تقارير منوعة

تضم أجزاء من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، إسرائيل تخترع حدودا جديدة بخرائط قديمة فما الجدوى؟

اليهود لم يكُن لهم تاريخياً أي حكم مستقل في فلسطين، بل كانوا وكلاء للإمبراطوريات المتلاحقة التي سيطرت على فلسطين كاليونانية والرومانية والإغريق والفارسية. الخريطة لا تدل على وجود غالبية يهودية في تلك المناطق حتى لو كان فيها وجود لليهود، بخاصة في الأردن وسوريا ولبنان، وفيها كثير من التمني، أكثر منه انعكاس لحقائق تاريخية بهدف سبغ الشرعية التاريخية على دولة إسرائيل. المخاطب بتلك الخرائط هم الأوروبيون والأميركيون، خصوصاً المسيحيين الإنجيليين الذين يؤمنون بحق إسرائيل في الوجود استناداً إلى الرواية التوراتية. أن تلك الخريطة تستعمل لإرساء أسس لتوسع مستقبلي في المنطقة وتمهد لذلك، كما حصل في القرنين الـ18 والـ19 الميلاديين قبل إقامة إسرائيل على يد الحركة الصهيونية“.

نشرت “الإندبندنت” تقريراً تحليلياً بالعنوان أعلاه أمس 8/1 الجاري، أعده المراسل “خليل موسى”، استهله بالقول: “أثار نشر الخريطة ردود فعل فلسطينية وعربية غاضبة، ومطالبات للحكومة الإسرائيلية بـ(وقف هذه التصرفات التحريضية فوراً، والتي تسهم في تأجيج الصراعات وتعد تهديداً للأمن والسلم الدوليين)، وفق بيان للخارجية الأردنية. مع أن الخرائط المزعومة (للممالك اليهودية) في فلسطين وحولها ليست جديدة، لكن نشرها عبر حسابات إلكترونية رسمية في إسرائيل أثار موجة استياء عربية بسبب (استدعاء خرافات تاريخية وترويجها باعتبارها حقائق)، في ظل مخاوف من استخدامها تبريراً لتوسيع إسرائيل، بحسب مراقبين. ونشر حساب (إسرائيل بالعربية) على مواقع التواصل الاجتماعي خريطة لـما قال إنها (مملكة إسرائيل التي كانت قائمة قبل 3000 عام)، وتظهر الخريطة وقوع جنوب لبنان وجنوب غربي سوريا وأجزاء من الأردن والضفة الغربية ضمن أراضي تلك المملكة، ويتزامن ذلك مع سعي إسرائيلي إلى فرض السيادة على الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل”.

أول مملكة يهودية

“وقال الحساب التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن (أول مملكة يهودية كانت عام 1050 قبل الميلاد، واستمرت لـ40 سنة وحكمها الملك شاؤول، تلاه حكم الملك داوود لـ40 سنة أخرى، ثم الملك سليمان الذي حكم المدة نفسها أيضاً). وأشار الحساب الرسمي إلى أنه (على إثر نشوب نزاعات داخلية بعد وفاة الملك سليمان انقسمت المملكة عام 931 قبل الميلاد إلى قسمين، مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب). ووفق الحساب، فإن (حكم مملكة إسرائيل استمر نحو 209 سنوات حتى سقوطها على يد الآشوريين عام 722 قبل الميلاد)، لكن (حكم مملكة يهوذا الجنوبية دام نحو 345 سنة، إلى أن أسقطه إمبراطور بابل نبوخذ نصر عام 568 قبل الميلاد)، وتابع حساب (إسرائيل بالعربية) أن (الشعب اليهودي في الشتات ظل يتطلع إلى إعادة بناء دولته التي أعلن عنها بدولة إسرائيل عام 1948). وأثار نشر الخريطة ردود فعل فلسطينية وعربية غاضبة، ومطالبات للحكومة الإسرائيلية بـ(وقف هذه التصرفات التحريضية فوراً التي تسهم في تأجيج الصراعات وتعد تهديداً للأمن والسلم الدوليين)، وفق بيان للخارجية الأردنية”.

سياسات تحريضية

“وأشار المتحدث باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة إلى (رفض المملكة المطلق لهذه السياسات التحريضية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس). واعتبر القضاة أن (هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية ويروّجون لها، تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع وتشكل خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية). وشدد القضاة على أن (هذه الأفعال لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني). ورأى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن نشر تلك الخريطة عبر حسابات رسمية إسرائيلية (مدانة ومرفوضة وتشكل خرقاً فاضحاً لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي)”.

حكم مستقل

“وشرح المؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة أن (اليهود لم يكُن لهم تاريخياً أي حكم مستقل في فلسطين)، مضيفاً أنهم كانوا (وكلاء للإمبراطوريات المتلاحقة التي سيطرت على فلسطين كاليوبانية والرومانية والإغريق والفارسية). وأوضح أن (سلالة هيرودوس والحسمونيين والمكابيين لم يحكموا بصورة مستقلة، بل كانوا جزءاً من توليفة حكم أوسع بكثير من باب حماية اليهود أنفسهم والحفاظ على خصوصيتهم)، مشيراً إلى أنهم تمردوا في بعض المرات على تلك الإمبراطوريات. وبحسب الجعبة، فإن تلك الخريطة (لا تدل على وجود غالبية يهودية في تلك المناطق حتى لو كان فيها وجود لليهود، بخاصة في الأردن وسوريا ولبنان)، وأردف أن (الخريطة فيها كثير من التمني، أكثر منه انعكاس لحقائق تاريخية بهدف سبغ الشرعية التاريخية على دولة إسرائيل). وأشار إلى أن (المخاطب بتلك الخرائط هم الأوروبيون والأميركيون، خصوصاً المسيحيين الإنجيليين الذين يؤمنون بحق إسرائيل في الوجود استناداً إلى الرواية التوراتية). وتابع الجعبة أن تلك الخريطة (تستعمل لإرساء أسس لتوسع مستقبلي في المنطقة وتمهد لذلك، كما حصل في القرنين الـ18 والـ19 الميلاديين قبل إقامة إسرائيل على يد الحركة الصهيونية)..”

ليس تصرفاً عابراً

“وفي القاهرة، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن (نشر الخرائط المزعومة ليس تصرفاً عابراً)، وأشار إلى أنه (لا بد من قراءته في سياق حال التطرف اليميني والهوس الديني التي تغرق فيها الحكومة الإسرائيلية ورموزها إلى حد استدعاء خرافات تاريخية وترويجها باعتبارها حقائق). وحذر أبو الغيط من أن (تغافل المجتمع الدولي عن مثل هذه الحملة التحريضية يهدد بتأجيج مشاعر التطرف والتطرف المضاد من كل الأطراف)”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى