روسيامتابعات - ماتريوشكا

فضيحة مجلجلة تتصاعد

“موسكو – ماتريوشكا نيوز”

• موسكو تطلب من ألمانيا توضيحا رسميا حول حوار كبار ضباطها عن استهداف جسر القرم.

وضع الحوار بين كبار الضباط الألمان الذي استطاعت المخابرات الروسية تسجيله البلدين في خط مواجهة دبلوماسية خطيرة، وبات واضحا أن هذه الفضيحة ستتصاعد نتيجة مضمونها المتعلق باحتمالات مستقبلية بالغة الحساسية بل تكاد تضع ألمانيا وروسيا على شفا حرب مباشرة.

وقد عبر وزير الخارجية الروسية لافروف عن دهشته من ردود الفعل لدى بعض السياسيين الألمان الذين شعروا بالقلق لتسرب الحوار الهاتفي بين الضباط الألمان، أي على فقدان السرية، وليس مما يخبئه هذا الحوار وتلك المخاطر التي يتضمنها في التخطيط لتنفيذ هجوم على جسر القرم. والحقيقة أن اكتشاف هذا الحوار وتسجيله يعتبر نجاحا مميزا للاستخبارات الروسية.

كما أصدرت الخارجية الروسية في 4 آذار – مارس الحالي بيانا أوضحت فيه أنها استدعت ألكسندر غراف لامسدورف سفير ألمانيا فوق العادة لدى موسكو إلى مبنى الخارجية الروسية وطلبت منه أن تقدم برلين توضيحا حول حوار كبار الضباط الألمان، ومدى إمكانية أن تقدم برلين لكييف صواريخ كروز بعيدة المدى كتاوروس مثلا، ما يشير إلى تورط الغرب بما في ذلك ألمانيا في الحرب بشكل مباشر.

والأمر ليس عابر كما حاول أن يصوره وزير الدفاع الألماني بيستوريوس الذي اعتبر أن حديث الضباط الألمان كان مجرد بحث لسيناريوهات محتملة وليس لخطط ألمانية ملموسة، والمثير أنه أضاف أن ذلك لا يعني إعطاء الضوء الأخضر لتقديم صواريخ تاوروس الألمانية لأوكرانيا، والعبارة هنا حساسة للغاية حيث سبق أن أكد المستشار الألماني شولتس نفسه أن ألمانيا لن تسلم هذه الصواريخ لأوكرانيا، وعلل ذلك بأن مثل هذه الصواريخ تحتاج إلى ضباط ألمان لتشغيلها، وهذا يعني المشاركة المباشرة بالحرب.

وقد أعلن بيسكوف الناطق باسم الكرملين بوضوح أن المحادثة الهاتفية بين الضباط الألمان حول الضربات المخطط لها لاستهداف شبه جزيرة القرم تؤكد التورط المباشر للغرب في الصراع الأوكراني. وللتركيز على الطابع الخطر في هذا المجال أضاف بيسكوف أنه يجب معرفة ما إذا كان الجيش الألماني يفعل ذلك بمبادرة منه أم أن ذلك جزء من سياسة الدولة، منوها بأنهما “أمران أحلاهما مرُّ” حيث قال: كلاهما سيئ للغاية، فالتسجيل يشير إلى أن الجيش الألماني يناقش بشكل موضوعي خططا لتوجيه ضربات إلى الأراضي الروسية.

ولم يخل الأمر من تقييمات سلبية جدا لحوار الضباط الألمان داخل ألمانيا ذاتها، حيث وصف فالديمار غيردت العضو السابق في البرلمان الألماني خطط الهجوم على جسر القرم بأنها جنون حقيقي يمكن أن يجر ألمانيا إلى النزاع بشكل مباشر، ويعني ذلك أن حياة المواطنين الألمان لا تعني شيئا بالنسبة للسلطات الألمانية.

نشير أخيرا إلى أن رئيسة تحرير المجمع الإعلامي ” RT ” مرغريتا سيمونيان نشرت حوار الضباط الألمان حول مهاجمة جسر القرم، ومناقشتهم أنواع الصواريخ التي يمكن أن تستخدم لتنفيذ ذلك وعددها، ونوهت بأن مدة التسجيل هو 40 دقيقة وأن الضباط الألمان أشاروا فيه إلى الجيشين الأمريكي والبريطاني باعتبارهما ضالعين بشكل مباشر في نزاع أوكرانيا منذ فترة طويلة، وأنها بعثت طلبا صحفيا للاستيضاح بشأن هذا التسجيل إلى الخارجية الألمانية وسفير ألمانيا في موسكو وحتى إلى المستشار الألماني شولتس، وذكرت حتى أسماء الضباط الذين أجروا الحوار ومن بينهم: الجنرال إنجو جيرهارتز قائد القوات الجوية الألمانية مع عدد من كبار الضباط الألمان، حيث نوقشت حتى طرق قصف الجسر وأنه قد يتطلب لضخامته 20 صاروخا أو باستخدام طائرات رافال الفرنسية، ونبهت سمونيان إلى أنه حان الوقت لكي تذكِّر روسيا برلين بعواقب تفجير الجسور الروسية بالنسبة لألمانيا استنادا إلى الحرب العالمية الثانية. وحجم المخاطر عادة بحجم من يخطط لها، فالأمر ليس حوارا عابر بين بعض الجنود بل بين بعض كبار القادة!

الجدير بالذكر أن جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي أعلن أن البيت الأبيض لن يعلق على المحادثة المسربة بين ضباط الجيش الألماني لأن هذا “سيصب فقط في مصلحة روسيا”، وفي هذه العبارة ذاتها اعتراف ضمني بمدى خطورة هذه المحادثة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى