مسألة الهجوم على إيران وعناق الدب الأميركي
“الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تنتظر رداً شديداً على هجوم الأسبوع الماضي، ولا يترك مجالاً للشك في أنه يجب عدم التعرض لنا. ويرفض الجمهور الإسرائيلي بشدة طلب الولايات المتحدة، باستثناء أمر واحد، أن ترد إسرائيل بصورة متناسبة على إيران. لدينا (حجة الحرب)، ويمكننا أن نطلق على إيران 26 ألف صاروخ أطلقتها هي وأذرعها علينا“.
نشرت”يديعوت أحرونوت” مقالاً تحليلياً يوم 10/10 الجاري بالعنوان أعلاه بقلم محرر الشؤون الاستراتيجية والعسكرية ” مايكل أورن”، جاء فيه: “تعترف الولايات المتحدة ودول الغرب، في أغلبيتها، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بعد الهجوم الإيراني في الأسبوع الماضي، والذي شمل إطلاق 181 صاروخاً باليستياً. ومع ذلك، تسعى هذه الدول للحد من حجم ممارسة إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها، وتصرّ على عدم مهاجمة منشآت نووية، أو منشآت نفطية في إيران. لكن هذه الدول لا “تطالب” فحسب، بل أيضاً ترسل كبار العسكريين والدبلوماسيين في عملية احتضان لإسرائيل تضمن ألّا تتجرأ على شن الهجوم في أثناء وجودهم هنا. في الواقع، نحن نعتبر أن التأخير المستمر في رد إسرائيل يشكل تهديداً لأمننا بصورة لا تقل أهميةً عن تهديد الصواريخ بحد ذاتها. كل يوم يمر من دون رد، يؤدي إلى ضُعف “ذريعة الحرب” لدى إسرائيل، وعندما ستتحرك إسرائيل، سيكون من الصعب على العالم أن يتذكر السبب. وستتراجع في الولايات المتحدة صور الصواريخ الإيرانية المتوجهه نحو تل أبيب، في ضوء الحديث عن المدن التي دمرتها الأعاصير، والمستجدات بشأن السباق الرئاسي. جزء من الجمهور، وجزء كبير من الصحف، سينتقدان إسرائيل لأنها تصعّد الصراع في الشرق الأوسط من دون سبب، وترفع أسعار الوقود، وتحاول جرّ الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة. باستثناء تفادي الاحتكاك بالبيت الأبيض، ماذا تربح إسرائيل من تأخير الرد؟ وهل هناك مصلحة قومية ملحّة، مثل مستقبل ووجود الدولة اليهودية الوحيدة في العالم؟ وبحسب قول أحد الدبلوماسيين، (هل نستطيع استغلال خوف الإدارة الأميركية من ردنا على إيران من أجل الحصول على تنازلات جوهرية من واشنطن؟)”.
وأضاف: “إذا تنازلت إسرائيل عن حقها في الرد على إيران، هل من الممكن أن نجعل الرئيس بايدن يوافق على خطة الجنرالات وإعلان شمال غزة منطقة عسكرية مغلقة، وبعد ذلك مقايضة الأرض في مقابل تحرير الرهائن الذين تحتجزهم (حماس). أو هل سيمكننا الحصول على تعهدات من الرئاسة الأميركية بالتدخل عسكرياً ضد المنشآت النووية في إيران في اللحظة التي يجري فيها تخصيب اليورانيوم فوق 60 درجة. هناك فكرة أُخرى، هي الحصول من الولايات المتحدة على تعهدات بيعنا قاذفات استراتيجية بعيدة المدى، قادرة على إلقاء قنابل تخترق التحصينات، وتزن 15 ألف كلغ، وتحلّق على ارتفاع كبير، بحيث لا تستطيع منظومة الدفاع الإيرانية الوصول إليها. مثل هذه الصفقة ستقول للإيرانيين: (لن نقصف منشآتكم النووية هذه المرة، لكن لدينا الوسائل للقيام بذلك بنجاعة في المستقبل)”.
وخلص للقول: “أيّ ثمن تكون الإدارة الأميركية مستعدة لدفعه في مقابل ضبط النفس الإسرائيلي، يجب أن يظهر مفيداً بالنسبة إلى الجمهور الإسرائيلي. لأن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تنتظر رداً شديداً على هجوم الأسبوع الماضي، ولا يترك مجالاً للشك في أنه يجب عدم التعرض لنا. ويرفض الجمهور الإسرائيلي بشدة طلب الولايات المتحدة، باستثناء أمر واحد، أن ترد إسرائيل بصورة متناسبة على إيران. لدينا (حجة الحرب)، ويمكننا أن نطلق على إيران 26 ألف صاروخ أطلقتها هي وأذرعها علينا”.