“هم يريدون تدميرنا! هكذا سنبرر لأنفسنا شرعنة إرهاب الدولة
“على الرغم من أن مسألة منح طالبي اللجوء الذين ساعدوا في الحرب مكانة قانونية في إسرائيل قد تم فحصها بضع مرات، إلا أن أحدًا منهم لم يحصل عليها فعليًا. وإلى جانب ذلك، فقد طلب جهاز الأمن إعطاء المكانة القانونية لأشخاص آخرين ساعدوا في القتال”.
تحت العنوان أعلاه كتب “ب. ميخائيل” مقالاً تحليلياً نشرته “هآرتس” يوم 25/9 الجاري استهله بالتساؤل متعجّباً: “العفو، هل من أحد مستعد ليشرح الفرق بين إطلاق 5 آلاف عبوة ناسفة على 5 آلاف منزل في لبنان، وبين زرع عبوة ناسفة في حافلة أو إلقاء قنابل عنقودية على أحياء فيها مجرمون أيضاً؟ كيف تقارن؟ سيوبخونني بالطبع. 5 آلاف جهاز بيجر أعطيت لعناصر حزب الله (الأوغاد)، في حين أن حافلة مفخخة أو قنبلة عنقودية تستهدف المس بكل شخص عشوائياً. “العفو”، سأرد على المنتقدين: (من أرسلوا أجهزة البيجر لم تكن لديهم فكرة عن المكان الذي ستنفجر فيه العبوة، ولدى من سيكون الجهاز وأين هو موجود، وكم عدد الأشخاص الذين سيكونون في المحيط، في بقالة أم في يد طفل يحب الاستطلاع، أم في سيارة في محطة وقود أم في يد الزوج أو الزوجة؟). مَن هو الذي خطرت بباله هذه الفكرة، وضع عبوات ناسفة في أجهزة تشغيلها سيتسبب بإعاقات؟ هكذا وبكل قصد وتعمد كي يصابوا بالعمى وتُمزّق أمعاؤهم وتُبتر أطرافهم. هل كان هذا قلقاً رحيماً على حياة المصاب أم استهدف القضاء على حياته بالألم؟”.
واستطرد: “العفو مرة أخرى. هل تشرحون لي الفرق بين صرخات فرح رعاع الغزيين عند مشاهدتهم مسيرة الأسرى والمخطوفين في شوارع القطاع، وبين النكات المقرفة وصرخات الرعاع الإسرائيليين عند سماع وصف الإصابات في لبنان؟ ربما لم يأت ذلك كله إلا ليعلمنا بأن الرعاع هم رعاع، سواء اختارهم الله أو لا. عند سماع صرخات الفرح هذه، يخطر بالبال أن أجهزة بيجر تفجرت فينا، وأننا أصبنا بالعمى ولم نعد نرى إلى أين نذهب؟ ألم تتعلم إسرائيل بعد بأن كل هذه الألعاب النارية القاتلة وكل نوبات القتل وبهجة التصفيات المضادة، لا تفيد ولا تغير شيئاً؟ كل ذلك، بما في ذلك أجهزة البيجر المتفجرة، لا يؤدي إلا إلى غليان الدماء وتأجيج الكراهية وتعميق سفك الدماء. للأسف الشديد وللخجل، لا مناص من القول إن إسرائيل سارت خطوة كبيرة نحو شرعنة إرهاب الدولة. فرض الرعب والمعاناة على سكان بوسائل عنيفة وبدون كوابح، مثلما في غزة والضفة المحتلة، والآن في لبنان أيضاً”.
وختم المقال بالقول: “هم يريدون تدميرنا!”، هكذا سنبرر لأنفسنا. ونحن ماذا نريد بالإجمال؟ ليس الكثير. ليس سوى البلاد كلها، من الفرات إلى النيل. بالطبع فقط لليهود. هذا كل ما نريده. هل هذا مبالغ فيه؟ هذا ما قاله الله! بصراحة، هذا ما يقوله من يمسكون بدفة القيادة. ما هي المرحلة القادمة في إرهاب الدولة الذي تمت شرعنته؟ مخربون انتحاريون؟ هذا ليس خيالياً. ففي السابق كان واحد كهذا، وأتباعه يحكمون الآن. تسميم الآبار؟ بالتأكيد. فهذه عادة جميلة وعادية في حقول الضفة المحتلة. تقييد الولادات؟ لا مشكلة. فجميع المستشفيات وأقسام الولادة في غزة تقريباً أصبحت أنقاضاً. بعد ذلك ستأتي خطة غيورا آيلاند (احتلال لبنان). سيطلب من اللبنانيين الذهاب إلى الشاطئ خلال أسبوعين. لن يبقى في المنطقة إلا مَن يحمل بطاقة عضوية في حزب الله. بعد انسحاب المدنيين الذين ليسوا أعضاء مسجلين في حزب الله، سنعرف أن كل الذين بقوا مخرّبون، ثم ستبدأ على الفور عملية قتلهم. بدون غذاء، سيستغرق الأمر أشهراً. وإذا حرصنا على التعطيش، فسننهي العملية في أسبوع”.