• فنان مميز بكل معنى الكلمة، متعدد المواهب، مؤمن بضرورة النضال في سبيل الغد الأفضل.
عرفت الفنان الرائع ياسر جرادي بشكل شخصي مباشر أثناء زيارتي إلى تونس، وقد ساهم بإغناء أمسيتي في مدينة تونس بمشاركته بعدة أغان بفنية عالية، ثم بلقاءات حوارية جميلة ترك خلالها بصمات لا تمحى، وهو اسم شهير له تسجيلات عديدة وأغنيات شائعة في تونس وخارجها، وهو إلى جانب ذلك بالغ النشاط والحيوية والفعالية حيث يتنقل بين المدن والأرياف ليقيم عروضه وحفلاته الموسيقية الغنائية، وفرقته الموسيقية هي الجيتار وآلته الموسيقية الصغيرة الهارمونيكا التي ابتكر لها حمالة خاصة بحيث تنتصب أمام فمه مباشرة فينفخ فيها وهو يعزف على غيتاره ثم يغني.
رحل الفنان ياسر جرادي وهو يقوم بمهامه النضالية عبر فنه الراقي الثوري، فقد كان في جولة فنية لعدد من المدن والأرياف، وقد اعتذر عن حفلته الأخيرة يوم السبت في العاشر من الشهر الحالي، وكتب على صفحته في الفيس بوك أنه يؤجل الحفل لبضعة أيام نتيجة إصابته بوعكة صحية، لكنه للأسف لم يصح منها!
أذكر جيدا كيف عرض علي بفرح أن يلحن قصيدتي التشاركية التي كتبتها في صياغة أغنية بعنوان “الشعب”، وقد كتبتها متأثرا بمظاهرة ضخمة لنصرة فلسطين مرت بالقرب من الفندق الذي كنت أقطن فيه في تونس، وحين ناقشنا الأمر قال لي أن الشعار الذي يردده الجمهور في نهاية الأغنية “وطن حر وشعب سعيد” مشهور ومتداول في تونس من قبل القوى اليسارية والوطنية، وذكرت له أنني أكاد أنجز تلحينها فطلب مني أن أرسلها له بعد توزيعها موسيقيا ليأخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء تلحينه لهذه القصيدة التشاركية، وقال لا بأس يمكن أن يكون لها أكثر من ملحن كما فعل ذلك مارسيل خليفة وأحمد قعبور في قصيدة “أحن إلى خبز أمي” لمحمود درويش.
ياسر جرادي أيها الفنان الرائع الثوري الملتزم، لقد رحلت جسدا وأنت باق معنا بروحك وأغانيك المميزة ونسمع صدى إيقاعاتك ترافق خطواتنا على درب مستقبل أفضل، وأغنية الشعب يوزعها حاليا الفنان الملحن معن دوارة وقد طلبت منه أن يؤديها بنفسه في أمسيتي القادمة وسأقدمها هدية لذكرى الفنان ياسر جرادي الذي كان ينوي أن يلحنها بنفسه.