دوليعربي

بايدن في سباقٍ مع الزمن لتحقيق صفقة وقف إطلاق النار في غزّة

يكثّف الرئيس الأميركي جو بايدن جهوده من أجل تحقيق صفقة وقف لإطلاق النار في غزّة لمدّة ستّة أسابيع، قد تكون الخطوة الأولى لإنهاء العدوان على غزّة، أو على الأقل تأخير اجتياح رفح والمجازر الإنسانية التي ستنتج عنه، ما قد يُشكّل حبل نجاة لبايدن من الناحية السياسية الداخلية، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية وتفوّق الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، في ظلّ احتقان الغضب الشعبي خصوصاً لدى الجالية المسلمة والعربية في أمريكا، جرّاء العدوان المستمرّ على غزّة.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مصادره مجريات ونتائج المحادثة التي جرت منذ يومين بين بيادن ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي استمرّت لنصف ساعة، وشارك فيها كبار أعضاء إدارة بايدن، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

ووصفت المصادر المكالمة على أنّها كانت الأقسى ” لهجةً ومضموناً” منذ السابع من أكتوبر حيث وجّه بايدن إنذارًا نهائيًا لنتنياهو وقال “إذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة لن نكون قادرين على دعمك”، دون أن يحددّ ماهيّة “فقدان الدعم”. وقد دفع ذلك بنتنياهو إلى “اتّخاذ إجراءات كان يعارضها في السابق” مثل فتح معابر إضافية وزيادة تدفّق المساعدات.

ويبدو أنّ بايدن قد تخلّى عن ربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن، خصوصاً بعد أن استهدفت “إسرائيل” عمّال الإغاثة الأجانب في مطلع الشهر الحالي. وفي اجتماعِ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغّر بعد ساعات قليلة من المكالمة، ذكر نتنياهو أن قراءة البيت الأبيض للمكالمة لم تربط بين وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، حسبما قال المسؤول الذي حضر الاجتماع.

غير أنّ البيت الأبيض قد أوضح لاحقاً، بناءً على طلب “إسرائيلي”، أنّ موقفهم لا يزال هو وجوب “أن يكون هناك وقف لإطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن ويجب أن يحدث ذلك على الفور. ولهذا السبب حث الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء على تمكين مفاوضيه من إبرام اتفاق دون تأخير”.

وعلى الجبهة العربية، يعمل بايدن أيضاً على الضغط على حماس من أجل الموافقة على الصفقة، فمن المتوقع أن يسافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز إلى القاهرة في نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع رئيس الموساد الإسرائيلي وكبار المسؤولين القطريين والمصريين في محاولة لكسر الجمود في المفاوضات.

في هذا السياق قالت مصادر “أكسيوس” إنّ بايدن بعث برسائل إلى الرئيس المصري وأمير قطر وطلب منهما الضغط على حماس للموافقة على صفقة رهائن، وحثهم على تأمين التزامات من حماس للموافقة على الاتفاق والالتزام به.

وقد يؤدي الاقتراح الحالي الذي يجري التفاوض بشأنه إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة والإفراج عن 40 رهينة من الجنود الإناث ونساء أخريات ورجال فوق سن الخمسين ورجال في حالات طبية حرجة. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن حوالي 700 سجين فلسطيني، بما في ذلك حوالي 100 سجين فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى