ضيق الخيارات يكبّل واشنطن في البحر الاحمر!
تدرس الولايات المتحدة إلى جانب بعض الدول التي “اضطرت” المشاركة في ما يسمى بتحالف “حارس الازدهار” الخيارات المتاحة للرد على العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر والتي تستهدف السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال. وفيما تواجه واشنطن ولندن ضيقاً في الخيارات المطروحة على الطاولة، يشير الاعلام الغربي عن إمكانية استهداف القدرات العسكرية لصنعاء للحد من الهجمات، وهذا بدوره يضع البيت الأبيض في معضلة أخرى عن عدم القيام بتلك الخطوة سابقاً عندما كانت حليفتها الأولى في الخليج تحت القصف.
وفقاً لخبراء الدفاع والأمن تحدثوا لموقع بلومبرغ الأميركي، فإن الخيارات التي يمكن تنفيذها لوقف العمليات العسكرية اليمنية ترتكز على 3 مسارات:
-الاستهداف المباشر: ستركز هذه على القضاء على قدرة القوات المسلحة اليمنية على إطلاق الصواريخ الباليستية على السفن وممرات الشحن أو إضعافها من خلال ضرب مواقع الإطلاق والرادارات ومستودعات الصواريخ وغيرها من البنى التحتية الداعمة والخدمات اللوجستية.
ومع ذلك، يضيف الخبراء، فإن هذا الاستهداف يترك لصنعاء وسائل أخرى مثل الطائرات دون طيار والألغام البحرية والزوارق السريعة الهجومية. وقد يتسبب ذلك بتصعيد الوضع أكثر في تلك المنطقة.
من ناحية أخرى، فإن الإشارة لمثل هذا الخيار في هذا التوقيت يطرح جدلاً واسعاً في أروقة البلاط السعودي، عن عدم لجوء واشنطن إلى مثل هذا الخيار عندما كانت شركات النفط السعودية تحت القصف لسنوات. وهذا ما ربطه البعض بافتقار واشنطن للمعلومات الاستخبارية اللازمة لتدمير الترسانة العسكرية اليمنية ولو كانت تمتلك هذه القدرة لفعلت.
كما نقلت صحف غربية عن مسؤولين أميركيين قلقهم من لجوء القوات المسلحة اليمنية إلى ادخال القوارب المسيّرة عن بُعد أو تلك المفخخة، في ظل ورود انباء عن وجود رغبة حقيقة في ذلك اذا اقتضى الامر. وهو سلاح استراتيجي لم يدخل المعركة بعد، لكن مسألة التصعيد باستخدام أسلحة أخرى تعتمد على كيفية تعامل الإدارة الأميركية مع الدعوات الإسرائيلية لرفع السقف.
-توسيع عملية “حارس الازدهار” بشكل اكبر لتشمل مرافقة السفن في المنطقة الواقعة بين خليج عدن والقسم الجنوبي من البحر الأحمر، على غرار ما فعله حلف شمال الأطلسي قبل 15 عاماً في ذروة أزمة القراصنة الصوماليين.
ويشرح المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن ذلك سيكون صعب للغاية، اذ أنه “على عكس القراصنة الصوماليين، يمتلك الحوثيون موارد عسكرية كبيرة والمنطقة التي يهددونها شاسعة نسبياً، لذلك سيتطلب ذلك عدداً كبيراً من السفن الحربية المزودة بأنظمة دفاع جوي متقدمة. العديد من الدول، وخاصة العربية الإقليمية، مترددة في الانضمام نظراً لإعلان الحوثيين بأن هجماتهم تضامن مع الفلسطينيين في غزة”.
من جهته، يشير الرئيس التنفيذي لشركة Winward، وهي شركة ذكاء اصطناعي بحرية، آمي دانيال، إلى أن “الخدمات اللوجستية صعبة أيضاً. هناك في المتوسط حوالي 250 سفينة تعبر البحر الأحمر، وسيتعين على شركات الشحن القيام بتخطيط وتنسيق كبيرين للوصول إلى قوافل المرافقة”.
-يرتكز الخيار الثالث على فكرة التضييق الداخلي عبر تقليص الموارد والاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني او ربط رفع الحصار بوقف الهجمات. وهذا ما كان قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي قد رد عليه في خطاب القاه تضامناً مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة: “ما كنا نتوق إليه منذ اليوم الأول هو أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين العدو الأمريكي والإسرائيلي”.