أمريكا تحبط المشروع الجزائري لإنصاف فلسطين
استنكار متزايد بشأن الفيتو الأمريكي ضد حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وجهت موسكو انتقادا حادا للولايات المتحدة الأمريكية على استخدامها حق النقض الفيتو ضد إصدار قرار يعطي حق العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، واعتبرته استكمالا لمواقفها غير المنصفة تجاه الفلسطينيين.
وقد أعلن نيبينزا مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة في تعليقه على القرار الأمريكي أن واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه الفلسطينيين بتصويتها هذا في مجلس الأمن ضد قبول بلادهم في عضوية الأمم المتحدة.
وأوضح المندوب الروسي أن هذا الأمر يتعلق بمسألة حساسة من حيث المحتوى حيث يتعلق بتقييم الولايات المتحدة فيما إذا كان الفلسطينيون يستحقون أن يكونوا جزءا من الأسرة الدولية، وأن يكون لهم دور في المشاركة باتخاذ القرارات بشأن الحياة الدولية، وأوضح أن الولايات المتحدة باستخدامها حق الفيتو أكدت أن فلسطين بالنسبة لها لا تستحق أن تكون لها دولتها الخاصة، وتنظر إليها باعتبارها مجرد عائق أمام تحقيق المصالح الإسرائيلية.
كما أكد نيبينزا أن آلاف الفلسطينيين كانوا يدفعون حياتهم ثمنا لكل قرار فيتو كانت تستخدمه الولايات المتحدة في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار لوقف المجزرة في قطاع غزة.
وعلق بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة على الفيتو الأمريكي معتبرا أن تبريرها يستدعي الشفقة، مذكرا أن الصوت المعارض الوحيد هو صوت الولايات المتحدة التي عللت أن الوقت غير مناسب، وأن علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب تحتاج أولا إلى التطبيع، مضيفا أما نحن “روسيا” فقد صوتنا بثقة، وبضمير مرتاح، ومن كل قلوبنا لصالح مشروع القرار.
وقد توجه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس كما كان متوقعا بالشكر للولايات المتحدة على استخدامها الفيتو ضد قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، خاصة بعد ستة أشهر من أسوأ جريمة قتل جماعي لليهود منذ المحرقة وأن قبول فلسطين سيكون بمثابة مكافأة لحماس حسب تعبيره، ناسيا أن الأشهر الستة التي يتحدث عنها قامت إسرائيل فيها بمجازر هائلة دفع الفلسطينيون ثمنها أكثر من 33 ألف قتيل بينهم 14 ألف من الأطفال، وأكثر من 76 جريح.
وقد استنكرت دول عديدة الفيتو الأمريكي: حيث انتقد عمار بن جامع المندوب الجزائري الذي قدم هذا المشروع باسم الجزائر الفيتو الأمريكي، وشكر الدول التي صوتت لصالحه مؤكدا أن الأمر لن ينتهي هاهنا، بل ستطرح هذه المسألة بشكل أقوى بدعم من الجمعية العامة وأعضاء الأمم المتحدة، وأن التأييد الكبير الذي ظهر لعضوية فلسطين يبعث برسالة واضحة بأن فلسطين يجب أن يكون مكانها الطبيعي كدولة من أعضاء الأمم المتحدة.
وأدانت السلطة الفلسطينية بأشد العبارات استخدام واشنطن لحق الفيتو، وكذلك الأردن ومصر، ولاقى استنكارا واسعا في الأوساط العربية، ولدى الشعوب المحبة للسلام والحرية.
الجدير بالذكر أن المشروع الذي قدمته الجزائر لقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة أيدته 12 دولة، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، ورفضته الولايات المتحدة وحدها.
نشير أخيرا أن فلسطين تتمتع حاليا بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وهو عمليا اعتراف ضمني بوجود فلسطين كدولة وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك عام 2012.