ثقافة ومجتمع

“بالي روس ميديا”: بناء جسور ثقافية وفنية بين فلسطين والعالم من خلال الفن والدبلوماسية الشعبية

ماتريوشكا نيوز

تم إطلاق مشروع “بالي روس ميديا” في عام 2022 كمبادرة ثقافية تهدف إلى بناء جسور من التفاهم بين الشعوب من خلال الفن والثقافة. قامت بتأسيسه الفارسة الفلسطينية “ديانا رامي الشاعر” التي رأت في الرياضة والثقافة أدوات قوية للحوار بين الشعوب، خاصة في ظل الجائحة والأزمات السياسية. ركز المشروع على تسليط الضوء على الفن الفلسطيني، حيث عبر الفنانون الفلسطينيون عن آلامهم من خلال أعمالهم الفنية، مما فتح باب التفاعل مع جمهور عالمي عبر منصات مثل “زووم“.

هدف المشروع هو استخدام الفن لبناء علاقات إنسانية تتجاوز السياسة وتعزز التفاهم المتبادل. مع مرور الوقت، جذب المشروع اهتمامًا في روسيا والشرق الأوسط، مما دفع الفريق لتوسيع المبادرة وبناء جسور بين فلسطين وروسيا والعالم العربي. يبرز “باليه روس ميديا” كأحد المبادرات البارزة التي تسعى إلى تعزيز التواصل الثقافي والسلام في ظل التحديات الحالية.

وفي حديثها عبر منصة “PaliRus Media” على يوتيوب حول أهداف هذا المشروع وغاياته وإنجازاته، أوضحت التالي:

