• مظاهر انعطافات خطيرة قد تكون نتيجة غباء أو بتأثير أياد خفية قد تحرف الحراك الطلابي لنصرة غزة وتؤدي إلى نتائج عكسية
تفوق رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون حتى على الرئيس جو بايدن في دعمه لإسرائيل، وتصوير الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية ضد الحرب في غزة بأنه معاداة للسامية، حتى أنه اتهم بايدن بالتهرب من القضاء على الفوضى العارمة في جامعة كولومبيا، وأعلن أنه سوف يقضي على معاداة السامية ويحمي الطلاب اليهود.
وكتب جونسون في حسابه على منصة “ X “ أنه سيبذل الجهود على مستوى المجلس النيابي للقضاء على معاداة السامية في حرم الجامعات، وسيقوم باستخدام كل الوسائل للقضاء على الحراك الطلابي، واصفا معاداة السامية بالفيروس الذي تسمح إدارة بايدن ورؤساء الجامعات بانتشاره معتبرا أن الرئيس بايدن يخشى مواجهة ما يجري، وأن الجمهوريين يبذلون جهدهم للتحقيق في عمل المؤسسات الجامعية بشأن فشلها في حماية الطلاب اليهود والحفاظ على النظام. كما حذر عمدة مدينة نيويورك إيريك آدامز من وجود أياد خارجية عابثة تتسبب بمشكلات حقيقية في مجال السلامة عبر الاحتجاجات الطلابية.
من جهة ثانية وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ممارسات الشرطة تجاه الطلاب المحتجين بأنها قاسية وغير متناسبة معبرا عن استيائه من هذه الممارسات وفي الوقت نفسه حذر من التحريض على العنف والكراهية على أساس الهوية مبينا أن هناك أطروحات غير مقبولة لدى بعض المتظاهرين ولكن ليس كلهم.
ويلفت النظر في هذا السياق أن إحدى الجامعات الكبيرة رضخت لمطالب الطلاب المحتجين، فقد أرسلت رئيسة جامعة “براون” الأمريكية كريستينا باكسون رسالة إلى المتظاهرين تعلن فيها موافقة إدارة الجامعة على سحب استثماراتها من إسرائيل لقاء فك الاعتصام، وقد وافق المتظاهرون على ذلك بمعنى أن مثل هذا الحراك يمكن أن يخرج بنتائج إيجابية وربما لهذا السبب بالذات تتسع محاولات تشتيته من الداخل.
فقد اتسعت هذه الحملة ضد الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين بين المسؤولين الأمريكيين حيث أعلنت عضوة الحزب الجمهوري كاثي ماك موريس رودجرز أنها انضمت إلى الفريق الذي يدين معاداة السامية عبر الحراك الطلابي في الجامعات وطالبت بإجراءات صارمة بحق هؤلاء الطلبة، كما اعتقلت شرطة نيويورك أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا، وحاصرت المكان منوهة بأن عناصرها ستبقى في الحرم الجامعي حتى السابع عشر من مايو الحالي داخل الحرم الجامعي.
ولوحظ في الأيام الأخيرة بعض النشاطات المتطرفة في طرح الشعارات والإجراءات التي قد تكون عملا تخريبيا لتمزيق هذا الحراك، أو نتيجة تصرفات غير واعية من بعض الطلاب العرب والمسلمين قد تشد الأمر باتجاه معاكس تماما، وتسفر عن حملة لحماية اليهود بدل المناشدة بحماية سكان غزة، وهو أمر خطير جدا نرجح وجود أياد خفية تقصد حرف الحراك عن أهدافه الحقيقية في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ونقصد هنا انتشار تسجيلات فيديو عن رفع شعارات ” الموت لليهود” ورفع أعلام حماس وحزب الله، وإقامة الصلوات الجماعية حتى يوم الأحد وليس الجمعة، وتوزيع نسخ القرآن الكريم باللغة الإنكليزية، في حين شارك ويشارك قسم كبير من الطلبة اليهود في هذه المظاهرات، وقدم الكثير منهم كلمات واضحة أمام الكاميرات تقول أنهم كيهود يساندون أهالي غزة، ويرفضون بشكل حاسم ما تقوم به إسرائيل، ويدينونها ويصفونها بدولة العار، ولاشك أن الممارسات المتطرفة ضد اليهود عموما، وإظهار الطابع الإسلامي للمظاهرات سيدفع أعدادا كبيرة من الطلاب اليهود وغير اليهود للابتعاد عن هذا الحراك، الذي انتشر بقوة في أكثر من 25 جامعة في 21 ولاية أمريكية ، وبالتالي سيصبح الحراك ضعيفا يسهل التغلب عليه، من جهة وسيدفع لظهور حملة تصور اليهود بأنهم مضطهدون ومعرضون للتنكيل من العرب والمسلمين، وقد بدأت بعض المظاهرات المؤيدة لإسرائيل بالظهور قرب هذه الجامعات.