• روسيا تتوعد كييف بأن هجومها المضاد الجديد سينتهي بالقضاء على جيشها، ويفتح المجال لمباحثات سلام وفق الشروط الروسية
في إعلان مثير مفاجئ من داخل قاعة مجلس الأمن الدولي أوصى فاسيلي نيبينزا المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة الدول الغربية بأن تستعد لتقبل حقيقة واقعية، وهي أن الموضوع الوحيد للاجتماعات الدولية حول أوكرانيا سيكون خلال فترة قريبة استسلام كييف دون أية شروط مسبقة، انطلاقا من الواقع على الأرض.
جاء ذلك إبان كلمته في اجتماع لمجلس الأمن الدولية حيث أوضح أن المحاولات التي يقوم بها نظام كييف للترويج للصيغ التي يقترحها الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والدعوة لعقد مؤتمرات قمة لدعم نظام كييف لا تثير سوى الدهشة والحيرة، ذاك أن الموضوع الوحيد – حسب نيبينزا- لأية اجتماعات دولية بشأن أوكرانيا سيكون الاستسلام غير المشروط، وتوجه المندوب الروسي بالنصيحة للدول الغربية بأن تكون مسبقا مستعدة لتقبل هذه الحقيقة.
وشدد نيبينزا على أن التغييرات عمليا تحدث حاليا أمام أنظار الجميع من خلال معطيات العمليات العسكرية، وأن المساعدات الغربية والهجمات المضادة لن تساعد أبدا على تحقيق تغير جوهري ، ونوه بأن أوكرانيا اليوم ليست أكثر من شركة عسكرية خاصة تقاتل لصالح الغرب، وبأسلحة غربية وتحت شعار القتال حتى آخر أوكراني، وأن الجيش الروسي يتقدم في كل الاتجاهات تقريبا حسب تعبيره.
وكدليل على هزائم أوكرانيا أشار نيبينزا إلى أن نظام كييف بات يتصرف بنزق وغضب العاجز ضمن أسوأ التقاليد الإرهابية من خلال قصف الأحياء السكنية في المدن الروسية عن قصد، كنظام غير أنساني يتبنى منطق الإرهاب النازي.
في غضون ذلك اعترف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بأن بلاده ستستمر في خسارة المزيد من الأراضي والجنود ما لم يقدم الشركاء الغربيون المساعدة الضرورية لها، ونوه خلال مؤتمر مع الرئيس البولندي أندريه دودا والرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا بأن خارطة مفصلة ستوضع لإنهاء الحرب في قمة سلام للتسوية السياسية للصراع في أوكرانيا، حيث سيتم تحديد الكيفية التي سيتم بواسطتها إجبار روسيا على اللجوء إلى السلام العادل، لكن الأمر يحتاج إلى مساعدة الشركاء وإلا ستفقد أوكرانيا المزيد من الأراضي والأفراد.
الجدير بالذكر أن روسيا تعتبر أن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وتدريب قواتها يتعارض مع نهج التسوية بل ويجعل دول الناتو شريكة في الصراع بشكل مباشر.
وردا على تصريحات الرئيس زيلينسكي بأن أوكرانيا تستعد لشن هجوم مضاد جديد أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن الهجوم المضاد الجديد الذي تستعد له كييف سينتهي بكارثة حقيقية لأوكرانيا مع هزيمة ساحقة ونهائية لجيشها، وسيشكل بداية للسلام بالشروط الروسية.
يذكر أن تنفيذ الهجوم المضاد الأوكراني السابق دفعت ثمنه كييف أكثر من 166 ألف عسكري بين قتيل وجريح، وتم تدمير 789 دبابة، و2400 مدرعة و 132 طائرة ناهيك عن عدد هائل من المدافع والعربات ومنصات الصواريخ المتنوعة.
تجدر الإشارة إلى أن توجيه القصف والمسيرات الأوكرانية نحو المصافي الروسية دفع إلى اتخاذ موسكو إجراءات انتقامية حاسمة جعلت كييف على الأرجح تندم على فعلتها، حيث قامت القوات الروسية بقصف مجمعات الوقود والطاقة الأوكرانية بصواريخ جوية وبحرية بعيدة المدى عالية الدقة بمشاركة عدد كبير من المسيرات ما أسفر عن تدمير خزانات وقود تحت الأرض ومواقع لوجستية مهمة ما عطل إلى حد كبير عمل المؤسسات الصناعية العسكرية الأوكرانية وكذلك عمليات نقل الإمدادات والوقود إلى ساحات المعارك.