صحافة وآراء

أفراح لبنان وأتراح “الكيان” وطيف نصر الله “الأيقونة” بان الخيط الأبيض من الأسود وبزغ فجر النصر الإلهي!

فضل المهلوس

أخيراً دقّت الساعة الرابعة فجر اليوم بالتوقيت اللبناني الفلسطيني اليمني والعراقي، وبان الخيط الأبيض من الأسود معلناً بزوغ فجر النصر الإلهي لصادق الوعد سيد الشهداء على طريق القدس “الأيقونة” السيد حسن نصر الله حينما قال: “ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات”، فقد أينعت بذور ما زرع في لبنان بل والمنطقة، وحان حصاد ما زرع، وما زرع كان كافياً ليقلب المشهد برمته.. وها هو طيفه يحوم مع النازحين العائدين إلى قراهم ومنازلهم في الخطوط الأمامية فيما يلوذ أقوى جيوش المنطقة من أمامهم مذعورين من هؤلاء المدنيين العزّل الواثقين بظهيرهم من المقاومين الأبطال.. وتبدأ الأفراح في لبنان كل لبنان والفلسطينيين كل الفلسطينيين وفي مقدّمتهم الغزيين، مقابل الأتراح ومشاعر الفشل والانهزام والخيبة التي سيطرت على مستوطني ومسؤولي “الكيان” المجرم، وخصوصاً في الشمال الفلسطيني المغتصب، وكأن على رؤوسهم الطير.. هاذان المشهدان المتناقضيْن، يعكسان الفرق الشاسع ما بين صاحب الأرض الأصيل واللص الدخيل، وما بين الحق المبين والباطل المندحر، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، ومَن لا يرى من الغربال فهو أعمى البصر والبصيرة، وحسبه متابعة ما يجري في هذا “الكيان” المتغطرس الذي ذهبت أهدافه أدراج الرياح، وتمرغ أنفه وأنفته في رمال غزة العزّة وتراب الجنوب اللبناني الأبيّ، وهرع صانعوه لإنزاله عن الشجرة، وحمايته من نفسه وغروره القاتل.

انتصار واضح وانقلاب الصورة

نعم انتصر لبنان بجنوبه وبقاعه وبيروته وشماله، وانتصرت معه غزة وفلسطين وكافة شرفاء العرب والمسلمين وأحرار العالم، بفعل مقاوميه الأسطوري، وصبر وصمود شعبه المقاوم، ووحدته الوطنية لكافة مكوّناته، وبحفاظه على معادلته الذهبية الثلاثية: الشعب، الجيش، والمقاومة. وفي ذلك دروس وعِبَر، لا تُعدّ ولا تحُصى، لمَن يريد أن يعتبر أو يستفيد.. نعم انتصر لبنان وفلسطين، وحار المشككون، وتفاجأ المتخاذلون، وأُسقط في أيدي الساقطون والواهمون الواهنون، وتحقق “النصر المطلق” الحقيقي، وتبخّرت أوهام “النصر المطلق” للمجرم المطلوب للعدالة الدولية النازي البولندي “بنزيون ميليكوفسكي”، وطُويت خرائطه المرفوعة على منبر الأمم المتحدة لشرق أوسط جديد بحد سيفه ويده الطولى.. نعم انتصر لبنان وفلسطين ليس على “الكيان” الوكيل فحسب، وإنّما على الأصيل الغرب الاستعماري بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الذي هرع بكامل قوّته، وسخّر كافة إمكانياته العسكرية والأمنية والتقنية في خدمة هذا الوكيل، ورغم ذلك وصلت وإيّاه إلى طريق مسدود، وكل ما حصدوه هو عار الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين الأبرياء وتدمير المنازل والمرافق الصحية ودور العبادة والمدارس وروضات الأطفال ومراكز الإيواء والمعاقين والمُسنّين وهيئات الإغاثة الدولية وطواقم الإسعاف والصحافة…

وها هو مايسترو الحرب الرئيس الأمريكي الآفل بايدن يعلن بنفسه هزيمة مشروعه القائم على القوة الغاشمة، ويُرغَم على تغيير اتجاه بوصلته، متحدّثاً عن “السلام” للجميع في المنطقة بلا استثناء، وإطفاء نيران ما أشعله من حروب كارثية، وها هو نتنياهو وعصابته ومستوطنيه يقعون مشدوهين في حيص بيص، ويُحاولون تبرير هذه الهزيمة الاستراتيجية التي سيكون لها حتماً ما بعدها، ويتجرّعون على مضض مرارة كأس العجز والفشل الواضح وضوح الشمس في كبد السماء.

السيادة والاستقلال الوطني اللبناني الحقيقي

نعم انتصر لبنان المُقاوم الذي قال المجرم شارون ذات يوم انه يستطيع احتلاله بفرقة موسيقية، ويفرض عليه ما يريد، وتوعّد ورثته من قادة “الكيان” بإعادته للعصر الحجري، والقضاء على حزب الله وتجريده من سلاحه وفرض لبنان الذي يريدون بالقوة، فيما كرر بعض أدعياء الاستقلال والسيادة العزف على وتر “قوة لبنان في ضعفه” وذهب بعضهم لطرح “تجريد سلاح حزب الله” وأتون الحرب على لبنان مشتعلة أيّما اشتعال. وهو ما أفشله ووأده إلى غير رجعة تلاحم الشعب اللبناني المنقطع النظير، كما أفشل المقامون في الميدان والمفاوضون من خلفهم كل أحابيل الانتقاص من استقلال وسيادة لبنان بشتى تلاوينها لانتزاع مكاسب عجز “الكيان” عن انتزاعها في الميدان. وهو ما أرغمهم على فرض اتفاق وقف النار على تل أبيب بعد أن عجزت أحدث ترسانة الغرب الاستعماري عن مواجهة صواريخ ومُسيّرات المقاومة في الوصول إلى أهدافها العسكرية والأمنية المنتقاة وإجبار ملايين المستوطنين وقادتهم على البقاء في الملاجئ وشلّت الحياة بكل أشكالها في “الكيان” الهمجي، وحافظت على قِيَم وأخلاق وإنسانية وشرف الحروب إزاء عدو لا يعرفها ولا يلتزم بها من الأساس، بل ويخرق عن سبق إصرار وترصّد كل المواثيق والأعراف والقانون الإنساني الدولي وكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بما فيه القرار 1701 الذي سُجّل عليه أكثر من 33 ألف خرقاً. وها هو يضطر لقبوله بحذافيره، بل ويذعن لأول مرّة في تاريخه الهمجي لقبول “حق الدفاع عن النفس” للبنان وهو الذي يعتبره وداعميه حقّاً حصريّاً وحكراً له فقط، وهو ما يُعتبر إنجازاً تاريخياً غير مسبوق للبنان المقاوم. فهنيئاً للبنان وشعبه وجيشه ومقاوميه الأبطال على هذا الانتصار التاريخي المبين، والرحمة لشهداء لبنان وفلسطين، والشفاء للجرحى والمصابين، فليفرح المنتصرون بنصرهم وليمت الآخرون كمداً وغيظاً، والحديث في حضرة هذا الانتصار يطول. ويكفي ان نقول أن في هذا المقام أن لكلّ مجتهد نصيب.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى