ما ورد في حديث الرفيق خضير المرشدي في برنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية ومن ثم الحلقات التي تبعتها كان نتيجة طبيعية بعد اصدار تقرير صحفي موسع وطويل بإشراف القيادة القومية والقطرية وتم نشره على نطاق واسع وفيه اتهامات كثيرة للرفيق خضير ولا مبرر لها على الاطلاق كانت السبب الرئيس الذي دعته للرد في هذه الحلقات وتوضيح الحقائق وأن الاتهامات للدكتور خضير والتي أشاروا إليها بسبب اتصاله المباشر بالأمين العام أمين سر القطر غير صحيحة، لأن الرفيق خضير مكلف من قبل أمين سر القطر أمين عام الحزب بمهمة ممثل الحزب ومقاومته الوطنية، ولذلك فإن التواصل قد يكون يوميا حسب ما تقتضيه الظروف ولا علاقة للقيادة القومية بذلك لأن المقاومة تخص العراق. وقد تفاجأ الآخرون بما طرحه الدكتور خضير واعتبروه كذباً وتلفيقاً واعتقدوا بأن ذلك يؤثر عليهم ويأخذ من جرفهم وهي نظرة قاصرة من الممكن أن يحصل ذلك في ظل الظروف السلبية التي نعيشها.
وبرأيي المتواضع في مرحلة النضال السلبي كان يجب توزيع المهام على أكثر من رفيق لأن الرفيق المكلف قد يتعرض للاغتيال أو السجن، مما يهدد أسرار الحزب وعمله ولكن رأي الرفيق الأمين العام وأمين سر القطر كان مختلفاً، فمن الممكن أنه كان يرى بإمكانيات الرفيق خضير ما هو الأفضل على أداء المهام التي يكلف بها، لكون الرفيق خضير عضو في القيادة القطرية والرفيق الأمين العام هو أمين سر القيادة القطرية في العراق ولكون العراق هو البلد المحتل، وإن تسمية الرفيق خضير ممثل للحزب والمقاومة هو ما يخص قيادة قطر العراق فالدكتور قدم مشكورا وبشجاعة ما طلب منه ولم يكن تصرفاً فردياً ولو افترضنا جزافا رفض الرفيق خضير أيّة مهمة يكلف بها من قبل القيادة أو من قبل أمين سر القطر لكان قد اعتبر ذلك تخاذلاً وجبناً، وقد تحمل الرفيق خضير أكثر من اللازم ودفع ثمناً باهظاً. والمشكلة الحقيقية فيما حصل هي مشكلة تنظيمية كون عدم معرفة الآخرين بتفاصيل عمل كل رفيق، لذلك كان السبب في التشكيك الغير مبرر فالرفيق خضير وُضع كمُتّهم يدافع عن نفسه في الوقت الذي اعترف بعد معرفته بوجود وفد حزبي ذهب للقاء وزير الخارجية البريطاني ولكنه لم يشكك بذلك مثلما شكك الآخرون بعمله الذي يصب في مصلحة الحزب، وأن الظروف بعد الاحتلال ليست بالظروف السهلة، وعدم تواجد أعضاء القيادة في مكان واحد فمنهم داخل القطر ومنهم في كردستان وآخرين موزعين على العديد من الدول العربية والأجنبية وأمام وحدة الحزب يجب التضحية والتسامح وإن أي موقع قيادي في الحزب هو هدف للأعداء والتشبُّث به دون أن يحرك ساكنا خلل في طبيعة الرفيق، وإن المهمة القيادية لأي رفيق يكلف بها هي ليست وسام شرف للتباهي والتفاخر دون عمل يُذكر، بل تَفرضُ على حاملها مزيداً من العطاء والتضحية والإيثار للحفاظ على شرف المهمّة المكلّف بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما حصل معي شخصيا في نهاية عام 2003 حينما كلفت من قبل الرفاق في القيادة القومية قاسم سلام وعبد المجيد الرافعي وبدر الدين مدثر بمهام عضو في قيادة قطر العراق وذلك لصعوبة تحرك الرفاق أعضاء القيادة في الداخل، فمنهم المُطارد ومنهم من يقبع داخل السجون، وحملوني برسالتين إلى الرفاق في قيادة قطر العراق وقد اتصل الرفيق قاسم سلام بأمين سر قيادة قطر الأردن وأبلغه بذلك وأبلغه بحضوري إلى عمان والاستماع لي وتقديم الدعم، وفعلا سافرت غلى عمان واجتمعت بالرفيق تيسير الحمصي أمين عام الحزب في الأردن وإثنين من أعضاء القيادة الأردنية في مقرهم الجديد، وقد لاحظت في المقر تعليق صورة القائد المؤسس وصورة الشهيد صدام كانت على الأرض ولم يتم تعليقها، وقد استفسرت عن السبب فكان الجواب “لا نريد مشاكل مع النظام الأردني” !! فأيقنت حينها بأن الأمور تجري على غير طموحنا، وطبعا خلال الاجتماع طالبتهم بالدعم المادي والمعنوي للحزب والمقاومة ليس من الحزب في الأردن وإنما من التجار والشركات الأردنية التي كانت تعمل ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء، ووعدوني خيراً ولكن وللأسف الشديد لم يفوا بوعودهم وخاصة عند معركة الفلوجة، ولم يقدموا دينارا واحدا لدعم الحزب أو المقاومة رغم الدعم السخي الذي كان يقدمه الحزب والحكومة العراقية لهم قبل الاحتلال، وقد بدأت بإعادة الاتصال بالرفاق وأثناء عملي أيقنت بأن عملي سيتسبب بانشقاق داخل الحزب وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة وحين وصلت إلى هذه القناعة وخاصة بعد عدم إمكانية الوصول إلى أي من الرفاق أعضاء قيادة قطر العراق لإبلاغهم فحوى الرسالتين رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها لصعوبة الأوضاع حينها اتصلت بالرفيق قاسم وأخبرته بما حصل واعتذرت منه ومن بقية الرفاق في القيادة القومية عن هذا التكليف ووجهني بالعمل باتجاه آخر، خاصة أن مضمون إحدى الرسالتين نصت على أن فلان وفلان يسعون لشق وحدة الحزب في العراق ولأن ايماني بالمبادي وبمستقبل وحدة الحزب التي هي أسمى من أي درجة حزبية أعمل من خلالها لذا على جميع الرفاق أن يدركوا ويعوا أن أي عمل يصب في مصلحة الحزب ومن قبل أي رفيق من درجة مؤيد إلى عضو في القيادة هو عمل نفتخر به في مرحلة النضال السلبي بعيدا عن التشكيك، وأن ما ذكره الرفيق خضير عبر الذاكرة السياسية كان عملا نفتخر به كبعثيين وكان الرد المقابل يساهم في شق وحدة الحزب للأسف الشديد وكان من المفترض على الطرف الآخر توضيح جزء من نشاطه بعد عام 2003 ليطّلع عليه الرفاق وليدوّن بفخر في تاريخ الحزب النضالي وليعي جميع البعثيين أننا في مركب واحد وأن التفكير بعودة الحزب للحكم في الوقت الحاضر هو مجرد أحلام وردية يصعب تحقيقها.
نتيجة انقسامنا ونتمنى بوحدتنا تحقيق أمنياتنا وأهدافنا وليدرك جميع الرفاق نحن نناضل من أجل إرثنا النضالي وعراقنا المحتل وشعبنا الذي يعاني ما يعانيه في ظل حكومة الاحتلال. نناضل من أجل الحاضر والمستقبل، نناضل من أجل الاجيال القادمة ولتبقى شعلة البعث متوهجة تنير الطريق لرفاق اليوم والغد. نحن نزرع لكي يحصد رفاق الغد ولنثبت بأن المبادئ التي تربينا عليها حاضره في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا ولنعي حقيقة لا غبار عليها بأن العملاء الذين نصبتهم قوات الاحتلال لحكم العراق ورغم مرور 21 عاما على الاحتلال وعلى قوانينهم سيئة الصيت واجتثاث البعث والمساءلة والعدالة ورغم كونها قوانين انتقالية لفترة قصيرة فلازال هؤلاء الحكام يرهبهم اسم البعث ويخافون من عودته لحكم العراق، ولمجمل هذه الأسباب أتوجه بدعوة مخلصة إلى الرفاق في القيادة القومية أن يعوا أهمية دور الحزب في العراق فعندما، انكسر الحزب في العراق تشظى الحزب في أغلب الأقطار العربية وعندما انتهى النظام الوطني في العراق تبعثرت الأمة بأكملها، فالحزب في العراق هو العمود الفقري وهو القلب الذي يضخ دماءه إلى كافة الرفاق في الأقطار العربية والواجب عليهم العمل على لم شمل البعثيين ووحدة الحزب في العراق ومن يفضل ويرتضي لنفسه البقاء مجرد رقما في صفوف القيادة ولا يحرك ساكنا ووجوده يهدد وحدة الحزب فيجب العمل على فضحه وطرده من الحزب لأنه إنسان غير مبدئي يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة الحزب فيكفينا التراشق غير المبرر ونشر غسيلنا ليستهزئ بنا الآخرون، والسؤال الذي يجب أن يدركه الجميع هل سيساهم التراشق في وحدة الحزب أم إضعافه؟ وهل من الممكن أن نكسب عناصر جديدة إلى الحزب بعد هذا؟ وهل من الممكن أن نعيد الرفاق الذين تركوا الحزب أمام كل ذلك؟ ومع من تلتقي قوى وطنية عراقية أو عربية أو أجنبية بالحزب وكل يدعي تمثيله للحزب؟ فالقوي هو من يفرض موقفه ويلتجئ إليه الآخرون.
إذن فالحل هو في وحدة الحزب ليستعيد قوته الحقيقية وذلك يقتضي التنازل والتسامح من كافة الرفاق والدعوة إلى مؤتمر قطري تحضره جميع الأطراف المؤمنة بوحدة الحزب وليفوز من يفوز فجميعهم مناضلون واذا استعاد الحزب في العراق وحدته وقوته فسينعكس ذلك على جميع الاقطار العربية الذي يتواجد فيها الحزب لتسير على نفس المنهج ومن ثم انتخاب قيادة قومية شرعية للحزب لترفد المناضلين بتوجيهاتها وتحافظ على قيم ومبادئ الحزب النضالية أن المسيرة طويلة ولكنها تبدأ بخطوة في الاتجاه الصحيح ولتعي القيادة القومية بأنها الأب الروحي لجميع البعثين وهي المسؤولة أولا وآخرا عن ما حصل ويحصل في الحزب وإن سلبيات ما حصل تتحملها بالدرجة الأولى وقبل الآخرين.
واتمنى أن أكون مخطئا وبعيدا عن نظرية المؤامرة لأن مجمل ما طرح من الجميع اتضح لي ما يلي:
1 – إن أفراد في عضوية القيادة القومية دخلوا في تكتل لوبي لإضعاف الحزب في العراق كي يبقوا محافظين على عضويتهم في القيادة القومية والسيطرة التامة عليها بسبب غياب الرفيق الأمين العام عن حضور الاجتماعات للظروف المعروفة وبدئوا بعدم الاستجابة والتسويف لتعليماته واتضح ذلك من خلال رسائله رحمه الله وهذه جريمة بحق الحزب وبعيده كل البعد عن اخلاقياته.
2 – إن ما يميز حزبنا هو نظرته المستقبلية للأحداث ولكل رفيق وجهة نظره بتقييمه للرفاق واذا اتفقت وجهة نظر رفيق مع رفيق آخر فهل سيعتبر ذلك تكتلا؟ ففي اجتماع 25\3\2022 ارتأى الرفاق ومن معرفتهم لطبيعة كل رفيق ونشاطه أيقنوا بأن عمر الرفيق أبو جعفر ومرضه قلل من نشاطه وهذا يؤثر على مسيرة الحزب وعلى ضوء ذلك يحق لهم انتخاب من يرونه الاصلح لقيادة المرحلة القادمة وهذا حق طبيعي لكل رفيق وهذا لا يعتبر تكتلا فلو فاز الرفيق ابو جعفر على الرفيق ابو العباس فهل كان ذلك سيعتبر تكتلا؟ أم ان ازدواجية النظرة والمعاير هي المقياس في تحديد مفهوم التكتل أم أن أفراد هذا اللوبي يعلمون جيدا بأن مرض وعمر الرفيق أبو جعفر لا يؤهله لقيادة الحزب في هذه المرحلة فبيتوا وخططوا لانتخابات شكلية يفوز بها الرفيق أبو جعفر وهم من يديروا قيادة الحزب في العراق بعد أن سيطروا على القيادة القومية قبل ذلك وليحققوا مآربهم في شق وحدة الحزب وإضعافه ولكن الرياح جرت على ما تشتهي السفن ففاز الرفيق أبو العباس بجداره في انتخابات ديمقراطية ومن شدة الصدمة التي تلقوها اتخذوا قرار جائرا بفصل عدد من أعضاء قيادة قطر العراق وبالجملة دون تحقيق بعيد عن اخلاقية الحزب ونظامه الداخلي .
3- تم استغلال ما طرح من قبل الرفيق خضير في الذاكرة السياسية ليصبوا غضبهم عليه لأنه أكد بأن الحزب في العراق كان وسيبقى فاعلا من خلال ما طرحه وهو ما يتناقض واهدافهم في إضعاف الحزب.
ودعوة رفاقية مخلصة لجميع الرفاق العراقيين كونهم المستهدفون وان التاريخ لا يرحم حافظوا على وحدة حزبكم لأنه تاريخكم وتاريخ رفاقكم الشهداء الذين خطوا بدمائهم الطاهرة مسيرة الحزب النضالية إضافة إلى أن شعبكم يعيش الأمرّين تحت حكم الاحتلال و”المرتزقة” من أذناب الصفويين وعملاء الخارج وأن الواجب النضالي يوجب عليكم وحدة المسيرة لأنها وحدة مصيركم ووجودكم وأن تشتتكم يخيب امال شعبكم فاتحدوا وقفوا كالبنيان المرصوص امام جميع المؤامرات التي تستهدفكم بكل أشكالها وألوانها وأهدافها وأدواتها وهنا أدعو وبالذات الرفيقة المناضلة هدى صالح مهدي عماش ابنة أبيها المناضل الكبير والتي رافقت مسيرة الرفيق القائد صدام حسين شهيد الأضحى كعضوه في قيادة قطر العراق قبل الاحتلال ان تعمل جاهده من اجل وحدة الحزب وان تشخص المتشبثين بعضوية القيادة على حساب وحدة الحزب وفضحهم لأن المؤامرة عربية وإقليمية ودولية على الحزب وكل يعمل باتجاه شق صفوفه لإضعافه وتفتيته كما أدعو الرفيق المناضل صلاح المختار الى اتخاذ الخطوة الاولى بالاتجاه الصحيح والعمل على وحدة الحزب وشكري وتقديري للرفيق خضير المرشدي الذي استجاب لدعوتي ودعوة رفاق اخرين بالتوقف عن كشف المستور لأن الحقيقة اصبحت واضحة للقاصي والداني للرفاق في العراق والوطن العربي وعدم إتاحة الفرصة للآخرين للعبث بمصير الحزب ولنعمل معا على وحدة الحزب والحفاظ على المسيرة ومستقبل الحزب ومن الله التوفيق.