللمسات النهائية على تنسيق تحالف إقليمي ودولي لإحباط رد محتمل من إيران وحزب الله”. وَ “إن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أنها قد تواجه الآن صعوبة أكبر في تشكيل تحالف إقليمي ودولي للمساعدة في إحباط الهجوم، حيث أن مقتل هنية مرتبط بالحرب المستمرة في غزة”؟!