صحافة وآراء

رامي الشاعر: وفاءاً للشهداء ورداً على اعلان تل ابيب رفضها للدولة الفلسطينية وفي نهاية العام الأكثر دموية اتوجه بهذا النداء الى جميع التنظيمات والحركات الفلسطينية

لا أعرف كيف أعبر عن المآسي المؤلمة والجرائم الوحشية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة، فما يجري منذ السابع من تشرين نوفمبر 2023 هو جرائم حرب وإبادة جماعية للمدنيين العزل، وقتل عشوائي بلا أي وازع إنساني او احترام لأي قانون سماوي او إنساني، في ظل صمت وسكوت غريب من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

أتوجه الى إخواني المناضلين في فصائل المقاومة الفلسطينية في كل مكان من أرضنا المحتلة وخارجها، لأقول لهم بأن ما يمر به شعبنا الفلسطيني هو محنة كبرى ومنعطف خطير في تاريخنا الحديث يجب أن نواجهه جميعا متوحدين، لا سيما بعد العجز الدولي في الوضع الراهن عن أستخدام القوة لإيقاف المجزرة التي يرتكبها الصهاينة في غزة، وفي نفس الوقت ليس من العدل والانصاف ان نترك أهلنا في غزة يواجهون الموت لوحدهم دون ناصر من بين أخوانهم وأهلهم في الفصائل كافة.

أنني أناشدكم جميعا الى التسامح والتسامي عن الخلافات التي أدت إلى استفراد العدو الصهيوني بإهلنا في قطاع غزة، وهو يمارس ضدهم أبشع أنواع القتل والإبادة الجماعية. أهيب بكم مرة أخرى أيها الأخوة ان توحدوا الصفوف وتكونوا يدا واحدة لمواجهة الكيان الصهيوني المدعوم من أعتى قوى الشر في العالم، لإنقاذ ما تبقى من شعبنا الفلسطيني في غزة وإلا سيأتي يوم لن ينفع فيه الندم أحدا.

أن توجيه وتبادل الانتقادات والاتهامات التي تصدر من البعض ضد الاخر في هذه الظروف الصعبة امر يجب تجاوزه.  لقد أعلنا في بداية عام 2023 أن هذا العام سيكون عام فلسطين وبالفعل اصبح عام فلسطين وكل الشعوب اصبحت تنادي وتتضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة, وبالتأكيد فإن شعبنا يدفع الثمن غالياً جداً، آلاف الشهداء ودمار شامل وتهجير قسري جماعي، لذلك لا يجوز أن نودع هذا العام دون الإعلان عن استعادة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

ينبغي على التنظيمات الفلسطينية ان تقدم هذه الهدية لشعبنا المنكوب قبل ان ينتهي العام، والذي لم تبق منه سوى ايام قلائل، احتراماً ووفاءً لأرواح الشهداء الذين استشهدوا في بداية العام في جنين والآلاف الذين سقطوا في نهاية هذا العام في غزة.

على قادة التنظيمات والحركات الفلسطينية ان يعلنوا بأننا أنهينا الخلافات وسنبدأ من بداية العام القادم مباشرة العمل تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وان نتوافق جميعاً بشكل تام على تشكيل قيادة يشارك فيها الجميع وتأسيس مجلس وطني جديد وفقاً للظروف الميدانية يشارك فيه الجميع بما في ذلك شخصيات وطنية مستقلة والعمل من خلال ذلك على تهيئة الجهاز الذي سيتولى الحكم المؤقت أثناء إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في عام ٢٠٢٤ وبعد إعلانها خلال فترة زمنية انتقالية يتم تنظيم عملية انتخاب على اساس دستور الدولة الفلسطينية المستقلة الذي سيتم الاتفاق عليه.

وبهذا الاسلوب فقط نستطيع ان نصل الى الهدف المنشود الذي يلبي طموحات شعبنا ويوازي الثمن الغالي الذي دفعه اهلنا وجميع شهدائنا.

كاتب

  • رامي الشاعر

    كاتب ومحلل سياسي روسي - مستشار لوزراة الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط تعتبر مقالاته تعبيراً عن الموقف الروسي شبه الرسمي. السيد رامي الشاعر فلسطيني الأصل ومن عائلة فلسطينية عرفت بنضالها وثقافتها ونهجها الوطني العروبي الاصيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى