دولي

موسكو تُذكِّر بإحدى أشنع جرائم القوات الأمريكية في بغداد

نشر موقع قناة روسيا اليوم – RT أمس صورا عن واقعة إجرامية شهيرة ضد المدنيين العراقيين قبل ثلاثة وثلاثين عاما، وتحديدا فجر يوم الثالث عشر من فبراير عام 1991 تحت عنوان “الشبح الأمريكية تدمر “الفردوس” بضربة فائقة الدقة.

وجاء في تعليق الموقع أن طائرتين أمريكيتين من طراز إف 117 قامت بقتل 408 عراقيين وأبرز التعليق أن معظم الذين لاقوا حتفهم نتيجة هذه الغارة هم من الأطفال والنساء، لكن القوات الأمريكية أعلنت في غضون ذلك أنها دمرت هدفا عسكريا.

وأوضح موقع روسيا اليوم أن الغارة جرت في الساعة الرابعة والنصف فجرا في نهاية ما سمي بعاصفة الصحراء، حيث قذفت إحدى الطائرتين قنبلة ليزيرية من طراز “27- GBU” يبغ وزنها قرابة طن- “900 كيلو غرام” على سقف ملجأ العامرية الخرساني في بغداد والذي تبلغ سماكته مترين، فاخترقت السقف حيث كان في الملجأ قرابة ألفي مواطن كلهم من المدنيين، لكنها لم تصل إلى غايتها، فقامت الطائرة الثانية بعد أربعة دقائق بإسقاط قنبلة مماثلة بنفس الإحداثيات فدخلت من الفجوة التي أحدثتها القنبلة الأولى في سقف الملجأ، وقد تسبب ذلك بمقتل 408 أشخاص وتحولت جثث الأطفال والنساء والشيوخ إلى أشلاء نتيجة قوة الانفجار والحرارة الهائلة الناجمة عنه، وتفحمت جثث أخرى تماما وتحول بعضها إلى مجرد ظلال رمادية على جدران الملجأ، ما يذكر بتلك الظلال التي لوحظت في هيروشيما بعد قصف الأمريكان لها بالقنبلة النووية آنذاك.

ثم اعترفت الولايات المتحدة لاحقا بعد أن ظهرت الفضيحة للعيان أن ذاك القصف كان خطأ وذلك لأن موقع الملجأ كان مشابها لصورة هدف عسكري كان موضوعا في قائمة الاستهداف تحت مسمى “الفردوس سي 3”.

وكالعادة ذرف الرئيس بوش الابن دموع التماسيح متعاطفا مع معاناة الأبرياء الذين قتلهم جنوده!!!، بل وذهبت بعض التصريحات الرسمية أبعد من ذلك حيث اتهمت ضمنيا المدنيين الذين كانوا في الملجأ، فقال المتحدث باسم البيت الأبيض آنذاك مارلن فيتزواتر …” نحن لا نعرف لماذا كان المدنيون في هذا المكان، فقد كان هدفا عسكريا…” ويؤكد شهود عيان وحتى الصحفيون الغربيون انفسهم أنه لم تكن هناك أية علامات أو دلائل تشير إلى أن للمكان طابعا عسكريا، ناهيك عن الرصد المستمر الذي يظهر بسطوع تدفق النساء والشيوخ والأطفال إلى هذا الملجأ إبان الغارات المتلاحقة.

يبدو أن هناك جينات التعطش للدماء والقتل في أجساد العسكريين الأمريكيين، حيث كان هذا ديدنهم دائما ليس في فيتنام وحدها، بل وفي عشرات الحروب التي شنوها على الشعوب والدول خلال تاريخهم الدموي.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى