أكدت المصادر الإيرانية أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم إسرائيلي بالمسيرات على بعض المنشآت الإيرانية وأن السلطات المختصة علقت حركة الطيران في البلاد إلى إشعار آخر، بل إنها ألغت رحلات كانت محددة في مطار الخميني وطلبت من المسافرين مغادرة المطار فورا.
وحسب المصادر الأمريكية طال القصف الإسرائيلي مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية العسكرية، وتنشأ الخطورة من أن العديد من المواقع النووية الإيرانية تقع في منطقة أصفهان بما في ذلك المجمع الكبير لبرنامج تخصيب اليورانيوم في نطنز، ويذكر بهذا الصدد أن إسرائيل وعدت واشنطن بأنها لن تقوم بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
الملفت للنظر أن المسيرات الإسرائيلية قطعت قرابة ألفي كم نحو الأراضي الإيرانية ولم يتصدى لها أحد رغم أنها مرت في الأجواء ذاتها التي تم فيها اسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية.
وقللت مصادر الأنباء الإيرانية من فعالية الهجوم الإسرائيلي حتى ساعة إعداد هذا التقرير وأشارت أن أصوات الانفجارات في أصفهان كان نتيجة تدمير ثلاث مسيرات إسرائيلية صغيرة وأن القاعدة الجوية في أصفهان سليمة تماما، وأضافت أن المنشآت النووية الإيرانية آمنة تماما نافية أن يكون الهجوم الإسرائيلي قد استهدفها، وأكد المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية داليران أنه لم يكن هناك أي هجوم جوي من خارج الحدود على أصفهان ولا حتى على أجزاء أخرى من البلاد بل كانت هناك محاولة فاشلة باستخدام مسيرات كوادكوبتر وقد تم إسقاطها. وذكر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني أن طهران قد تراجع عقيدتها النووية مع تزايد التهديدات الإسرائيلية.
وكتأكيد على خطل الأنباء التي أشارت إلى وقوع إصابات أو دمار في قاعدة أصفهان الجوية وكذلك المنشأة النووية هناك عرضت وكالة تنسيم الإيرانية مقاطع فيديو جديد لوضع القاعدة والمنشأة النووية بعد الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم على المواقع الإيرانية.
وقالت وسائل إعلام عبرية أن الغارات الإسرائيلية طالت بوقت متزامن مواقع إيرانية وكذلك مواقع للجيش السوري في محافظتي السويداء ودرعا وبالتحديد على مطارات التقلة وعزرة والثليحة، وكذلك كتيبة رادار في منطقة عزرة.
وقد حذر غوتريش الأمين العام للأمم المتحدة من أن الشرق الأوسط قد ينزلق إلى نزاع إقليمي شامل ودعا إلى أقصى درجة من ضبط النفس في هذا الظرف العصيب. لكنه أدان الهجوم الإيراني على إسرائيل وبلهجة مختلفة تماما ودون صيغ الإدانة دعا إلى احترام حرمة البعثات الدبلوماسية في تعليقه على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقد ذكر مصدر أمريكي مطلع -حسب قناة “إن بي سي” الأمريكية- أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، إلا أن تل أبيب أبلغتها بالهجوم قبل يوم أو يومين من نيتها شنه.
المثير للدهشة أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين فرضوا عقوبات إضافية على إيران لردها على تدمير إسرائيل قنصليتها في دمشق، الأمر الذي لم يحظ حتى بإدانة كلامية منهم في مجلس الأمن الدولي. وأكد الرئيس جو بايدن أن الوليات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ولن تتردد في محاسبة من يعاديها.