الحكم بالإعدام على المساهمين في اغتيال شكري بلعيد في تونس
“ماتريوشكا نيوز”
• قام “بلعيد” بقيادة أول مظاهرات شعبية تندد بالغزو الأمريكي للعراق، ولم ينس الخبز والملح مع العراقيين.
أصدرت محكمة تونسية حكما جنائيا بإعدام أربعة متهمين لتنفيذ عملية اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد كما قضت بسجن اثنين آخرين مدى الحياة.
وكانت جلسات المرافعات في قضية بلعيد قد انطلقت في السادس من شهر فبراير الفائت بعد سلسلة طويلة من التحقيقات والإجراءات القانونية المرافقة، ثم جرى بعد بدء المرافعات استنطاق المتهمين البالغ عددهم 23 متهما، وقد ثبتت التهمة بارتكاب جريمة الاغتيال – القتل العمد على الذين صدرت الأحكام بحقهم.
جرت عملية الاغتيال في 6 فبراير عام 2013 بعد تخطيط مسبق قام به عناصر من المتطرفين الإسلاميين، وبعد مراقبة تحركاته وبرنامجه اليومي، وجرى الاغتيال أثناء خروجه من منزله ” في المنزه السادس بولاية أريانة” بإطلاق أربع رصاصات على بلعيد كانت جميعها قاتلة “واحدة بالرأس وواحدة في الرقبة واثنتان في الصدر” ، وكان شكري بلعيد نفسه قد اتهم قبل يوم واحد من اغتياله في حوار تلفزيوني حزب النهضة الحاكم آنذاك بالتشريع للاغتيال السياسي عبر الذراع العسكري لحزب النهضة الذي يمثل الأخوان المسلمين في تونس.
وكان أحد المتهمين وهو عز الدين عبد اللاوي قد اعترف بانتمائه إلى تنظيم “أنصار الشريعة” وأنه أدى قسم الولاء لهذا التنظيم وتنفيذ كل ما يطلبه منه واعترف بأنه ساهم في اغتيال بلعيد ثم الاختباء بأحد المنازل في “الوردية”، كما كان قد نفذ عدة عمليات إرهابية من خلال الجماعات السلفية الجهادية.
وقد هزت عملية اغتيال شكري بلعيد المجتمع التونسي، وخرجت مظاهرات بعشرات الآلاف تندد بعملية الاغتيال، وتطالب بمحاسبة القتلة كما أدان الاغتيال المثقفون الأحرار في مختلف أنحاء العالم، فشكري بلعيد شخصية سياسية مرموقة وهو الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وكان من أشد منتقدي حكومة الائتلاف في تونس التي كان يقودها الأخوان المسلمون، وهو إلى ذلك محام عريق درس المحاماة في بغداد، وتشهد مسيرته النضالية على نقائه والتزامه بمصالح الشعب، حيث كان معارضا كذلك لحكم بورقيبة وزين العابدين بن علي، وقام بقيادة أول مظاهرات شعبية تندد بالغزو الأمريكي للعراق ولم ينس الخبز والملح مع العراقيين الذين درس عندهم وعاش معهم.
وقد تابع المتطرفون الإسلاميون في تونس مسارهم الإرهابي حيث لم تمض بضعة أشهر حتى قاموا باغتيال محمد البراهمي بأربعة عشرة رصاصة في 25 يوليو – تموز عام 2013 ،وتمت عملية الاغتيال أمام زوجته وأطفاله حين كان وراء مقود سيارته يهم بالمغادرة، والإبراهيمي أيضا مناضل تقدمي، كان المنسق العام لحزب التيار الشعبي، وهو ينتمي للتيار الناصري وكان معارضا لحركة النهضة، وقد اغتيل أيضا أمام منزله، وسرعان ما عرف قاتلاه وهما بوبكر الحكيم ولطفي الزين، وقامت كذلك مظاهرات ومسيرات لتأبينه وإدانة عملية الاغتيال، ومما له دلالته أن الجماهير التونسية في ذكرى الحادثتين ترفع صورا مشتركة لشكري بلعيد ومحمد البراهمي.