تعاضد المقاومة اللبنانية والفلسطينية يربك مخططات إسرائيل
إعادة طرح الغرب ضرورة تنفيذ القرار الأممي 1701 تهدف إلى تخفيف العبء عن إسرائيل، وخلق إشكال بين الجيش اللبناني وحزب الله.
وسعت فصائل المقاومة الفلسطينية نشاطاتها الميدانية بقوة متجددة في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي أنها قامت بقصف عدد من المستوطنات في المناطق المحيطة بغزة، والتي يطلق عليها تسمية غلاف غزة، واعترف الإعلام الإسرائيلي بأن القصف تسبب باندلاع حريق في مستوطنة سيدروت على الرغم من رغم اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لعدد من الصواريخ، ناهيك عن تفعيل نشاط كتائب القسام ليس في القصف الصاروخي وحسب، بل وفي نصب الكمائن للقوات الإسرائيلية.
ومن الواضح أن القوات الإسرائيلية تحاول تخفيف حجم خسائرها إعلاميا ولكنها تضطر أحيانا للاعتراف ببعض الخسائر التي تنكشف حيثياتها خاصة إن كان العسكري ضابط برتبة كبيرة، حيث اعترفت بمقتل ضابط برتبة لواء في 42 من عمره هو سالم الخريشات.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 606 عسكري من الجنود والضباط منذ السابع من أكتوبر الفائت، لكن معظم المعطيات تشير إلى أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير إذا أخذنا بعين الاعتبار خسائر قصف حزب الله والفصائل الفلسطينية من لبنان على شمال الأرض المحتلة، والتي بدأت عمليا منذ اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى مباشرة لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، وعدم السماح لإسرائيل بالانفراد بغزة والمقاومة الفلسطينية هناك.
ويبدو أن إسرائيل ضاقت ذرعا بهذا التعاضد بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية ما يربك مخططات إسرائيل في توسيع المواجهة مع حزب الله، فيما تنصبُّ الصواريخ والمسيرات على إسرائيل من الشمال والجنوب، مما دفعها حسب بعض المعطيات للتحضير جديا لمحاولة كسر شوكة المقاومة وخاصة في لبنان، بعد أن أظهر الميدان أن قصف إسرائيل للقرى والبلدات في جنوب لبنان يزيد من عزيمة المقاومة، خاصة أن القصف على إسرائيل لا يأتي من حزب الله وحده، بل من فصائل أخرى أيضا، وتوضح أن حجم الخسائر المادية والبشرية لدى الطرفين كبيرة جدا حيث تعمد إسرائيل إلى قصف القرى والبلدات في جنوب لبنان ممع يوقع العديد من الضحايا وخاصة في صفوف المدنيين.
وحسب الخبير العسكري اللبناني العميد ناجي ملاعب فإن إسرائيل تستعد جديا لعملية في جنوب لبنان، وأنها زودت منظمة القبة الحديدية بحوال عشرة آلاف صاروخ كحماية مسبقة قبل أي اشتباك واسع النطاق مع حزب الله ، كما يبدو أن هناك حسب بعض المعطيات المسربة عرضا جديدا سيقدم إلى لبنان وفق اتفاق بين وزيري الخارجيتين الفرنسي والأمريكي، وذلك لدعم الجيش اللبناني وتجهيزه بشكل جيد لا لقتال إسرائيل طبعا، بل لكي يحل محل قوات حزب الله في الجنوب اللبناني، ويلتزم بوقف إطلاق النار، وقد يعرض الموفد الأمريكي أموس هوكشتاين على الحكومة اللبنانية هذا الأمر الأسبوع القادم إبان زيارته المرتقبة إلى بيروت.
يجيء ذلك متزامنا مع تصريحات لوزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الذي أكد أن لبنان متمسك بتنفيذ القرار 1701 الذي اتُّخذ عام 2006 بهدف حل النزاع اللبناني الإسرائيلي، هذا الاتفاق الذي يفترض وقف الحرب، ناهيك عن الاستعداد لتثبيت الحدود البرية مع إسرائيل، وحل الخلاف حول النقاط المتنازع عليها، وأكد بو حبيب لعدد من الشخصيات الأوربية بمن فيهم هارفي سميث رئيس هيئة الأركان البريطانية أن الحلول الدبلوماسية التي تنطلق من الشرعية الدولية والقرارات الأممية هي الضامن الحقيقي للسلم والاستقرار.
والملفت للنظر أن بو حبيب رحب بقرار الاتحاد الأوروبي دعم الجيش اللبناني لضمان انتشاره في الجنوب وفقا للقرار 1701 ما يعني أن طرح مسألة تنفيذ هذا القرار قد يكون القصد منه إثارة خلاف بين الجيش اللبناني وحزب الله وضمان أمن إسرائيل ، فالقرار يلحظ أن تنتشر قوات الجيش اللبناني وتتعاون مع قوات الطوارئ الدولية للحيلولة عمليا دون تنفيذ حزب الله أية نشاطات معادية لإسرائيل، بل ويدعو عمليا لسحب سلاح حزب الله وأية تنظيمات مسلحة على الأرض، وأن تكون المنطقة بين الليطاني والخط الأزرق خالية تماما من المسلحين عدا الجيش اللبناني وقوات اليونوفيل، وهو في الحالة الراهنة يعني إطلاق يد إسرائيل في غزة، وكسر هذا التعاضد بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية هذا التعاضد الذي يربك إسرائيل ويكلفها الكثير ميدانيا، خاصة وأن نشاطات حزب الله الميدانية باتت أكثر بعدد العمليات وفعاليتها من نشاط المقاومة الفلسطينية ذاتها في ظروف غزة العصيبة، حيث قام حزب الله خلال الأيام الأخيرة بعشرات العمليات والقصف بالصواريخ والمسيرات على المواقع الإسرائيلية موقعا خسائر جدية في صفوفه، بما في ذلك مقتل وجرح العديد من الجنود والضباط برتب عالية.
موسكو – ماتريوشكا نيوز