الصراع الفلسطيني الإسرائيلي- يحفّز تطويرٍ طريق بحر الشمال ويشكّل خطرا عليه
التهديدات والمخاطر التي يشكلها الحوثيون للملاحة في البحر الأحمر، تُضاعف أهميةَ الطريق البحري عبر منطقة القطب الشمالي. حول ذلك، كتب أندريه ميتروفانوف، في “فوينيه أوبزرينيه”:
مع بدء الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت حركة أنصار الله الحوثي، التي تسيطر على شمال اليمن، صراحة دعمها لفلسطين ولحركة حماس في حربهما ضد إسرائيل.
لقد أدت مواقف الحوثيين عمليًا إلى توجيه ضربة قاسية للنقل البحري الدولي والتجارة، ولاقتصاد عدد من الدول. وفي المستقبل، سوف تتفاقم العواقب الاقتصادية السلبية للعمليات العسكرية في خليج عدن والبحر الأحمر.
وفي ظل هذه الظروف، فإن الطريق البديل الآمن لحركة البضائع من آسيا إلى أوروبا هو طريق بحر الشمال. تستثمر روسيا أموالًا كبيرة في تطوير هذا الطريق. ففي 1 آب/أغسطس 2022، اعتمدت خطة لتطوير هذا المسار حتى العام 2035.
وفي مايو 2023، أعلنت روساتوم ونوفاتيك إطلاق الملاحة على مدار العام في الاتجاه الشرقي لطريق بحر الشمال في بداية العام 2024.
وبطبيعة الحال، فإن النجاحات لا يمكن إلا أن تثير حسد الدول الغربية، التي لا تريد أن تفقد السيطرة على النقل البحري، والأسوأ من ذلك، تسليمه لبلدنا.
وجاء الرد العسكري عبر إعادة بناء القواعد في القطب الشمالي وتعزيزها. وقد طورت روسيا نماذج من العتاد العسكري للقطب الشمالي قادرة على العمل في درجات حرارة منخفضة للغاية. ولحماية طريق بحر الشمال، تم تشكيل سلاح جوي جديد كجزء من أسطول الشمال.
قيام روسيا بعمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والخطوات الاقتصادية العدائية التي تخطوها الولايات المتحدة ضد الصين، تظهر بوضوح مدى تعقيد العالم والعلاقات بين الدول في عصرنا هذا. وحتى في حالة الحرب، غالبًا ما يتعذر على الدول قطع العلاقات الاقتصادية بينها بشكل كامل.
ومن الممكن أن يؤثر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي البعيد بالقدر نفسه في التطوير المتسارع لطريق بحر الشمال، خاصة إذا استمر الوضع في المنطقة، الواقعة على الطرف الآخر من الكوكب تقريبًا، في التدهور.
المصدر: فوييني أوبوزرين
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب