موسكو تطالب كييف بتسليمها رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني لمحاكمته كإرهابي
"موسكو - ماتريوشكا نيوز"
• وزير الخارجية البريطانية كاميرون يعتبر “ادعاءات” روسيا محض هراء، وموسكو تقرر اللجوء إلى المحاكم الدولية
طالبت موسكو كييف وفق الاتفاقات الدولية حول التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب بإلقاء القبض الفوري على جميع المتورطين في هجمات كوركوس أيا كانت مناصبهم وتسليمهم إلى روسيا.
ويلفت النظر في المطالب الروسية أنها حددت بشكل رئيسي رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني فاسيلي ماليوك منوهة بأنه اعترف بنفسه قبل أسبوع “في 24 مارس الفائت” بمسؤوليته عن تنظيم تفجير جسر القرم في أكتوبر 2022 ناهيك عن كشفه لتنظيم هجمات إرهابية أخرى في روسيا، وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت أن التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة تشير بوضوح إلى أن الهجمات الأخيرة في ضواحي موسكو كانت بدعم من أوكرانيا.
الجدير بالذكر أن موسكو في بيانها هذا أكدت على أن مكافحة الإرهاب مسؤولية تقع على عاتق كل دولة، وبالتالي على أوكرانيا أن تلتزم بالاتفاقيات الدولية حول مكافحة الإرهاب، ولم تكتف موسكو بمطلبها تسليم الجناة، بل وطالبت بالتعويض عن الأضرار والضحايا، وأن عدم التزام أوكرانيا بذلك يعتبر انتهاكا للاتفاقيات الدولية وستتحمل كييف المسؤولية فيما يترتب على ذلك.
وقد أعلنت الخارجية الروسي صباح الأول من نيسان بأن موسكو سوف تتوجه إلى المحاكم الدولية بهذا الشأن، جاء ذلك على لسان زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية التي أضافت أنه يتم حاليا إعداد الوثائق اللازمة، وتتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بعد أن أرسلت إلى كييف مذكرة بهذا الصدد منوهة بأنه لم يعرف بعد على وجه الدقة فيما إذا كانت بعض الدول الأجنبية ضالعة في دعم هذه الأعمال الإرهابية، أم أنها اتخذت من قبل السلطات الأوكرانية بشكل مستقل، وأن السلطات الأوكرانية لم تدرك بعد فداحة مثل هذه الأعمال.
في غضون ذلك أعلن قسطنطين غافريلوف رئيس الوفد الروسي لمحادثات الأمن العسكري ومراقبة التسلح في فيينا أن أوكرانيا باتت مجرد ساحة للحرب وأن الناتو يستخدمها ضد روسيا التي تواجه التكتل العسكري الصناعي المشترك بين أوكرانيا والناتو، وأن الدول الغربية تلعب دور المقر الرئيسي والجبهة الخلفية لتوريد الأسلحة، وتسليم كييف المعطيات اللوجستية بما في ذلك تعليمات الاستهداف.
الجدير بالذكر أن نوابا في البرلمان الروسي طالبوا الأجهزة المختصة بالتحقيق الجدي في تنظيم وتمويل الأعمال الإرهابية ضد روسيا سواء من قبل الولايات المتحدة أو دول غربية أخرى، وتعتبر العديد من التعليقات أن نفي واشنطن المستميت أن يكون لكييف دور في العملية الإرهابية حتى قبل انتهاء التحقيقات يعمق من الشكوك حول ضلوعها في هذه العمليات، حتى أن زاخاروفا اعتبرت أن الأمريكيين كشفوا أنفسهم بأنفسهم حين شجبوا لكنهم لم يطالبوا بالتحقيق.
ووصل الأمر ببعض المسؤولين الغربيين أن وجه انتقادا شديد اللهجة لموسكو حيث أعلن ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني أن ادعاءات روسيا بشأن الغرب وأوكرانيا محض هراء، فيما تصر أجهزة الاستخبارات الغربية وخاصة الأمريكية والبريطانية والفرنسية على أن تنظيم داعش خراسان هو من نفذ العملية، وأن أوكرانيا بريئة تماما من هذا العمل.
وذكر محققون روس حكوميون، اليوم الأربعاء، أنهم سيدرسون طلبا من نواب برلمانيين بالتحقيق فيما أسموه “تنظيم وتمويل وتنفيذ أعمال إرهابية” ضد روسيا من جانب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
ومن جانبه، كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي أن “ادعاءات روسيا بشأن الغرب وأوكرانيا في الهجوم على قاعة مدينة كروكوس هي محض هراء”.
وتسعى أجهزة الأمن التابعة للكرملين إلى تفسير كيفية تمكّن مسلحون، الجمعة، من تنفيذ أسوأ هجوم تشهده روسيا منذ أكثر من عقدين.
وبينما أقرّ الرئيس فلاديمير بوتين بأن “متطرّفين” نفّذوا الاعتداء، فإنه أشار إلى أنهم على صلة بأوكرانيا التي تتعرض لعملية عسكرية روسية بدأت قبل عامين.
وأفاد رئيس جهاز الأمن الفيدرالي “إف إس بي” ألكسندر بورتنيكوف، الثلاثاء، أنه في حين لم يتم تحديد هويات الأشخاص الذين “أمروا” بالهجوم، فإن منفّذيه كانوا متوجهين إلى أوكرانيا حيث كانوا سيحظون “باستقبال الأبطال”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بورتنيكوف قوله “نعتقد أن التحرّك تم التحضير له من جانب متطرفين وبالطبع سهلته أجهزة استخبارات غربية، والاستخبارات الأوكرانية نفسها لديها صلة مباشرة بالأمر”، بحسب تعبيره.
ورفضت أوكرانيا بشدة الاتهامات الصادرة عن موسكو بشأن ضلوعها في الهجوم، واعتبر مساعد بارز للرئيس فولوديمير زيلينسكي أن الكرملين يسعى للتغطية على “عدم كفاءة” أجهزته الاستخباراتية.