• أوكرانيا تخسر قرابة 50 ألف عسكري شهريا، وعدد الأسرى الروس لدى أوكرانيا 1348 عسكري وضابط فيما لدى روسيا 6465 أسير أوكراني
في بادرة نوعية تحمل طابع الجدة اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في لقائه مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على خلفية منتدى بطرس بورغ الاقتصادي الدولي ألّا يقتصر اللقاء على الأسئلة والأجوبة بل وتعمق في إطار الحوار وتبادل الآراء أيضا.
حضور دولي وتصريحات مثيرة
حضر هذا اللقاء رؤساء وكالات أنباء عالمية من أكثر من عشرة دول بما فيها فرانس بريس، وأسيوشيتد بريس، ورويترز وشينخوا الصينية، ووكالة الأنباء الألمانية، ووكالة إنسا الإيطالية، ووكالة الأنباء الإسبانية ووكالة الأنباء إرنا الإيرانية ووكالة الأناضول التركية وغيرها.
وكان بديهيا أن يركز على آفاق التعاون بين روسيا وبيلاروسيا بما يوحي بأن هناك تعميقا عمليا لدولة الاتحاد التي تواجه التحديات الجديدة التي فرضها الغرب عليهما بالدرجة الرئيسية، حيث أوضح الرئيس بوتن أن العلاقات الاقتصادية بين موسكو ومينسك متنوعة جدا، ويصل التبادل التجاري إلى 48 مليار دولار، واعتبر أن زيارته إلى مينسك بعد انتخابه لفترة رئاسية جديدة لم تكون ذات ظلال رمزية وحسب، بل تم خلالها حل مسائل ملموسة.
ومن التصريحات النوعية أن بوتن أعلن أنه يمكن إيجاد حلول للقضايا الشائكة مع القادة الأوربيين إذا امتلكوا الشجاعة للدفاع عن المصالح الوطنية لشعوبهم، وأن يتوفر عامل الثقة، وأن شيئا لن يتغير جديا في السياسة الأمريكية بعد الانتخابات في الولايات المتحدة تجاه روسيا التي لا تهتم بمن سيفوز بهذه الانتخابات سواء ترامب أم بايدن، وأنها لم تتدخل أبدا ولا تنوي التدخل بالعمليات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، منوها بأن الولايات المتحدة تدمر دولتها من الداخل عبر المعارك الانتخابية، معتبرا أن محاكمة ترامب تشير إلى استخدام النظام القضائي لمحاكمة ترامب وفق الصراع السياسي الداخلي، حتى أن المواطنين الأمريكيين لم يعودوا يثقون بالنظام القضائي الأمريكي وأن الإدارة الأمريكية تقع بالخطأ تلو الآخر في سياستها الاقتصادية، وأوضح أنه لو اعتمدت الإدارة الأمريكية تقديم أولوية المصالح الوطنية فلربما يتغير نهج الولايات المتحدة في علاقاتها مع روسيا وبمجمل أوضاع الصراع وحتى فيما يتعلق بأوكرانيا، وأن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا، بل هي بدأت واقعيا من قبل أوكرانيا بعد انقلاب عام 2014 الأمر الذي لا يريد الغرب أن يتذكره.
أرقام مذهلة
ثم نوه الرئيس الروسي بأن موسكو بذلت جهودا هائلة لتحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا، وأن روسيا ليست مذنبة فيما حدث وكشف الرئيس عن أرقام مذهلة في هذا الصراع الذي يتابعه الغرب مضحيا بالشبان الأوكرانيين حيث يخسر الجيش الأوكراني قرابة خمسين ألف إنسان شهريا في حين أن الخسائر الروسية أقل بعدة أضعاف، وأعلن لأول مرة أن لدى أوكرانيا 1348 جنديا وضابطا روسيا في الأسر في حين أن لدى روسيا 6465 عسكريا أوكرانيا، وأشار إلى مقتل 30 صحفيا روسيا خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأن التخلص من زيلينسكي قد يستغرق عاما واحدا.
ألمانيا وأوروبا ستخسر
واعترف الرئيس بوتن بأن الممارسات الألمانية في هذا الصراع شكلت صدمة لروسيا حتى على الصعيد الأخلاقي، وخاصة إثر إرسال برلين دباباتها وصواريخها إلى القوات الأوكرانية، وأن هذه الممارسات قد تؤدي إلى نسف العلاقات بين روسيا وألمانيا نهائيا، مشيرا إلى أن ألمانيا لم تكن كاملة السيادة بعد الحرب العالمية الثانية، وتعتمد في المجالين اللوجستي والدفاعي على الدولة المستفيدة هناك وراء البحار، وأن إرسال الأسلحة الغربية لأوكرانيا هو مشاركة مباشرة في النزاع، وأن روسيا تستطيع إرسال أسلحتها بعيدة المدى إلى مناطق يمكن منها قصف الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة. كما حذر من أن وقف التعاون بين روسيا وألمانيا في مجال الطاقة له نتائج وخيمة جدا حتى أن الشركات الألمانية لم تعد قادرة على التنافس، وإذا انهار الاقتصاد الألماني فسوف تهتز اوروبا بكاملها. ومع ذلك نوه الرئيس بوتن بأن روسيا لا تزال تمد أوروبا بالغاز الطبيعي عبر أوكرانيا.
وتحدث الرئيس بوتن عن ازدواجية المعايير الصارخة مذكرا بأن الدول الغربية أثارت ضجة كبيرة حول إراقة الدماء في كوسوفو لكنها صمتت، وكأنما الذي كان يراق في دونباس هو الماء وليس الدماء.
الاقتصاد الروسي لم يتأثر بالعقوبات
وفي حديثه عن المجال الاقتصادي تناول مشروع “شمال جنوب” مرحبا بمساهمة الصناديق السيادية العربية في الاستثمارات في هذا المشروع، وأكد أنه مشروع مضمون الربح وأن تنفيذه سيتم حتما، وشدد على أن الغرب لم يستطع تقويض الاقتصاد الروسي بعقوباته الهائلة وأن النمو الاقتصادي بلغ في الربع الأول من هذا العام 5،4% بل لم يعان الاقتصاد الروسي من أي اضطراب وفشلت عمليا كل مخططات الغرب، وأن روسيا أوجدت بدائل عن الصناعات الغربية من خلال استخدام قدراتها المحلية واستطاعت تعويضها بسرعة مشهودة.
كما أوضح بأن العلاقات الروسية الإيرانية تتطور بشكل لائق ومدروس في جميع الاتجاهات وأن الرئيس الإيراني السابق رئيسي كان شريكا موثوقا، وركز بشكل خاص على أن الصين هي الشريك الاقتصادي الأول لروسيا وأن هذه العلاقات تطورت على مراحل مع تنويع التجارة البينية، وأن على الدول الغربية أن تسعى للاندماج في الاقتصاد الصيني وليس إعاقته والتدخل بشؤونه.