بوتين في حوار مسهب واضح وصريح حول القضايا الملحة الساخنة
” موسكو – ماتريوشكا نيوز”
• روسيا مستعدة تقنيا للحرب النووية، وترسانة ثالوثها النووي متطورة وأحدث من أية ترسانة نووية أخرى
أجرى الصحفي الشهير دمتري كيسيليوف مدير وكالة سبوتنك الروسية لقاء موسعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، تناول فيه مجمل الأمور السياسية والاقتصادية، والقضايا المحلة والساخنة، بما في ذلك وشؤون العملية العسكرية في أوكرانيا، وتطرق حتى لمجمل المسائل النووية التي تشغل العالم اليوم، وسنحاول في هذه العجالة تكثيف أهم ما طرحه الرئيس الروسي.
– أوضح الرئيس بوتين في مسألة العملية العسكرية في أوكرانيا أن أية مفاوضات محتملة لحل النزاع مع أوكرانيا، يجب أن تكون شاملة وموضوعية تتسم بالجدية، وتنطلق من الواقع الجديد الذي بات على الأرض، مؤكدا أن زمام المبادرة على خطوط التماس انتقلت بالكامل إلى الجيش الروسي وأن الجميع يعرفون هذه الحقيقة، وركز على أن وجود قوات أجنبية فوق الأراضي الأوكرانية لن يغير الأوضاع في ساحة المعركة، ويلفت النظر أن حديثه حول هذا الأمر الحساس جدا كان هادئا، حيث نوه بأن موسكو ستتعامل حتى إن ظهرت قوات أمريكية هناك باعتبارها قوات متدخلة، وحذر من أن بولونيا إن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا فإنها لن تخرج لأن لديها أطماع باستعادة بعض الأراضي التي تعتبرها تابعة لها. كما أكد أن الوضع لا يستدعي على الإطلاق استخدام أسلحة نووية تكتيكية خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
– وأوضح الرئيس بوتين أن مهاجمة القوات الأوكرانية للأراضي الروسية هي محاولة للتشويش على الانتخابات الرئاسية القريبة، وأن مرتزقة قد شاركوا في هذا الهجوم، وروسيا لن تسمح بالتدخل في شؤونها السياسية الداخلية، وتوقف مليا عند أطروحات الرئيس الفرنسي ماكرون، واعتبر أن موقفه متشنج من روسيا، ورد بحسم أن من يهدد روسيا بعدم وجود خطوط حمراء معها، لن يكون لروسيا خطوط حمراء معه، مرجحا أن يكون الموقف الفرنسي انعكاسا لما يجري في إفريقيا، مشددا في الآن نفسه على أن روسيا لم تزاحم فرنسا هناك، ولم تحاول إخراج فرنسا من إفريقيا، ولكن الزعماء الأفارقة هم من يسعون للتعاون مع روسيا، وغمز على الممارسات التي يقوم بها الغرب وأن على النخب الغربية من “أكلة اللحم البشري” والتي تريد أن يستمر الوضع غير العادل في الشؤون الدولية أن تدرك أن رقصة مصاصي الدماء شارفت على الانتهاء، وأن ما يسمى بالمليار الذهبي كان يتطفل ويستغل شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لقرون عديدة.
– وتطرق الرئيس بوتين إلى العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية محذرا بسطوع من أية محاولات للاستهانة بالقدرات الروسية معلنا أن روسيا مستعدة تماما من الجانب التقني للحرب النووية، وأن الأسلحة النووية الروسية البحرية والبرية والجوية أكثر حداثة من أي ثالوث آخر، وأكثر من ذلك نوه الرئيس بوتن أن روسيا طورت صواريخ “أفانغارد” بحيث جعلت كل ما أنفقته الولايات المتحدة على نظام الدفاع الصاروخي بلا فائدة، وإن قامت واشنطن بتطوير وتحديث ترسانتها النووية، فهذا لا يعني أنها مستعدة لبدء حرب نووية على المدى المنظور، مذكرا بأن روسيا قد تجري تجارب نووية إن فعلت الولايات المتحدة ذلك.
– كما أشار الرئيس بوتين إلى أن موسكو لا تنوي أن تثير أية انقسامات في الغرب لأن الغرب نفسه سيقوم بهذه المهمة ببراعة، وتندر على طبيعة العلاقات الأمريكية الداخلية ذاتها موضحا أن ترامب إبان رئاسته عاتبه لأنه تعاطف مع بايدن المرشح الرئاسي حينها، وسأل فيما إذا كان بوتن يرغب في أن يفوز جو النائم، وأضاف أن الوضع في مجال الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يغدو بعيدا أكثر فأكثر عن الطابع الحضاري.
– وشدد الرئيس بوتين في حواره هذا على أن روسيا ليست مترددة وليست أمام مفترق طرق، وهي تسير بخطى ثابتة نحو هدفها الاستراتيجي لتحقيق تنميتها، وأن أحدا لن يأخذ روسيا بعين الاعتبار إن كانت لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وهي حريصة على الاكتفاء الذاتي في مجالي الدفاع والأمن، أما عن احتمال التوصل إلى معاهدة صادقة مع الغرب، فأجاب بوتن أنه لا يثق بأحد منهم، والأمر يحتاج إلى ضمانات أمنية موثقة.