صحافة وآراء

ملكة قباحة الكون – بقلم: ايمن ابو الشعر

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو عن انزعاجه الشديد من التشديد المزعوم للعقوبات الأمريكية على المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بمهاجمة الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أعلن مكتب نتينياهو أن مستوطني الضفة الغربية يلتزمون بالقانون، والقلة التي لا تلتزم تتخذ إسرائيل الإجراءات اللازمة بحقها!!! “كذا!!” لذا لا يجوز اتخاذ إجراءات حادة، فالأمر بسيط لا يتعدى عن مقتل المئات في الضفة الغربية، عدا عن الجرحى، ناهيك عن آلاف السجناء بمن فيهم النساء والأطفال!

 

يبدو لي، بل للجميع أنه حين تقام مسابقة لملكة قباحة وشناعة الكون، فإن إسرائيل ستكون الفائزة حتما بالمركز الأول ، أما وصيفتاها فستكونان الولايات المتحدة بلا منازع ثم الاتحاد الأوروبي. ثلاث شمطاوات تتسابقن على حمل راية سروال العهر كراية في محفل الزمن الرخيص، وتصرخ كل واحدة بلا حياء في القاعات الدولية، وكأنهن مدافعات عن حقوق الإنسان، وفي أطروحاتهن تدرك أن الحكمة الشعبية موغلة في صميم الواقع حيث تقول: “ما من أحد ينافس القحبة حين تتحدث عن الشرف!!!”

 

طبعا لا يشك أحد في أن القرار الأمريكي أشبه بطرفة سخيفة، فواشنطن خلال أربعة أشهر من الذبح المستمر بحق الشعب الفلسطيني ترفض في مجلس الأمن الدولي حتى مشروع قرار تكرر مطالبا بوقف إطلاق النار، وتكرر معه الرفض الأمريكي، وبذلك تثبت واشنطن أنها الوصيفة الأولى للعاهرة الكبرى ، والغرب ليس بمنأى عن هذه القذارة، فحين سأل مراسل الجزيرة مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تقييمه لممارسات إسرائيل التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين من النساء والأطفال قائلا: ألا يدخل ذلك في إطار جرائم الحرب، أجاب بوريل مباشرة بهدوء: أنا لست محامياً هناك مؤسسات قانونية، ومحكمة دولية تقرر ذلك، وحين سأله هل تعتبر ما قامت به حماس جريمة حرب، أجاب على الفور نعم دون شك، فقال له المذيع، ولكنك قلت للتو أنك لست محاميا حين سألتك السؤال نفسه بالنسبة لممارسات إسرائيل.

 

بالمناسبة على عاتق ضمير ملكة القبح في العالم ووصيفتيها أكثر من ستة وعشرين ألف قتيل، وأكثر من خمسة وستين ألف جريح، وأكثر من سبعة آلاف مفقود تحت الأنقاض، عدا عن نزوح تسعين بالمئة من سكان غزة، ودمار البنى التحتية، وقسم كبير من مبانيها، بما في ذلك أحياء كاملة، طبعا هذا يتناسب مع مآثر ملكة القباحة والشناعة في الكون قاطبة ووصيفتيها.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى