لأول مرة..خسائر فادحة في غزة تدفع نتنياهو إلى الدوحة للتفاوض بالطاقم الكامل؟!
“الحرب في غزة اليوم حرب الوحل بتعبير لأهم جنرال وثاني قائد بعد رئيس الاركان هليفي. نتنياهو رضخ وأرسل كامل وفده وبكامل استخباراته الخارجية والداخلية الشباك والموساد والمستشار الأمني والمستشار العسكري ومستشاره السياسي باتجاه الدوحة أمام هذه الخسائر الفادحة والاستبسال الاستثنائي الذي جعل من بيت حانون وجباليا خطراً شديداً على الجنود الإسرائيليين بالعمليات الإستشهادية والأنفاق القاتلة. يقول الجيش الإسرائيلي هناك من يشتبك من أجل أن يستشهد. تلغيم فتحات الأنفاق وغيرها يتم بالذخيرة الأمريكية. تفجير فتحة نفق دفعت إلى عزل سريتين دفعة واحدة نقلوا إلى المستشفيات“.
نائب رئيس الأركان يطلق على حرب غزة لأول مرة “حرب الوحل”، هكذا بالترجمة الحرفية.. كان هذا بمثابة أول إشارة قوية إلى عدم رغبة الجيش في مواصلة هذا المسار الذي يريده الآن كاتس ونتنياهو، وهناك صعوبة كبيرة للغاية أمام يوم دام حاول من خلاله نتنياهو أن يستجمع آخر طاقته، آخر قوته، ويرسل كلا من مدراء الشباك والموساد ومكتبه ومستشاره، الكل الآن في الدوحة من أجل اتفاق. لماذا على وجه التحديد؟ لأن هناك يوماً سطرته المقاومة ليس مسبوقاً، 30 مصاباً في عمليتين إحداهما تفجير فتحة نفق، حيث تتحدث معاريف عن “نحال وعن ثلاثة من المقاومين انخرطوا في اشتباك مباشر قوي وغير مسبوقة، جعلت من المقاومين الثلاثة الذين خرجوا من نفق وواجهوا كتيبة نحال، حيث لاحظ الجميع أن هناك عملية متقدمة للغاية استثمرت فيها ذخائر أمريكية، لأن الذخائر التي يعتمدها الآن المقاومون قادمة من عشرات الصواريخ التي لم تنفجر، يتم تفكيكها ويعاد تصنيع أهم التفجيرات بخصوص فتحات الأنفاق، خصوصاً العبوات الناسفة وغيرها. كل هذا يصنع في شمال غزة، ومهم جداً أن التركيز على بيت حانون أصبح هناك في الإتجاه الآخر، وفي جباليا إدارة مناورة مباشرة انطلاقاً من نفق على الأقل، حسب ما ذكره أشكنازي. المهم جداً أن هناك اشتباكاً مع نحال، وقد استطاع الثلاثة أن يسقطوا على الأقل نصف كتيبة لوحدهم، في مبادرة استشهادية بجميع المقاييس. هناك أربعة من لواء نحال، وهناك واحد من جولاني، واثنين من كتيبة “نتسا يهودا” الإرهابية التي تقاتل الآن في بيت حانون بالخلفية التوراتية التي لديها، فهم مجموعة من المتدينين وهذه هي أعنف كتيبة موجودة في الجيش الإسرائيلي، وهنا لم يعد يتمايز حالياً ما بين العنيف والأعنف في واقع الأمر في حرب غزة. مهم جداً الآن أن نتحدث عن 11 حالة خطيرة، بالإضافة إلى سبعة قتلى، مما يضعنا أمام18 جندياً وضابطاً سقطوا اليوم ما بين قتيل وجريح، فيما هناك حوالي الإثني عشر جريحاً جروح متوسطة إلى الخطيرة، وهذه هي الفاتورة التي يدفعها اليوم الإسرائيلي. وهي الفاتورة التي سكت عنها بشكل واضح نتنياهو وإعلامه، والرقابة العسكرية فرضت كل ما تعتبره أقصى درجات الحذر، وذلك من أجل أمرين اثنين، الأمر الأول إن الاستجابة ستكون مباشرة باتجاه وقف إطلاق النار، وتجاوز نتنياهو في هذه الزاوية بن غفير، لأن بن غفير هو الذي أخرجه من المستشفى رغم أن الأطباء رفضوا ذلك، نظراً لحساسية العملية الجراحية التي أجريت له، ووصول فقط 90% من نجاحها بالنسبة لإزالة خلايا سرطانية من البروستات كي لا يسقط مشروع قانون الميزانية في الكنيست، وندرك ان نتنياهو لا ينسى ثأره..
كما أن الأمر يتعلق بصراع بن غفير و سموتريتش لأن ميزانية الشرطة خلقت أشكالا مع سموتريش وأيضا مع نتنياهو، والآن بن غفير سقط جزء من هذا الثالوث بن غفير سموتريتش ونتنياهو هذه زاوية. الزاوية الثانية أن هناك ما عوضه بشكل واضح لأن ساعر دخل على هذه الحكومة وأيضا الإستبدال الذي الآن يعانيه الجيش من خلال تعدد الاستقالات والبقاء في المكان لسبب واحد لأن كاتس يرغب في أن يتحكم في التعيينات، وأن تكون التعيينات سياسية وليست مهنية. عدينا 30 حالة على الأقل والمصادر تجزم 35 حالة هناك على الأقل قتيلين منذ البداية ثم قتيلين ثم أعلنا أربعة قتلى بالنسبة لنحال وواحد لجبعاتي، ثم ختم أخيراً بنتسا يهودا، وأمامنا هذه الإعلانات المباشرة للمجالس التي ستقوم بالدفن. لذلك فإن العملية اليوم مدروسة، الجيش الإسرائيلي لم يقل شيئا إلى الآن، لكن جميع المصادر داخل إسرائيل تعلن عن 30 إلى 35 إصابة أمام تفجير فتحة نفق وعملية جريئة، كشف جزءاً منها إشكنازي في معاريف بشأن النفق في جباليا. وهو ما يضعنا أمام سؤال محوري أن الضغط العسكري الآن مقصود إلى أبعد حد، لأن المفاوضات الآن مفاوضات تقف على شيء مركزي، المرحلة الأولى وعلاقتها بالمرحلة الثانية ولماذا هذا التمرحل على وجه التحديد، وفرض هذه المرحلة من أجل مواصلة العمليات. والمهم للغاية الآن أن هناك توضيح بأن وقف إطلاق النار الذي جرى في لبنان يختلف عن ما سيكون في غزة، وأن استمرار إطلاق النار في غزة يعيد أوتوماتيكياً الأمر إلى المربع الأول، وهذا تطور استثنائي يجعلنا أمام مناورة في لبنان ستختلف عن غزة، وأمام مراحل لابد من جسرها، لأن الإسرائيلي دائما ما يقف عند المرحلة الأولى، لأنه من دون مصداقية، منذ أوسلو وإلى الآن وهذا أصبح شيئا مؤكداً وأصبح شيئا معروفاً انتهى بالإحتلال المؤقت الذي أصبح اليوم احتلالاً دائماً لسوريا. وهذا تطور إستثنائي له ما بعده، لا بد في النظر للأمريكي وقبل خروج بايدن، حيث طلب من هوكشتاين أن تكون كل الإجراءات إجراءات عملياتية دقيقة جداً من أجل وقف إطلاق النار في لبنان. لسبب بسيط كي لا يتلاعب الإسرائيلي ونتنياهو في أي ثغرة، أو أن يضيف ويزيد أو يعطي لنفسه مبرراً. خصوصاً أنه ـ أي هوكشتاين ـ بعكس بلينكن لديه نجاح أساسي لأنه يهدد مباشرة بالاستقالة، ولأنه رجل له مصداقية عالية لسبب بسيط، لأنه نجح في وقف اطلاق النار، ونجح أيضا قبلها في ترسيم الحدود البحرية.
المهم الآن أن نتنياهو رضخ وأرسل كامل وفده وبكامل استخباراته الخارجية والداخلية الشباك والموساد وأيضا المستشار الأمني له والمستشار العسكري ومستشاره السياسي، الكل سيقلع في طائرة واحدة باتجاه الدوحة أمام هذه الخسائر الفادحة نحن تحدث عن استبسال استثنائي جعل من كل من بيت حانون وجباليا خطراً شديداً على الجنود الإسرائيليين، ومن منطلق العمليات الإستشهادية وهناك الأنفاق القاتلة. اليوم يقول الجيش الإسرائيلي هناك من يشتبك من أجل أن يستشهد، هذا هو المؤكد، هذا هو التطور. المسألة الأخرى والأكثر أهمية، إن كل المتفجرات أمريكية كل الاستخدامات أمريكية كل الفتحات وتلغيم فتحات الأنفاق وغيرها كل هذا يتم بالذخيرة الأمريكية، والتي أصبحت اليوم تقتل أكثر مما قتلته الذخيرة المهربة في السنوات الماضية، وهذا هو الشيء المؤكد الآن، لأن هذه التفجيرات تفجيرات استثنائية منذ حادثة انقلاب دبابة عبر عبوة ناسفة، أو على الأقل عبوتين بلغة المستشار العسكري لنتنياهو، وفي كل الأحوال أكانت بلغم أو لغمين بعبوتين ناسفتين أو بواحدة فإن هذه التفجيرات تفجيرات استثنائية، واليوم أيضا فتحة نفق دفعت إلى عزل سريتين دفعة واحدة، سريتين في حدثين كلهم نقلوا إلى المستشفيات، وهذا تطور يجعل فعلاً من هذه الحرب في غزة اليوم حرب الوحل بتعبير لأهم جنرال وثاني قائد بعد هليفي.