بلغ السيل الزبى تركيا تقطع علاقاتها التجارية بالكامل مع إسرائيل
• توتر شديد في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، ووزير الخارجية الإسرائيلية ينشر صورة مسيئة لأردوغان كحالم باستعادة سيطرة الإمبراطورية
في خبر عاجل مفاجئ أعلنت وزارة التجارة التركية في بيان رسمي أن تركيا شرعت بالمرحلة الثانية في الرد على العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المنكوبة، وقررت إيقاف جميع عمليات التصدير والاستيراد مع إسرائيل، وأن هذا الأمر ينطبق على جميع أنواع البضائع بلا استثناء.
وكانت أنقرة في المرحلة الأولى قد اتخذت إجراءات أولى لردع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن تل أبيب لم تستجب واستمرت في بطشها.
وأوضحت وزارة التجارة التركية أن وقف التعامل مع إسرائيل يشمل تصدير 54 نوعا من البضائع التركية بما في ذلك الاسمنت والحديد والفولاذ المسطح والرخام والسيراميك وغيرها، وأن هذه الإجراءات ستستمر، وستبقى سارية المفعول بشكل حاسم وصارم إلى أن تستجيب إسرائيل للمطالب التركية، وتضمن وصول الإمدادات إلى غزة، وذلك دون انقطاع المساعدات الإنسانية عن المدينة، وأوضحت أنها ستنسق الجهود مع وزارة الاقتصاد في السلطة الفلسطينية، لضمان فعالية هذا القرار وتأثيره على حياة الفلسطينيين، وأضافت أن هذا القرار سيكون حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم- الخميس- 03-05- 2024 وحتى فتح إسرائيل المجال لدخول المساعدات الإنسانية، وقد أكدت وكالة بلومبرغ الأمريكية الخبر نقلا عن مسؤولين أتراك، وأن تركيا أوقفت بالفعل جميع صادراتها إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه زادت من استيراد التمور الفلسطينية المعفاة من الجمارك من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف طن.
وردا على الموقف التركي اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه انتهك الاتفاقيات الدولية بإغلاقه الموانئ التركية أمام الواردات التركية إلى إسرائيل ، والصادرات الإسرائيلية إلى تركيا ، وأن هذه الممارسات تعبر عن تصرف ديكتاتور يعمل ضد مصالح شعبه والشركات التركية، ويضرب بعرض الحائط اتفاقات التجارة الدولية، وقد بدأت إسرائيل بالبحث عن بدائل للمنتجات التركية، بمساهمة جميع أعضاء الحكومة ، وأنه يتم حاليا الاعتماد على الإنتاج المحلي، والسعي للاستيراد من دول أخرى.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أعلن عن اتخاذ مجموعة من العقوبات ضد إسرائيل بسبب ممارساتها في غزة، وأن العقوبات المقترحة ستبقى سارية المفعول إلى أن تضمن إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتعلن إضافة إلى ذلك وقف إطلاق النار الأمر الذي يعتقد المراقبون أن إسرائيل لن تستجيب له. على صعيد آخر أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن أنقرة قررت الانضمام إلى استئناف القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، كمواصلة لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية بداية العام الحالي قرارا يطالب إسرائيل بالامتناع عن ممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وقد وصف حلفاء إسرائيل القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا بأنها واهمة ولا أساس لها من الصحة لكي تثبت هذه الدول أنها إسرائيلية وصهيونية أكثر من إسرائيل.
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلية ذهب بعيدا في حديثه عن الرئيس أردوغان بما يدخل في مجال الإهانة الشخصية، حيث اعتبر أن أردوغان يسير بتركيا نحو الظلام، كما أنه نشر صورة مسيئة للرئيس أردوغان تم التلاعب بها عبر الفوتو شوب بدا فيها الرئيس التركي مضطجعا فوق سرير وثير وهو يحلم بأنه يعتمر التاج العثماني، ووصفه بأنه رجل الإخوان المسلمين يحلم بتدمير الدولة الإسرائيلية، ويؤكد أن القدس عاصمة إسرائيل وليست القسطنطينية، متهما إياه بأنه حالم يشوه تراث أتاتورك.
ويلفت النظر أن أنقرة حسب كتشالي الناطق باسم الخارجية التركية أعلنت أن زيارة أردوغان التي كانت مقررة في التاسع من مايو الحالي إلى الولايات المتحدة قد تأجلت إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا لزيادة تردي العلاقات بين أنقرة وواشنطن على خلفية مجمل تطور الأحداث المرتبطة بغزة..