تقارير - ماتريوشكا

العلاقات الروسية الإيرانية راسخة وفوق الشبهات

ماتريوشكا نيوز

أوضح المستشار السياسي الروسي رامي الشاعر في حديث حصري لـِ “ماتريوشكا نيوز” أنه بعكس كل ما ذُكِر ويُنشر، العلاقات الروسية الإيرانية تتطور، وسيتم توقيع اتفاقيات على مستوى استراتيجي للتعاون. جاء ذلك تعقيباً على عدة تقارير نُشرت مؤخراً تضمنت تكهنات معروفة المصدر والأهداف حول توتر العلاقات الروسية الإيرانية، وأن التعاون العسكري فيما بينهما بدأ يتأثر بهذه التوترات المتصاعدة، مشيرةً إلى أن “التوتر بلغ قمة جديدة بعد أن أصرّ الرئيس الايراني بزشكيان على وقف شحنات الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى روسيا التي تحتاجها بشدة في حربها مع أوكرانيا، وطلب إبلاغ موسكو أن طهران لن تسلم أي أسلحة بعد الآن قبل تنفيذ روسيا تعهداتها بتسليم إيران مقاتلات «سو 35» الروسية المتطورة”. وهذا نص ما أوردته صحيفة “الجريدة” الكويتية في تقرير نشرته يوم الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري.

فعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات الطبيعية في وجهات النظر بين روسيا وإيران تجاه نقاط تفصيلية في بعض الملفات، وهو أمر طبيعي ومطلوب بين الحلفاء ضمن العلاقات الندية والاحترام المتبادل، وهو الأمر الغريب والمستهجن لدى واشنطن ومن يدور في فلكها والتي تنهج أسلوب التعامل مع أتباع وليس حلفاء؛ إلا أن مستوى العلاقات تكتسب درجة من القوة مما يثير التساؤل حول خلفية هذه المتانة والصلابة في العلاقات. فالمصالح المتشعبة تجعل مسار العلاقات بينهما يتجه نحو التعاون في الكثير من الملفات الحساسة والهامة في العلاقات الدولية، وأهمها مواجهة العدو المشترك “العم سام” متمثلاً بصبي الحي “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط، وكلا الدولتين تسعيان لإيجاد نوع من التعاون بشكل ينعكس إيجابياً على الاستقرار السياسي في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

لذا نرى بأن المصالح الإيرانية التقت في ظل المتغيرات الدولية الجديدة وتحول العالم للتعددية القطبية مع المصالح الروسية في التعاون والتنسيق، كما تسعى روسيا بدورها لإيجاد محور مناهض للسياسة الأمريكية التي استغلت حلف الناتو للتوجه إلى المنطقة مجدداً. فقد أدت روسيا دوراً كبيراً في الشرق الأوسط متمثلة بالاتحاد السوفييتي قبل تفككه، ثم عادت إلى المنطقة من البوابة السورية حيث تحولت روسيا خلال عام واحد من تدخلها الجوي في سوريا والذي جاء لحماية الدولة السورية إلى قوة مؤثرة في مسار الحرب السورية، وعلى خطٍ موازٍ كان موقف إيران من التدخل الأمريكي في سوريا بمثابة “عملية انتحارية” سينتج عنها هزيمة أمريكية ثالثة بعد أفغانستان والعراق.

تشويه العلاقات الروسية – الإيرانية

تسعى واشنطن والغرب والكيان الصهيوني لتشويه وتدهور العلاقات بين روسيا وإيران، بل يمثل هدفاً استراتيجياً قد يؤدي إلى تغييرات مهمة في المشهد الجيوسياسي على الصعيدين الإقليمي والعالمي. هذه التحولات قد تؤثر بشكل كبير على السياسات والاستراتيجيات للأطراف المختلفة، حيث يلعب كل منها دوراً بارزاً في إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية والدولية. حيث يمكن أن يجد هؤلاء أنفسهم في تدهور هذه العلاقة فرصة لتعزيز مواقعهم وتحقيق أهدافهم الجيوسياسية.

1 ـ الدول الغربية والولايات المتحدة:

الضغط على إيران من خلال العقوبات: تدهور العلاقات الروسية الإيرانية قد يتيح للغرب زيادة الضغوط على إيران عبر العقوبات أو المفاوضات بشأن القضايا الحيوية مثل البرنامج النووي الإيراني. وقد تجد فرصة لدفع إيران نحو تقديم تنازلات في محادثات حول الملف النووي وسلوكها الإقليمي.

إضعاف المحور الروسي الإيراني: قد تؤدي التوترات بين روسيا وإيران إلى إضعاف المحور الذي يشمل البلدين، مما يقلل من قوة هذا المحور في مواجهة سياسات الهيمنة الغربية.

2 ـ التحالفات الإقليمية المنافسة:

بعض الدول الخليجية: الدول التي تشعر بالتهديد من التحالف الإيراني – الروسي مثل بعض الدول العربية الخليجية والتي قد تستفيد من أي توتر بين البلدين لتعزيز تحالفاتها ضد النفوذ الإيراني.

إسرائيل: قد تستفيد إسرائيل من تصاعد التوترات بين روسيا وإيران، حيث إن تحالفاً متزعزعاً بين هذين البلدين قد يُضعف دعم إيران لأي أنشطة في الشرق الأوسط تهدد مصالحها.

3- اللاعبون الإقليميون المستقلون:

قد تستفيد تركيا من تشويه العلاقات بين روسيا وإيران لتعزيز دورها كلاعب رئيسي في المنطقة. تركيا قد تستغل التوترات لتعزيز تعاونها مع الغرب أو لتوسيع نفوذها في مناطق النزاع مثل سوريا.

وفي المحصلة النهائية فإن كلا القيادتين في طهران وموسكو تدركان أهمية تعزيز الشراكة الثنائية بينهما وفق المصالح المشتركة لهما، حيث إن ما يجمع بينهما أكثر بكثير مما يمكن أن يفرّق بينهما. كما أن كلاهما يدركان أهمية ألا تثير هذه العلاقات أية مخاوف أو شكوك لدى دول الجوار وخصوصاً الخليجية، وضرورة طمأنتها بهذا الخصوص. مثلما يدركان كذلك حجم الخسارة المشتركة التي يمكن أن تلحق بهما في حال تدهور علاقاتهما الثنائية، هذا التدهور الذي سيكون هدية وخدمة مجانية لواشنطن والغرب الاستعماري وكيانهم النازي، وهم الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى