صحافة وآراء

الخيبة العربية للواقع الفلسطيني

بقلم د. سرور محمد خليل

في ضوء الأحداث المأساوية التي شهدها العالم العربي بعد أكتوبر 2023، يمكن اعتبار الوضع في فلسطين نموذجًا صارخًا لانتهاك حقوق الإنسان في المنطقة، فما شهدته غزة من هجوم لم يكن مجرد عمل عسكري، بل كان تجسيدًا لسياسة إبادة جماعية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية، الى جانب ذلك كان هناك تدخل دولي متمثل في الدعم الأمريكي لإسرائيل، الذي لم يساهم فقط في تعزيز موقفها بل ساهم أيضًا في تعقيد المشهد أكثرهذه السياسة لم تؤدِ فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، بل أظهرت أيضًا عدم الاكتراث بالمآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ومع تصاعد الضغوط على غزة، لكن مع انضمام مناطق جنوب لبنان للمقاومة أضاف بعدًا جديدًا للصراع العربي الإسرائيلي ولكن هذا الانضمام جاء مع مخاطر كبيرة، إذ تعرضت المناطق الجنوبية لقصف إسرائيلي، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

حيث إن غياب الفعل العربي الموحد في دعم فلسطين يعكس خيبة الأمل في قدرة الدول العربية على التأثير في مجريات الأحداث فمواقف هذه الدول التي تختلف في ردود أفعالها، تطرح تساؤلات جدية حول قدرتها على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، تتطلب الأزمات الراهنة استراتيجيات مدروسة وتعاونًا فعالًا بين الدول العربية. فالتحديات الداخلية والخارجية، مثل الدعم الإيراني للمقاومة، تحتاج إلى تكاتف حقيقي لمواجهة الهيمنة الإسرائيلية ، وفي ظل غياب التنسيق الفعلي  تبدو الآمال ضئيلة في تحقيق أي تقدم، لابد من التضامن العربي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي بشكل حاسم فالقضية الفلسطينية تمثل ضمير الأمة العربية، ويجب أن تكون دافعًا لبناء وحدة عربية حقيقية تتجاوز الخلافات، وتضمن دعمًا ثابتًا للشعب الفلسطيني في صراعه المستمر، تُعَدّ الخيبة العربية واحدة من الموضوعات التي تثير قلقًا عميقًا بين المفكرين والنقاد في العالم العربي، حيث تتداخل فيها الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية. يتجلى هذا المفهوم في تجارب الشعبين الفلسطيني واللبناني، اللذين يعانيان من تحديات وجودية في ظل تراجع الدعم العربي والدولي، وبطبيعة الحال هذا الوضع مما يؤدي الى شعور عميق بالإحباط وفقدان الأمل، حيث يتعين على العالم العربي إعادة تقييم استراتيجياته في دعم فلسطين ولبنان، إن الإخفاقات السابقة يجب أن تكون درسًا للجميع، مما يستدعي إنشاء تحالفات جديدة تتجاوز العواطف والخطابات الإعلامية إلى العمل الفعلي على الأرض، لأنه فقط الوحدة العربية اذا تحققت فهي تكون نقطة انطلاق لإعادة بناء الثقة بين الأنظمة والشعوب، من المهم أيضًا الاعتراف بأن هذه الخيبة ليست مجرد إحباطات فردية، باختصار تعكس الخيبة العربية واقعًا مؤلمًا للشعبين الفلسطيني واللبناني، إن الطريق إلى التعافي يتطلب وحدة فعلية ودعماً حقيقياً من جميع الأطراف المعنية، لتحقيق الأهداف المشروعة للشعبين اللذين عانيا من تبعات الغياب العربي والدولي، من قلب المدن الفلسطينية، هذا نداء للتضامن من قلب هذه المدن .

القدس: معاناة في وجه الاحتلال والتهجير/ غزة: صمود تحت الحصار ومقاومة ضد التدمير./ بيت لحم: مدينة الميلاد التي تعاني من جدران الفصل/ الخليل: شهداء وجرحى تحت الاحتلال/ رام الله: مركز النضال السياسي ولكن ليس بمعزل عن المعاناة/ طولكرم: ذكريات مؤلمة من الحواجز/ نابلس: تاريخٌ من المقاومة والفداء/ أريحا: مدينة التاريخ والضياع./ الناصرة: تمثل صمود العرب الفلسطينيين/ جنين: بطولات متواصلة في وجه الاحتلال/ قلقيلية: معاناة يومية من الجدار العازل/سلفيت: تهديد للاستيطان وأراضٍ مهددة/ الخليل: تهجير مستمر وسلب للأراضي/ القدس الشرقية: قلب القضية الفلسطينية)، وغيرها من المدن التي تحت هواء الموت تنتظر امل التضامن، فلسطين هي ارض التاريخ والتضحية والنضال الذي لا يموت عانت من الخذلان ما يكفي، هذه فرصتكم لاستعادة الثقة فالتضامن هو السلاح الوحيد والأقوى في مواجهة الظلم والاحتلال .

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى