الصداقة القوية بين شي جين بينغ وبوتن تعكس عمق العلاقة الإيجابية بين موسكو وبكين
ماتريوشكا نيوز - موسكو
• زيارة الرئيس الروسي إلى بكين 16- 17 مايو الحالي تسعى لتطوير الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي وبحث القضايا الدولية والإقليمية
لقاء الزعيمين الروسي والصيني في بكين هو لقاء أهم قطبين متوافقين في مختلف المواقف، وحول معظم القضايا الراهنة في العالم وخاصة سعيهما المشترك لتكريس عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
وقد أعلن الرئيس الروسي عشية الزيارة أن روسيا وشركاءها – والصين شريكها الرئيسي- لا يقبلون بالوضع القائم حاليا في العالم، حيث يسعى الغرب إلى حرمان الدول من اختيار من تتعاون معه، وركز الرئيس الروسي في حوار مع وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” على أن الكوكب الأرضي هو مهد الإنسانية، وجميع سكانه متساوون في حين لا تعتقد دول ما يسمى بالمليار الذهبي ذلك ، حيث ترفض النخب الغربية احترام التنوع الثقافي والحضاري، وهي بالتالي تملي على الدول الأخرى أسلوب حياتها وحتى صداقاتها ومع من تتعاون ومع من لا يجوز لها أن تتعاون، وتسعى لتحقيق رفاهيتها على حساب الآخرين.
وركز الرئيس الروسي على مدى نجاح التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وانتصاره على التحديات الخارجية منوها بأن حجم التبادل التجاري خلال الخمس سنوات الأخيرة ارتفع من 111 مليار دولار إلى 227 ، ناهيك عن اعتماد العملتين الوطنيتين في 90% من التعاملات التجارية بين البلدين.
ومن البديهي أن تحتل الأزمة الأوكرانية حيزا كبيرا من حوارات الزعيمين، حيث أوضح الرئيس الروسي أن بلاده منفتحة على الحوار في الشأن الأوكراني، موضحا أن المفاوضات يجب أن تأخذ مصالح جميع الدول المنغمسة في هذا الصراع بعين الاعتبار، وتضمن أمن الطرفين، معتبرا أن الخطوات التي اقترحتها بكين لحل الأزمة الأوكرانية يمكن أن تشكل أساسا للعملية السياسية والدبلوماسية، وهذه المقترحات تؤكد السعي الصادق للأصدقاء الصينيين لتكريس الاستقرار في المنطقة، خاصة أن موسكو ترفض المفاوضات والمؤتمرات لحل الأزمة الأوكرانية دون مساهمة روسيا، وتعتبر مثل هذه النشاطات عبثية.
وتأتي زيارة الرئيس الروسي إلى بكين بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فرنسا وصربيا، حيث تم بحث الأزمة الأوكرانية وسبل حلها، ومن الواضح أن ينقل الرئيس الصيني إلى الرئيس بوتن جل ما تناولته هذه النقاشات في فرنسا وصربيا، ومدى قدرة الصين على لعب دور الوسيط لحل هذه المعضلة، خاصة أنه أعلن أمام كل من الرئيس ماكرون والمفوضية الأوربية دير لاين أن على الصين والاتحاد الأوروبي الوقوف في وجه التصعيد في أوكرانيا، الأمر الذي يعمل الاتحاد الأوروبي للأسف في الاتجاه المعاكس.
وسيناقش الزعيمان كذلك مجمل الأوضاع في آسيا والشرق الأوسط الذي وسعت الصين علاقاتها التعاونية معه، وخاصة من خلال مبادرة الحزام والطريق التي فتحت مجالا واسعا لتطوير العلاقات مع العديد من دوله وخاصة العراق حيث انخرطت الشركات الصينية في تطوير عشرة حقول نفط وغاز فيه، ناهيك عن تعاونها مع دول الخليج على وجه العموم مما يفتح مجالا لتعاون مثمر مع روسيا في تلك المناطق.
ومن البديهي أن يتناول الزعيمان مسائل تطوير منظمة شانغاهي وبريكس والتنسيق حول العمل المشترك في مجموعة آسيان والعشرين والتعاون المشترك في الأمم المتحدة.
الجدير بالذكر أن الرئيسين الصيني والروسي سيوقعان إثر المباحثات في هذه الزيارة بيانا مشتركا، وعددا من الاتفاقيات الثنائية وسيشاركان كذلك في الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلد، ويدشنان انطلاق عامي الثقافة الروسية والصينية، ويحضران كذلك افتتاح المعرض الروسي الصيني المشترك ومنتدى التعاون المباشر الرابع بين الأقاليم الروسية والصينية.