دولي

روسيا تدعوا كل القادة والزعماء العرب للمنتدى الروسي العربي الأول في موسكو يوم 15 أكتوبر بما فيهم الرئيس الشرع

تعيد ماتريوشكا نيوز” نشر المقابلة التي أجرتها وكالة “أرم نيوز” الإماراتية مع المستشار السياسي الروسي والمقرب من مؤسسات صنع القرار للسياسة الخارجية الروسية السيد رامي الشاعر.

قال الدبلوماسي والمستشار، المقرب من دوائر الخارجية الروسية، رامي الشاعر، إن ترغب في استمرار وجودها بقاعدة طرطوس على الساحل السوري، لكن بقاءها في قاعدة حميميم الجوية لم يعد مهما.

وكشف الشاعر في مقابلة مع “إرم نيوز” أن القيادة الحالية في سوريا لم تطلب مغادرة القوات الروسية الباقية على الأراضي السورية، وهي قوات “رمزية” بعددها. مشيرا إلى أن الوجود العسكري الروسي في بات شكليا ويأخذ الطابع اللوجستي أكثر من كونه عسكريا، حيث غادر معظم العسكريين الروس سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ولم يعد هناك أي ضرورة للمهام التي كانت موكلة للقوات الروسية في سوريا.

بين السابق واليوم

يرى الشاعر أن القوات الروسية في سوريا كانت تتولى مهمة الحفاظ على نظام التهدئة، ومنع حدوث اقتتال سوري سوري، بالإضافة إلى محاربة التنظيمات الإرهابية والمصنفة دولياً إرهابية، من قبل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

ويوضح أنه بعد الانتقال إلى النظام الجديد في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع لم يعد هناك خطر نشوب اقتتال سوري – سوري، حيث لم تعد هناك معارضة سورية عملياً، وخاصةً أن غالبية الشعب السوري ارتاح لانتهاء النظام السابق ويؤيد عملية الانتقال إلى نظام آخر.

القرار في دمشق

يقول الشاعر إن روسيا ليس لها أي قواعد عسكرية في العالم، بل هناك تعاون عسكري مع الكثير من بلدان العالم، وإذا وجد عسكريون في هذه البلدان فهؤلاء مهمتهم التدريب أو المساعدة في صيانة المعدات العسكرية الروسية التي تتواجد في هذه البلدان.

أما بالنسبة لسوريا بالذات، فيقول الدبلوماسي الشاعر، إن روسيا ترغب في أن تستمر القاعدة اللوجستية في طرطوس على الساحل السوري، لتأمين ما يحتاجه الأسطول البحري العسكري الروسي في البحر الأبيض المتوسط. فيما يرى أن وجود قاعدة حميميم لم يعد مهما، ومصيرها يعود إلى الإدارة السورية الجديدة، إذا قررت القيادة السورية الحالية أنها بحاجة لها، أولخدمات بناء وتأهيل الجيش السوري واستخدام المعدات الروسية.

وأوضح الشاعر أن التواجد العسكري الروسي في سوريا جاء بناء على طلب رسمي من النظام السابق، وهو يعتبر تواجدا رسميا حسب القانون الدولي  وقوانين الأمم المتحدة. مشيرا إلى أن القيادة الحالية في سوريا لم تطلب مغادرة القوات الروسية الباقية على الأراضي السورية، وهي قوات “رمزية” بعددها.

جهود مكثفة

بالإضافة إلى ذلك، يقول الشاعر، إن التواجد العسكري الروسي في السنوات العشر السابقة ترافق مع جهود مكثفة سياسية بذلتها روسيا في سبيل إنجاز عملية الانتقال السياسي بشكل سلمي إلى نظام آخر يشارك فيه كل السوريين بكل مكوناتهم.

ويذكر في هذا السياق، لقاءات موسكو بين المعارضة والنظام ومؤتمر سوتشي للحوار السوري السوري عام 2018. بالإضافة إلى لقاءات أستانا والتي كانت تشارك فيها أيضاً المعارضة المسلحة السورية.

ويلفت إلى دور روسيا في مغادرة فصائل المعارضة المسلحة من محيط العاصمة دمشق إلى إدلب، ومن ثم تفادي حدوث اقتتال سوري – سوري في داخل دمشق كانت ستكون نتيجته كارثية ومدمرة لمدينة دمشق الأثرية ولسكان دمشق. مقدرا أن هذا الاقتتال كان يمكن أن يخلّف ما لا يقل عن مليون ضحية من سكان دمشق.

ويضيف: أيضا لم تحدث حرب بين السوريين في الجنوب، وبجهود روسيا أوقفت فرقة عسكرية كاملة كانت متجهة قبل 3 سنوات ونصف تقريباً إلى درعا.

القيادة الحالية تقدر دور روسيا

يقر المستشار المقرب من الخارجية الروسية، بدور لعبته روسيا في إسقاط نظام الأسد. ويقول “أعتقد أن القيادة الحالية في دمشق تقدر دور روسيا بخصوص مسار عملية الانتقال الحالية للنظام الجديد بهذا الشكل السلمي أيضاً، وبالفعل لروسيا الفضل في ذلك.

ويشير إلى أنه سيتم قريبا بحث استئناف التعاون العسكري بين سوريا وروسيا، منوها بأن روسيا قدمت دعوة لوزير الخارجية السوري، والآن يتم الاتفاق على موعد تلبية هذه الدعوة.

الشاعر يلفت إلى تفهم روسيا لأولويات القيادة السورية الحالية، نظرا للواجبات الملقاة على عاتقها، والتداعيات التي تتحملها نتيجة للتركة الكارثية لنظام الأسد، والتي تحتاج إلى جهود جبارة لمعالجتها، وفق قوله.

ويأسف الشاعر من أن نظام الأسد لم يتجاوب مع جهود روسيا على مدار السنوات السابقة لمعالجة الوضع الداخلي في سوريا.

واليوم الأمل كبير بأن سوريا ستتعافى، وروسيا ستساعد سوريا والقيادة الحالية في جميع المجالات التي تحتاجها، بحسب قوله.

المنفعة المشتركة

وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين سوريا وروسيا، يرى الشاعر أن الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى ما تقرره القيادة الجديدة في سوريا،  مشيرا إلى أن “لا مصلحة لروسيا في استغلال سوريا اقتصاديا. وبالأساس، كما يقول، روسيا ساعدت سوريا تاريخيا في الكثير من المشاريع كالسدود وبناء المصانع. لافتا إلى أن روسيا دولة عظمة وغنية جدا وتبني علاقاتها على أساس المنفعة والاستفادة المشتركة، والسوريون هم الأدرى في اختيار الدول التي سيتعاونون معها من أجل الازدهار والتطوير وإعادة بناء اقتصادهم المدمر.

وينطبق ذلك أيضا، وفقا للشاعر، على العقود الاستثمارية في الساحل السوري أو غيره، والموقعة مع شركات روسية أيضا، فمصير هذه العقود يعود لرغبة السوريين سواء بالاستمرار فيها أو البحث عن شركاء آخرين بشروط أفضل إذا وجدوا.

أما فيما يخص إلغاء عقد مرفأ طرطوس، فيكشف المستشار أن العمل في هذا العقد لم يبدأ أصلا، ومن حق النظام الجديد، إعادة النظر بخصوص هذا العقد. أما بخصوص أولويات روسيا بما يخص الاستثمار والامتيازات، هذا كله يعود لشكل وطبيعة العلاقات الاقتصادية الجديدة التي سيتم بحثها أو الاتفاق عليها بين القيادة السورية الحالية وروسيا. ولكن مع الإشارة إلى أن روسيا لا ترغب بأي امتيازات على حساب ازدهار وتطور الاقتصاد السوري أو على حساب الشعب السوري.

مستقبل الساحل السوري

بخصوص وضع الساحل السوري الذي يضم الوجود العسكري الروسي الرئيس، يلفت الدبلوماسي الشاعر، أن روسيا تؤكد دائماً على أهمية وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية. أما فيما يخص مطالب الفيدرالية وشكل الدولة السورية، فإن الشعب السوري هو من يقرره، من خلال الدستور الجديد، ولا يحق لأي جهة خارجية حتى إبداء الرأي بخصوص ذلك.

وعن موقف موسكو من المجازر التي استهدفت المنطقة التي تضم قاعدتيها العسكريتين، وتحت أنظارها، يقول الشاعر إن روسيا لم تقف متفرجة، و استقبلت في قاعدة حميميم حوالي 9000 عائلة سورية لجأت إليها وقدمت لهم جميع الخدمات. كما ساهمت  بالوساطة لتهدئة الوضع في الساحل السوري وإحلال الأمان وضمان عودة آمنة للاجئين إلى قاعدتها. وهذا ما حصل بالفعل، فغالبيتهم عادوا إلى منازلهم، وفق قوله.

واليوم، يرى المستشار المقرب من الخارجية الروسية، أن السلطات السورية قامت بإجراءات أمنية تضمن أمنهم وعدم تكرار الأحداث التي حدثت سابقاً، ولكن ما زال هناك بعض التوتر، وهذا يحتاج إلى وقت حتى يتم إتمام بناء الأجهزة التي تشرف على الأمن.

وختم بالقول إن الشعب السوري شعب حضاري قادر على أن يتجاوز كل الصعوبات التي يعانيها اليوم، وأن يحافظ على وحدته، وينعم بالازدهار والتقدم والأمان، وفق قوله.

واستناداً للمقابلة أعلاه توجهت وكالة أنباء “ماتريوشكا نيوز” إلى السيد رامي الشاعر بالسؤال التالي: في ضوء الاتصالات التي تجري بين بوتين وماكرون وترامب وزعماء آخرين، هل من المتوقع ان يجري اتصال جديد بين الرئيس بوتين والرئيس السوري الحالي أحمد الشرع؟

رامي الشاعر: لقد بادرت روسيا للدعوة الى منتدى روسي عربي في العاصمة موسكو في الخامس عشر من أكتوبر القادم وقد تم توجيه الدعوات الى كل الزعماء والقادة العرب بما فيهم الشرع، وان غالبية الزعماء والقادة أكدوا على تلبيتهم الدعوة، وهذا هو المنتدى الأول الروسي العربي، وأيضاً وجهت روسيا دعوة لجامعة الدول العربية، واكد الشاعر على انه في هذه الظروف والأوضاع الحالية فأن هذا المنتدى جداً مهم لجميع قضايا الشرق الأوسط وخاصة لسورية والقضية الفلسطينية والأمن والاستقرار بشكل عام في الشرق الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى