ثقافة ومجتمع

أنا كيفَ أصمتُ حين عيدُك مأتمٌ

كل عام وأنتم بخير
مع تهاني “ماتريوشكا نيوز” الحارة بعيد الأضحى المبارك ننشر قصيدة مكرسة لهذه المناسبة ، والتي تعبر عن مشاعر وآمال كثير من الشعوب العربية، وهي من مجموعة تغريبة أهل الشام الصادرة عام 2022 للشاعر أيمن أبو الشعر

“الأضحى”

أدمى ديارَ الطُهرِ نصلُ حِدادِ حزنٌ يفيضُ بمأتمِ الأعيادِ
العيدُ ذِكرى كان يومَ طفولتي أرجوحةً حلوى وحقلَ وِدادِ
كانت تهانينا مرايا فرحِنا كتراقُصِ الأحلامِ في الأمهادِ
واليومَ أمسينا كأشلاءِ الرؤى وسط الشظايا مضغةَ الأحقادِ
ما هَمَّني -إنْ كانَ عَيشي ميتةً-أنْ عاشَ فردوسّ الهَنا أجدادي
ما هَمَّني -إنْ كانَ ذلاً حاضِري-أنْ طالَ أسلافي ذُرى الأمجادِ
ويقولُ أسيادُ الطواغيتِ انطفئْ واصمتْ لكي تنجو من الأصفادِ

إنّي أنا الصوتُ الذي لا ينطفي مهما طغى جيشٌ من الأوغادِ
غطّى الفسادُ حياتَنا حتى غدا دربُ الصلاحِ شريعةَ الإفسادِ
كم من يهوذا في شوارعِ بلدَتي كم من صليبٍ شيدَ وسْطَ فؤادي

اليومَ ترثينا الخرافُ فذبحُنا قد باتَ شرعاً حاسماً كجهادِ
هل جاءَ “أضحى” أم تُرى أضحى له شعبي كأضحيةٍ من الأجسادِ

لم يبقَ نابٌ لم يلِجْ في لحمِنا لم تبقَ نارٌ ما سَعتْ لرمادي
إنّي اخضرارُ الأرضِ بعدَ مواتِها لا يقتلُ الفينيقَ سربُ جرادِ
وأنا أرى أطفالَنا-أكبادَنا تمشي هنا مِزقا من الأكبادِ
حسناً إذنْ سأكونُ محضَ قذيفةٍ إذ لا حياةَ لِمَن تظلُّ تُنادي
هذي الجياعُ كما الخيالُ جُسومُها أشباحُ أطفالٍ لها أولادي
أنا كيفَ أصمتُ حين عيدُك مأتمٌ والأهلُ أهلي والبلادُ بلادي
سيعودُ يوماً هانئاً ومباركاً أضحى كما نهواهُ كالأورادِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى