أضحى مبارك في انتظار العيد الحقيقي!
نشر الشاعر أيمن أبو الشعر على صفحته في الفيس هذه الرسالة بمناسبة عيد الأضحى نرى أنه محق في صيغة توجيه التهنئة كأمنية لا كواقع ، وحتى تحديده للبلدان التي أضحت قرابين أكثر من غيرها كسوريا واليمن والسودان والعراق الجريح آملين أن يأتي إليه العيد أخيرا…
أتمنى أن تكونوا كل عام بخير
أعتقد أن هذه هي الصيغة التي أقترحها يمكن أن تكون أكثر مواكبة للواقع، وتعبيرا صادقا لما يعيشه 90 بالمئة من الشعب السوري، وبنسب مقاربة الشعوب في الدول العربية الأخرى وبلدان العالم الثالث… ما الذي يجري؟ الشعوب نفسها أضحت قرابين وليس في محراب القداسة للأسف بل في ماخور الدناسة… على أية حال ربما تُعبر هذه الأبيات من قصيدتي “الأضحى” عما يؤجج مواجعي كل مسا، ويلهب بسوط الأحزان مضاجعي حزنا وأسى:
“الأضحى”
كانت تهانينا مرايا فرحِنا كتراقُصِ الأحلامِ في الأمهادِ
واليومَ أمسينا كأشلاءِ الرؤى وسط الشظايا مضغةَ الأحقادِ
ما هَمَّني -إنْ كانَ عَيشي ميتةً-أنْ عاشَ فردوسّ الهَنا أجدادي
ما هَمَّني -إنْ كانَ ذلاً حاضِري-أنْ طالَ أسلافي ذُرى الأمجادِ
ويقولُ أسيادُ الطواغيتِ انطفئْ واصمتْ لكي تنجو من الأصفادِ
إنّي أنا الصوتُ الذي لا ينطفي مهما طغى جيشٌ من الأوغادِ
غطّى الفسادُ حياتَنا حتى غدا دربُ الصلاحِ شريعةَ الإفسادِ
كم من يهوذا في شوارعِ بلدَتي كم من صليبٍ شيدَ وسْطَ فؤادي
اليومَ ترثينا الخرافُ فذبحُنا قد باتَ شرعاً حاسماً كجهادِ
هل جاءَ “أضحى” أم تُرى أضحى له شعبي كأضحيةٍ من الأجسادِ
لم يبقَ نابٌ لم يلِجْ في لحمِنا لم تبقَ نارٌ ما سَعتْ لرمادي
إنّي اخضرارُ الأرضِ بعدَ مواتِها لا يقتلُ الفينيقَ سربُ جرادِ
أنا كيفَ أصمتُ حين عيدُك مأتمٌ والأهلُ أهلي والبلادُ بلادي