وتابع التقرير الإفادات (لكن مع ذلك، خلال الجلسة سألني المحامي: “هل تعرّضتم للعُنف في السّجن؟”؛ فلم أجرؤ على الردّ، لأنّني خفت أن ينتقم منّي السجّانون ويضربوني بمزيد من القسوة… في كل مرة كانوا يأخذونني إلى الغرفة التي نشارك فيها في المداولات القضائية بشأننا عبر تطبيق زوم، كنت أمرّ المسار ذاته من التعذيب، الضرب والإهانات)”؟!
ونقل التقرير: “تحدث الأسرى المُفرَج عنهم، أيضًا، عن منع النوم بطرق وأساليب مختلفة، من ضمنها إبقاء المصابيح في الزنازين مضاءة طوال ساعات الليل كلها، أو بواسطة إسماع موسيقى صاخبة. وتحدث آخرون عن الظروف المتدنية جدًا من حيث النظافة والصحة، وخاصة في أعقاب مصادرة جميع أدوات الاستحمام ومواد التنظيف، قطع المياه وتقييد القدرة على الوصول إلى الحمّامات. (كنا نشعر بأنّ أجسامنا تتعفن من كثرة الأوساخ. وقد عانى البعض منّا من الطفح الجلديّ. لم يكن هناك نظافة صحّيّة. لم يكن هناك صابون، شامبو، فرشاة شعر أو مقصّ أظفار. بعد شهر ونصف حصلنا على شامبو، للمرّة الأولى)، قال محمد سرور، من سكان قرية نعلين في محافظة رام الله، يبلغ من العمر 34 عامًا، وأب لولدين، والذي كان مسجونًا في سجن “نفحة”، وتحدث شاهد آخر، من القدس الشرقية لم يُنشر اسمه في التقرير، عن أن: (تيار المياه كان يتدفق في الزنزانة لمدة ساعة واحدة فقط كل يوم، ولذلك في تلك الساعة وحدها كان بالإمكان استخدام المراحيض. أحيانًا، لم يكن باستطاعة المعتقلين تمالك أنفسهم، مما كان يجعل الوضع مغثيًاً والشروط الصحية سيئة)، قال
وفقًا للإفادات: (منذ 7 تشرين الأول، تقلّصت بصورة حادة جدًا كميات الغذاء المقدمة إلى الأسرى الفلسطينيين، وكذلك جودته التي أصبحت متدنية جدًا. حتى أن الأمر يبدوا بوضوح في صور الأسرى بعد الإفراج عنهم، إذ فقدوا جزءًا كبيرًا من أوزان أجسامهم. كان الطعام سيئًا، من حيث الكمية، ومن حيث الجودة معصا. حصلنا على وجبات لم يكن بإمكانها إشباع أي شخص)، وأفاد هشام صالح، ابن الـ 38 عامًا من سكان قرية الزاوية في الضفة الغربية، عن فترة اعتقاله في سجن “عوفر”: (لم يكن الطعام مطبوخًا جيّدًا، وفي معظم الأحيان كان فاسدًا- البيض واللبن، على سبيل المثال. ذات مرّة، عندما طلب أحد المعتقلين في الزنزانة المجاورة لنا تغيير اللبن لأنّ تاريخ صلاحيته قد انتهى، عاقبوا جميع السجناء الذين في الزنزانة: أفلتوا الكلاب عليهم، ضربوهم بالهراوات، جرّوهم إلى المرحاض، وضربوهم هناك. وفي اليوم التالي رأيتُ أنّ دماءهم لا تزال على الأرض)”؟!
وذكر التقرير “تحدث أسرى محرَّرون آخرون، في الإفادات التي أدلوا بها، عن الاكتظاظ الشديد في الزنازين، والتي ازداد عدد الأسرى فيها بأكثر من 100 بالمائة منذ اندلاع الحرب. ونتيجة لذلك، كان أسرى كثيرون يضطرون إلى النوم على الأرض. كذلك، وفي إطار تشديد ظروف الاعتقال، مُنِع الأسرى لفترات طويلة من الخروج إلى الاستراحة في الساحة (الفورة) (خلال 191 يومًا، لم أرَ الشمس، بتاتًا)، قال حلاحلة في إفادته”؟! مشيراً إلى أنه “في تعقيبه، قال المتحدث الرسمي بلسان الجيش الإسرائيلي إن “الجيش يعمل وفق القانون الإسرائيلي والقانون الدولي ويحمي حقوق الأشخاص المُحتجَزين في منشآت الحبس الواقعة تحت مسؤوليتنا”؟!