أتعلمون بالنسبة لي، عندما فهمت أنه يمكن بناء الحوار من خلال الرياضة، تركزت لدي فكرة حول الأدوات الأخرى التي قد تستخدم في الدبلوماسية العامة لقد فهمت أن الثقافة هي أيضاً أداة قوية جداً، وأثناء فترة الجائحة كان لدي توقف في الأنشطة الرياضية، لأنه لم تكن هناك بطولات، فبدأت في إجراء مقابلات مع فنانين موهوبين من فلسطين، مع مصممين وأشخاص من عالم الأعمال. كانت هناك اتجاهات متعددة. ولكن بعد ذلك، فهمت أن فنانين قد عبروا عن قصتهم وقصة شعبهم، آلامهم من خلال الفن. وأدركت أن هذا بالفعل أداة قوية. وعندما بدأت في إجراء المقابلات في البداية، بدأت من خلال “زووم”، لأن الظروف كانت صعبة في فترة الجائحة ولم يكن بالإمكان إجراء مقابلات شخصية. ولكن اكتشفت أن أصدقائي الذين في أوروبا وروسيا بدأوا في مشاهدة هذه المقابلات، وأصبح لديهم اهتمام. وكل فنان، سواء كان موسيقياً أو غيره، كان يروي قصة عائلته من خلال عمله. وكما تعلمون، فإن لفلسطين تاريخاً معقداً، وكثير من العائلات الفلسطينية هي عائلات لاجئة. كنت أقوم بتصوير أشخاص في دول مختلفة، وكان هذا يعكس تاريخ عائلتي، التي هي الآن مشتتة في أنحاء العالم. أدركت أن هذا أداة قوية جداً، وأردت توسيع المشروع. قمنا بإنشاء فريق، وكان لدينا فكرة عن عمل نوع من التعاونات الثقافية. بدأنا في البحث عن فرص لبناء جسور عبر الرقص والفن والرسم، وشاركنا فنانين روس في إنتاج أعمال مستوحاة من فلسطين. كما قدمنا رقصة مزيج بين الباليه الروسي والدبكة الفلسطينية، ودعونا طلاب فلسطينيين للمشاركة. بذلك، بدأنا في استخدام هذه المنصة لإيجاد طرق تفاعل مختلفة، لأن هذه المشاريع توحد الناس بشكل كبير، خاصة عندما يتعين عليهم خلق شيء معاً. إنه تكريس للفن والتعاون، ومن خلال هذه المشاعر، يفتح الناس على أفكار جديدة. فهم يبدأون في استيعاب المعلومات بطريقة مختلفة. نحن نعلم أن الدبلوماسية أو الأدوات السياسية قد تصبح معقدة في هذا العصر. الناس أصبحوا ضائعين في تدفق المعلومات، وأصبح من الصعب عليهم فهمها. ولكن إذا بدأت في نقل المعلومات من خلال الحواس، من خلال الفن، فإن الناس ينفتحون ويتقبلونها. وفي النهاية، يصبح هذا حواراً على مستوى إنساني، على مستوى مختلف تماماً. لذلك، لدينا فريق رائع، وأنا سعيدة جداً لأن الجميع قد تحمسوا لهذا المشروع. وفي فترة من الزمن، كنت خارج البلاد أستعد للأولمبياد، لكن المشروع استمر في الحياة. وأعتقد أن هذا المشروع يشعل قلوب الناس، وكل من تفاعلنا معهم، سواء من الفنانين أو غيرهم، يتحدثون عنه بحرارة وأصبحوا مهتمين بفلسطين وفنها وتاريخها. وأنا أعتقد أن هذا المشروع يحمل مهمة إبداعية عظيمة، ونحن نريد الآن توسيعه ومواصلة العمل عليه. إنه لحظات سعيدة عندما يجتمع الناس معاً لإبداع شيء ما، وأتمنى أن يوسع المشروع ليشمل أكثر من دولة، وأن نبني جسوراً بين فلسطين وروسيا والشرق. نحن نرى الآن أن العلاقات بيننا وبين الشرق تتطور بشكل جيد. آمل أن نتمكن من جعل هذا المشروع مفيداً لعدد كبير من الناس. الوقت الحالي هو الأنسب لبناء جسور بين فلسطين ودول أخرى، عبر مختلف المجالات، خاصة بعد الأحداث المأساوية الأخيرة التي جعلت العالم يفتح عينيه أكثر على ما يحدث فعلاً أنا أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة، رغم الصعوبات التي نواجهها في العالم اليوم، من خلال هذه المشاريع التي تحمل رسالة التعاون من خلال الثقافة والرياضة، يمكننا بناء الجسور وتعزيز التفاهم المتبادل. هناك تحديات، لكننا سنتمكن من تجاوزها إذا كنا نؤمن. الألم والتجارب الصعبة قد تفتح لنا آفاقاً جديدة للنمو الروحي والتفاعل الإنساني. وأنا أعتقد أننا في هذه اللحظة، رغم الألم، يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لبناء هذه الجسور. يجب أن نقدم المعلومات للناس من منظور يساعدهم على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل. رغم أننا نعيش في عالم مليء بالسلبيات، علينا تقديم المعلومات التي تبرز تشابهنا وتساعدنا على التفاهم. الجميع يريد أن يعيش في أمان، يريد أن يبدع ويحب. نحن نريد أن نؤدي رسالتنا في هذه الحياة، وهذه هي الأوقات التي تحتاج فيها مثل هذه المشاريع أكثر من أي وقت مضى. وأنا أعتقد أن الناس الآن أصبحوا أكثر انفتاحاً من قبل على هذا النوع من المبادرات. نعم، لدينا الكثير من التحديات الآن، ولكنني أؤمن أنه من خلال الإيمان، يمكننا تخطيها. هذا هو الإبداع الخاص بنا عندما نجتمع معًا ونعمل. بالنسبة لهذا المشروع، هذه لحظات من السعادة، لذلك آمل أن يتم توسيع المشروع، وربما سيكون هذا ليس في بلد واحد فقط، وليس فقط في فلسطين. نأمل أن نبني جسورًا بين روسيا والشرق الأوسط، لأننا نعلم الآن أن هناك تطورًا جيدًا في العلاقات. لذلك، أعتقد أن هذا المشروع سيكون مفيدًا للعديد من الناس. أعتقد أن الوقت الآن هو الأنسب لبناء علاقات بين فلسطين ودول أخرى عبر مختلف المجالات. فقط الآن، بعد الأحداث المأساوية، بدأ العالم في الانفتاح والاهتمام بما يحدث بالفعل. أستطيع أن أقول أن هذا هو الوقت المثالي لهذا النوع من المشاريع، رغم الفترة الصعبة التي نعيشها في العالم الآن. من خلال مشاريع مثل هذه التي تحمل رسالة تفاعل عبر الثقافة والرياضة، يمكن أن نخلق جسورًا تساعد على زرع بذور الأمل. أمل في السلام، وأمل في التفاهم المتبادل. الآن، مثل هذه المشاريع أصبحت أكثر ضرورة من أي وقت مضى، وأعتقد أن الناس الآن أكثر انفتاحًا على هذه المبادرات من ذي قبل. نحن نعلم أن كل أمة تواجه تحديات، ولكنني دائمًا أؤمن أن سلسلة من التحديات تفتح فرصًا للنمو الروحي والتفاعل. أنا أعتقد أنه رغم الألم والتحديات التي نواجهها، يجب علينا فعل كل ما في وسعنا لبناء هذه الجسور، وأن نقدم المعلومات للناس بطريقة تساعدهم على فهم بعضهم البعض. في النهاية، نريد أن نعرف مدى تشابهنا على الرغم من اختلاف الثقافات. الجميع يريد العيش في أمان، يريد الإبداع، يريد الحب. كل شخص يريد أن يؤدي رسالته في الحياة. وأعتقد أن هذه المشاريع يمكن أن تساعدنا في تجاوز هذه الصعوبات.

نضع بين أيديكم رابط فيديو رقصة “الباليه والدبكة” الذي نشر على منصة يوتيوب التابعة لمشروع “بالي روس” الذي أسسته ديانا رامي الشاعر:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى