ثقافة ومجتمع

كلمة الممثل السوري ياسر العظمة بعد إسقاط الأسد: سقوط الطغاة ليس نهاية المعركة”..!

“الأطماع لم تسقط وعلينا أن نحمي بلدنا من أن يتحول إلى ساحة نفوذ خارجي وعلينا أن نرفض تقرير مصيرنا على طاولات الغرباء فهناك من ينتظر سقوط الوطن. لنكن سدا منيعا أمام الطامعين والعابثين”.

“أصدقائي، بني وطني الأعزاء اليوم تولد سوريا من جديد وتندحر مملكة الظلام ويسقط الطاغية وأعوانه. ويسجل التاريخ بأن إرادة الشعوب لا تقهر، سقوط الطغاة ليس نهاية المعركة بل هو بداية مسؤولية كبيرة تتطلب الحكمة والهدوء فالأوطان تبنى بالعقل والتعقل لا بالحقد والغضب. إن الحرية المنتزعة من برائن الوحوش غالية ولكن الحفاظ عليها أصعب وليكن بمعلومنا أن النصر الحقيقي لايكمن فقط في إسقاط النظام بل في القدرة على إدارة الوطن بالعدل والحكمة دون الإنجرار للفوضى و التشتت، والعدل يحتاج إلى الصبر والقيادة تحتاج إلى بعد النظر. من رحم الثورة يلد الأمل فلنكن يقيظين أمام من يحاول سرقة الثورة وآمالها. سقوط النظام ليس نهاية الطريق فالأطماع الدولية لا تعرف الرحمة، وحدتنا هي درعنا الوحيد أمام من يريد تقسيم وطننا وسرقة مستقبله وإذا كنا قد أسقطنا الطغاة العتاة فإن الأطماع لم تسقط وعلينا أن نحمي بلدنا من أن يتحول إلى ساحة نفوذ خارجي وعلينا أن نرفض تقرير مصيرنا على طاولات الغرباء فهناك من ينتظر سقوط الوطن.

أصدقائي وبني وطني الشرفاء لنكن سدا منيعا أمام الطامعين والعابثين، حفظ الله سورية من كل ضيم وغدر وبارك الله بمن أراد لها الخير والسؤدد.”

إن رضيت دمشق

كان الفنان العظيم قد عبر رأيه مسبقا، عندما افتتح برنامجه بقصيدة مؤثرة عنوانها ” إن رضيت دمشق”  وتحدث العظمة فيها عن الحكام والأسياد الذين يمتلكون الذهب والنفائس في قصورهم، في الوقت الذي تعاني فيه الرعية من الفقر والنكران من قبل السلطة، وكيف وصل بالناس الحال إلى اليأس بعد ضياع العمر على أمل التغيير.

وموقفه الذي كان واضح ومعلن دائما وهجومه على حالة الإعلام والفن في سوريا وحال اليوم من كثرة المسلسلات وغياب الفكر وطغيان الجهل عندما قال “إعلامنا زادت مساوئه، جهل طغى، والغائب الفكر، فالمشهديات التي عرضت فيها تجلى الطبل والزمر”.

مقطع من قصيدة “إن رضيت دمشق”:

يا شام

يا شام أنت منارة سطعت

قد شع فوق جبينك الطهرُ

عرفت مكانتك الدُنى زمناً

أنت العُلا

يزهو بك فخرُ

يا شام

لن ننساكِ إن ننسى

حتى يُضمر رفاتنا القبر

مهما اعتذرنا عن إساءتنا

قد لايليق قدر بك العذر

هذي دمشقُ

يزينها الأدب

من صيتها يستخرج العطرُ

فدمشقُ عاصمة الزمان

فإن رضيت دمشقُ تبسم الدهرُ

بعد غياب الفن الهادف

شريحة كبرى من المعلقين ورواد مواقع التواصل أثنوا على برنامج العظمة وقصيدته التي لخصت ما يحدث في سوريا منذ سنوات حتى اليوم، وعبروا عن سعادتهم للظهور الجديد للفنان العظمة، وسط ما وصفوه بغياب للفن الهادف والأخلاقي.

وبحسب الكاتب السوري وليد بركسية، فإن العظمة اختار البقاء “في الحيز الضبابي بتقديمه قصيدة شعرية تميل إلى التلميح بدلا من التصريح، ومع خلو القصيدة من أي موقف سياسي أو اجتماعي، رأى السوريون فيها تعبيرا عن مواقفهم السياسية المتباينة من كل ما يجري في سوريا  ضمن فئتي الموالاة والمعارضة”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى