
وسط المتغيرات الإقليمية والدولية، إستيقظ هاجس القلق لدى المنظومة السياسية في العراق، وغياب الإستشراف والوعي السياسيين أديا إلى حالة عجز في إعادة التفكير في اللحظة الزمنية السياسية (Rethinking political time).
هاجس القلق الذي ينتاب المنظومة السياسية حالياً، أوخز صدمة تاريخية في اللاوعي السياسي تُحاكي اللحظة الزمنية السياسية في أحداث تشرين عام 2019.
في هكذا ظرفية وواقعية سياسية، يمكن إختزال التوصيف بمفهوم الأمن السياسي (Political security).
وهو كنتيجة حتمية لغياب الوعي والإستشراف، يجعل حالة التشظي السياسي تعصف بالنظام نفسه وليس فقط المنظومة السياسية كنخبة.
إبتدعت المنظومة السياسية (الشيعية) فكرة (رئيس الوزراء التوافقي) لخفض حالة التهديد الأمني السياسي والإفلات من مواجهة السخط الإحتجاجي المُحتمل.
إن فكرة (غسل اليدين برئيس الوزراء) بهذه الطريقة، لم تعد سارية المفعول، بعد تجربتها الثالثة حالياً.
من القصور في الفهم، إقران تسلم رئيس الوزراء دورة ثانية مع هاجس القلق.
نعم صحيح.. لكن المنظومة السياسية تقلق من إستئثار أي رئيس وزراء بالسلطة، وأبعد من ذلك.. تخشى منه أن يتحول إلى فاعل سياسي منافس بمشروع يصعب إزاحته من الساحة السياسية.
ولكي تخفض المنظومة السياسية في العراق هاجس القلق نتيجة تهديد الأمن السياسي، فهي بحاجة إلى إعادة التفكير في اللحظة السياسية وإن كان متأخراً، وعليها تلافي أدوات صناعة الرأي والتضليل السياسي المستهلكة سابقاً، ولا بد من فسح الفضاء العام للإستشراف السياسي بأكاديمية وواقعية بدلاً من التجييش الزبائني المضاد.
هامش1: الأمن السياسي Political security هو محور الأمن القومي للدولة، ويعني خلو النظام السياسي والمنظومة والهوية السياسية مع أيديلوجيتها من أي تهديد.
هامش2: الأمن القومي العراقي بأمس الحاجة إلى إعادة إنتاج مفاهيمي كجزء من الهوية الوطنية.
هامش3: اللحظة الزمنية السياسية الحالية، تتوافر فيها ظروف بزوغ الطبقة السياسية الشيعية من الخط الثاني بإمكانها تشكيل Democratic cartelization تكتل سياسي يتمثل (بالسوداني – الكاظمي – الزُرفي) تفرض حالة سياسية واقعية لإنعاش النظام السياسي.
هامش 4: من السذاجة أن يكون التفكير بإن عودة الكاظمي هي رغبة قادة الإطار لقطع الطريق على السوداني.
هكذا تحليل قاصر جداً..
بدليل.. كيف يؤتى بِند لرئيس وزراء يمتلك أهم مفصل من مفاصل التشظي السياسي داخل الإطار حالياً، وهو مشروع قانون التقاعد والخدمة للحشد!!؟