لقاء الأسد بأردوغان في موسكو مهمة بالغة الصعوبة يمهد لها الإعلام التركي
“موسكو وكالة ماتريوشكا نيوز”
• الأسد: لا لقاء مع أردوغان قبل انسحاب قواته من سوريا… لكن عدة لقاءات تمهيدية جمعت وزراء الدفاع والخارجية من البلدين
بدأ الإعلام التركي يروج مجددا لفكرة عقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد ما يوحي -على مبدأ لا دخان بلا نار- بوجود مساع من قبل موسكو وأنقرة للبدء بتطبيع الأوضاع بين تركيا وسوريا.
ومن شأن هذا اللقاء -حسب المصادر الإعلامية التركية- أن يُعقد قريبا وأن تحتضنه موسكو، فقد ذكرت صحيفة أيدنليك نقلا عن الصحفي التركي سيتينر تشين أن صفحة جديدة ستفتتح في العلاقة مع دمشق، ويشير الصحفي إلى أن هناك نشاطا للخارجية التركية في منتدى أنطاليا الدبلوماسي “الذي انعقد في 01- و 02 مارس الحالي” حيث نوقشت هنلك مجمل القضايا السياسية والدبلوماسية، بما في ذلك تناول بعضها من رواء الكواليس ملمحا إلى أن الأمر يتطرق إلى تطبيع العلاقة بين دمشق وأنقرة خاصة أن هناك زيارة قريبة للرئيس الروسي بوتن، حيث يرجح أن يتم بحث هذه المسألة، وسيتم بناء على نتائج ذاك اللقاء تحديد موعد للقاء الأسد بأردوغان.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد أشار في سبتمبر – أيلول الماضي إلى عدم وجود موقف إيجابي من قبل الرئيس السوري بشأن التطبيع، ما يعني أنه هو شخصيا مستعد لمثل هذه الخطوة.
إلا أن الأمر بالنسبة لدمشق يبقى بالغ الصعوبة فهناك قوات تركية فوق الأراضي السورية، وهناك دعم تركي للمسلحين المعارضين للحكومة السورية بمن فيهم المنظمات المصنفة دوليا بأنها إرهابية، وقد أعلن الرئيس الأسد أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية شرط أساسي لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وأن ذلك ممكن بعد أن تكون تركيا جاهزة بشكل واضح ودون أي التباس للخروج من كامل الأراضي السورية وأن توقف دعم الإرهاب.
ومع ذلك فقد جرت خطوات تمهيدية عملية لفتح الطريق أمام مثل هذا اللقاء خاصة أن العلاقات بين أنقرة ودمشق كانت قبل عام 2011 جيدة جدا وعلى أحسن ما يرام بين الزعيمين آنذاك، بل إن كثيرا من التسهيلات قدمتها دمشق لدخول البضائع التركية إلى سورية حتى أضرت هذه التسهيلات ببعض جوانب الإنتاج الوطني في سوريا بما في ذلك الموبيليا.
وقد استضافت موسكو لقاءً نهاية العام المنصرم لوزيري الدفاع السوري والتركي، ولقاء من هذا النوع يوحي بأنه تمحور حول آفاق الوضع في إدلب وريف اللاذقية، وأكد وزير الدفاع التركي يشار غولر أن بلاده “ترغب بإحلال السلام في سوريا، وتم اللقاء بحضور ومشاركة وزير الخارجية الروسي، واتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات تعقد اجتماعات لها في العاصمة الروسية، ولاحقا في كل من أنقرة ودمشق.
وسبق أن اجتمع رؤساء استخبارات روسيا وإيران وتركيا وسوريا عدة مرات وتم لقاء جمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا في موسكو أيضا في خطوات تمهيدية واتفقوا على “تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا وسوريا، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع.
هذا ناهيك عن لقاء الرئيس الروسي بالرئيس الأسد منتصف آذار مارس من العام الفائت 2023 في مساع مكثفة يبذلها الكرملين لتحقيق المصالحة بين دمشق وأنقرة حيث أعلن بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية آنذاك عن ضرورة عقد لقاءات تمهيدية قبل لقاء الزعيمين.
يذكر أن تركيا ساهمت خلال نشاطات اللجنة الضامنة باعتبارها راعية وحامية وممثلة لموقف المعارضة المسلحة في إدلب بما في ذلك عمليا هيئة تحرير الشام المنبثقة عن النصرة أي القاعدة. ويشار بهذا الصدد إلى أن تركيا في الجوهر تتلاقى من حيث المصالح الاستراتيجية مع دمشق بشأن الموقف من قسد والأكراد الانفصاليين، لكن السياسة البراغماتية التي تتبعها تركيا تجعلها حريصة على دعم المسلحين الإسلامويين المتشددين.
أخيرا الشارع السوري يتندر على مفارقة مواقف تركيا الصاخبة في ضرورة نصرة أهالي غزة والوقوف في وجه إسرائيل ومحاكمتها، واستمرار شحن الخضار والفواكه – في الوقت نفسه- إلى إسرائيل، حيث تحتل تركيا المرتبة الأولى بين 24 دولة تشحن الخضار والفواكه إلى إسرائيل، ويقول الشارع السوري: أن أردوغان أمر بوضع ملصق على صناديق الفاكهة والخضار كتب فيه ” لنصرة أهالينا في غزة”.