“ضحك” التاريخ لكريستيانو رونالدو مرّة أخرى. فبعد أنه خذله في “يورو 2024″، عاد وأدخله في سجلاته مجددًا.
ولم يبال رونالدو أنه بات خارج قائمة الكرة الذهبية لعام 2024، فدخل مباراة منتخب بلاده مع كرواتيا، عازمًا على تحطيم الأرقام القياسية. وبالفعل حقق ما سعى إليه، في ليلة باتت إستثنائية له ولكل عشّاق الكرة.
وتوّج النجم البرتغالي أمس الخميس، ملكًا على عرش لاعبي كرة القدم، بعدما سجل الهدف رقم 900 في مسيرته الكروية مع الأندية والمنتخبات.
وبهذا الهدف الذي “قهر” فيه كرواتيا، قطع رونالدو لعنة صيامه عن التهديف التي أصابته خلال منافسات بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة، حيث لعب مع منتخب بلاده 5 مباريات، فشل في التسجيل خلالها واكتفى بصناعة هدف وحيد.
ووصل “الدون” إلى 131 هدفًا بقميص البرتغال، ليعزز أيضًا رقمه القياسي المُسجل كهداف تاريخي للمنتخبات الوطنية عبر التاريخ، بخلاف 769 هدفًا، أحرزها بقمصان 5 أندية (سبورتينغ لشبونة البرتغالي، مانشستر يونايتد الإنكليزي، ريال مدريد الإسباني، يوفنتوس الإيطالي، النصر السعودي)، يتقدمهم “الملكي” برصيد 450 هدفًا.
ماذا قدم رونالدو أمام كرواتيا؟
خلال 88 دقيقة لعب، سجّل رونالدو هدفًا عقب استغلاله تمريرة ميليمترية من الظهير الأيسر لمنتخب البرتغال ونادي “باريس سان جيرمان” الفرنسي نونو مينديز، ليضع الكرة بسهولة في شباك الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش. وسدّد مرتين على المرمى، بينما اعترض الدفاع تسديدتين أخريتين له، ولعب 3 تمريرات مفتاحية للبرتغال، كذلك فاز بالتحام وحيد من أصل 3، فيما وصلت دقة تمريراته لـ 96%.
وسمحت هذه الأرقام لرونالدو بأن يحصل على أعلى تقييم بين لاعبي الفريقين (7.7)، حتى أكثر من زميله السابق في “ريال مدريد” وقائد منتخب كرواتيا لوكا مودريتش، الذي حصل على تقييم (7.2).
اللافت للنظر، هو أن كريستيانو (39 عامًا) يحظى ربما بأفضل فتراته في مسيرته بعد تقدمه في العمر، مما يعني أننا علينا أن نتوقع بأنه سيضيف المزيد من الأهداف قبل اعتزاله، ولما لا نشاهد الهدف رقم 1000 له.
وبوصوله إلى 900 هدف، فهذا يعني أن “صاروخ ماديرا” أحرز 374 هدفًا بعد تجاوزه عمر الثلاثين، وهو أكبر عدد أهداف مسجلة على الإطلاق حول العالم للاعب فوق عمر الثلاثين، ليضيف النجم البرتغالي المزيد من الأرقام القياسية إلى جعبته.
ممزوج بالألم.. احتفال جنوني لرونالدو!
أهداف رونالدو دائمًا ما ينتظرها العالم، خصوصًا وأن البعض أصبح ينعته بـ “المنتهي” بسبب الآداء الذي ظهر فيه مؤخرًا. و”اللاعب المنتهي” بالتأكيد ليس رونالدو! فهو ذاك الذي لم يعد قادرًا على المشاركة واللعب، لكن رونالدو ورغم تقدّمه بالعمر، يسجّل ويحطّم الأرقام القياسية، حتى وصل إلى هدفه الـ 900.
يعلم الجميع أن رونالدو تغلبه العاطفة، فهو يبكي عندما يخسر بطولة، وعند التسجيل والإحتفال أيضًا. وتكون جنونية في بعض الأوقات كاحتفاله أمس بالهدف 900. فكانت فرحته بكسر الصيام التهديفي وقيادة منتخبه للفوز، ممزوجة بالألم، حيث ركض نحو الراية الركنية ووضع يده على وجهه قبل أن يسقط في الأرض، وهذا ما يشير إلى الضغط الكبير الذي يعاني منه “الدون” الطامح قبل اعتزاله لإضافة اللقب الكبير الثالث له مع “حب حياته”، منتخب “الملاحين”.