• الممكن هو تحسين صحة الإنسان في السنوات الأخيرة من العمر ليتخلص من الأمراض التي تعجل من وفاته
• العناصر المساعدة الرياضة، والأسماك والمحار، وبذور الكتان واليقطين، والسبانخ والبروكلي والجزر، والمكسرات والأوراق الخضراء.
حلم البشرية الأزلي منذ أن أصبح الإنسان واعيا أن يقضي على الشيخوخة والموت، ولعل أشهر الأساطير في ذلك أسطورة “جلجامش”، وهي أسطع مثال على ذلك الحلم… يسافر جلجامش -حسب الأسطورة – عبر الأهوال لإحضار عشبة الخلود لكي يُحيي صديقه أنكيدو، ويعثر عليها، وفي طريق عودته يترك العشبة قليلا على ضفة النهر، وينزل لدقائق كي يستحم، وفي هذه الفترة بالذات تظهر حية وتأكل العشبة، ولهذا تجدد شبابها بين حين وأخر وتخلع جلدها القديم!!!
والعلوم الطبية عبر تاريخ الحضارة الإنسانية أيضا ظلَّ هاجسها البحث عما يسمى أكسير الحياة، كما أنَّ بعض المعطيات وخاصة ذات الطابع الديني تشير إلى وجود أقوام وأناس عاشوا أضعاف ما يعيش البشر في زماننا حيث تشير معطيات سفر التكوين في العهد القديم إلى أن “نوح” قد عاش 950 سنة… في حين لا يتجاوز أكبر المعمرين في زماننا 123 عاما.
لكن حلم البشرية لم يخمد خاصة مع تقدم العلوم في مجال الطب والجينات، فقد اتسعت بشكل كبير تجارب محاربة الشيخوخة حتى غدت اتجاها حقيقيا في العلوم الطبية، وعلى الرغم من أن تحقيق هذا الهدف يبدو مستحيلا حتى في تخيله، ويمكن منذ الآن حتى بعيدا عن أفلام الخيال العلمي أن نتصور أي انفجار سكاني سيحدث إن تم تحقيق هذا الهدف بعيد المنال.
ولكن إمكانية القضاء على بعض مظاهر الشيخوخة أمر ممكن ولو نسبيا، من خلال تضافر عدة عوامل من بينها تغيير أسلوب الحياة والأغذية مع تناول بعض الأدوية والمقويات، بل يتم الحديث الآن حتى عن وجود بعض العقاقير التي سُمح بتداولها، وباتت تُباع في الأسواق واقعيا في الآونة الأخيرة، ونحن لا نذكر اسمها حتى لا يكون عملا دعائيا لها ولشركاتها، ولكن اعتمادا على بعض نتائجها ومدى فعاليتها نشير إلى أن التجارب التي أجريت على الفئران باستخدام بعض هذه الأنواع أثبتت نجاعة كبيرة، حتى أن العلماء استطاعوا إعادة البصر إلى الفئران التي فقدته بسبب الشيخوخة، وقد بدأت التجارب السريرية على البشر في الآونة الأخيرة.
والعلماء الحقيقيون لا يبيعون الوهم للناس بل يؤكدون أن محاربة الشيخوخة بالنسبة لهم هو السعي لتحقيق صحة جيدة في عمر متقدم، وليس إضافة عشرات السنين إلى عمر الإنسان، ذاك أنَّ الكثير من الناس، بل معظمهم يموتون نتيجة تراكم عدة أمراض يصابون بها تحديدا بسبب تقدم العمر، في حين يظهر مخادعون يشبهون السحرة في القبائل البدائية يبيعون الناس مصل الخلود قائلين إنه زيت الأفاعي التي تجدد شبابها دائما.
وقد كشفت العالمة الروسية أولغا تكاشوفايا المختصة في طب الشيخوخة بأن النشاط البدني يعتبر من أهم العوامل التي تساعد على إطالة العمر، وأن يعيش الإنسان حتى سنواته الأخيرة بصحة جيدة، وأن النشاط البدني يقوي بروتين “الميوستاتين” الذي يمنع موت العضلات ، عدا عن أن الرياضة تبطئ جديا ضمور الأنسجة العضلية، وأن أسلوب التغذية ونوعيتها إلى جانب الصيام المتقطع هي الوسيلة الثانية، أما الوسيلة الثالثة فهي التأثير غير المباشر عبر النشاط المعرفي، فالإنسان الذي يعرف كثيرا يتحاشى أمورا عديدة ويمارس أمورا هادفة، ونشاطه الدماغي يساعد في إطالة عمره، لأن العلماء لا يسمحون لأدمغتهم أن تشيخ، ولم يكن صدفة أن معظم العلماء من المعمرين.
وتنتشر في الآونة الأخيرة أبحاث عديدة حول هذه الأطعمة، وتجرى تجارب عملية، ويقول العلماء المتخصصون في هذا المجال أن من أهم هذه الأطعمة هي تلك التي تحتوي على حمض “الإيكوسابنتاينوك” وحمض “اليبويك” كالأسماك والمحار، وبذور الكتان واليقطين، كما تساهم بذلك الأغذية الغنية “بالكاروتينات” كالسبانخ واللفت والطماطم والبطيخ والكريبفروت والبروكلي والجزر، المكسرات والأوراق الخضراء.