• بورصة موسكو توقف تعاملاتها بالدولار، وتوقعات بأن تعوض خسائرها خلال أسبوعين، وقد يلجأ المركزي الروسي إلى رفع الفائدة إلى 18%
أعلن بيسكوف الناطق باسم الكرملين أن البنك المركزي الروسي يستطيع الحفاظ على حالة الاستقرار في جميع الأسواق، جاء تصريحه ردا على العقوبات الأمريكية الأخيرة التي طالت حتى البورصة الروسية، وأوضح بيسكوف أن البنك المركزي جهة تنظيمية لها وزنها الكبير، وهو قادر على ضمان الاستقرار في جميع الأسواق وهذا ما يقوم به حاليا، كما أضاف أن روسيا تعد حاليا الرد على القيود الأخيرة التي فرضتها واشنطن، وستتخذ الإجراءات التي ستلبي مصالح موسكو بالشكل الأمثل.
وقد تأثرت بورصة موسكو بالعقوبات الأمريكية الأخيرة التي مست جوهر عملها، حيث طالت العقوبات جميع الشركات التابعة لها ما دفع إلى تراجع مؤشر بورصة موسكو الرئيسي إلى 3100 نقطة ، ويرى شنايدرمان الخبير في شركة “ألفا- فوريكس” أن بورصة موسكو ستعوض الخسائر التي لحقت بها نتيجة العقوبات الأمريكية خلال أسبوع أو أسبوعين، وأوضح أن الشركات والمواطنين والمستثمرين يدركون أن الجزء الأكبر من تداول العملات لا يتم في البورصة ولكن من خلال منصات خارجها.
من جهته أعلن البنك المركزي تعليق التداول بالدولار الأمريكي ودولار هونغ كونغ كونه مرتبطا بالدولار الأمريكي وكذلك وقف التداول باليورو لتقليل المخاطر على السوق المالية الروسية، في حين يستمر تداول الدولار واليورو خارج البورصة الروسية، وأن اليوان بات العملة الرئيسية للتداول في بورصة موسكو، كما رجح البنك المركزي أن يتم رفع سعر الفائدة الرئيسي في اجتماع مجلس إدارته في يوليو المقبل لتصل إلى 17% أو 18% وذلك بعد توفر البيانات اللازمة عن شهري مايو ويونيو ما يتيح اتخاذ البنك لقرار متوازن لكبح التضخم بعد أن أبقى على سعر الفائدة في اجتماع إدارة البنك في 7 يونيو على نسبة 16% والتي أقرت منذ ديسمبر 2023 الفائت.
ويرى الخبير الصناعي ليونيد خزانوف أن العقوبات الأمريكية سترتد على الولايات المتحدة نفسها وستؤثر سلبا على الدولار حيث سيضطر شركاء روسيا التجاريين للبحث عن طرق أخرى للتعامل مع روسيا خاصة أن عددا كبيرا من اللاعبين في مجال التجارة يتعاملون مع روسيا بمن في ذلك الصينيون والأمريكيون، الجدير بالذكر أن العقوبات الأمريكية الأخيرة طالت 300 فرد وكيان قانوني في روسيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، وسيكون التخلي عن الدولار أحد أساليب تجاوز العقوبات الأمريكية، وسيتعزز اليوان وقد يتم بحث إصدار عملة جديدة داخل الكتل التي تشمل روسيا، وكانت روسيا قد لجأت إلى التعامل بالعملات الوطنية في قسم كبير من التعاملات التجارية والسداد منذ حين.
وأعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن موسكو لن تترك الأعمال العدوانية من جانب الولايات المتحدة دون رد، كما أعلن أنطونوف سفير روسيا في واشنطن أن موسكو سترد حتما بالشكل المناسب والصارم على المواجهة التي تفرضها واشنطن، إلا أنها ستبقى منفتحة للحوار على قدم المساواة حين تكون ناضجة لذلك.
وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قد كتبت مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” قبيل قمة السبع الكبرى التي بدأت أمس في إيطاليا، أوضحت فيه ضرورة تقديم واشنطن قرضا كبيرا لأوكرانيا يسدد من عائدات الأصول المجمدة الروسية، وأنها لا تستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات تجاه هذه الأصول الروسية، وأقرت بأن مجموعة السبع وأوروبا ودولا أخرى منغمسون في معركة الإرادات ضد روسيا، واعتبرت أن استخدام عائدات الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا إجراء غير كاف. ونوهت بأن القرض بمبلغ كبير يمكن أن يسدد من عائدات الأصول الروسية مع مرور الوقت، والحديث يدور عن قرض بمبلغ 50 مليار دولار يقدم لدعم أوكرانيا، وتتبنى واشنطن فكرة مصادرة الأصول الروسية بالكامل، وعدم الاكتفاء باستخدام عائداتها وحسب الأمر الذي ما زالت تلتزم به الدول الأوربية.
وقد نشرت ” الفاينانشال تايمز” مقالة طويلة أكدت فيها أن الولايات المتحدة تعتزم جديا تقديم 50 مليار دولار كقرض لأوكرانيا يتم سداده من عائدات الأصول الروسية، وأن واشنطن ترى ضرورة تمديد العقوبات الأوربية بحق الأصول الروسية إلى أجل غير مسمى يتيح تسديد القرض الأمريكي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عائدات الأصول الروسية قرابة 3 مليارات يورو سنويا فإن الولايات المتحدة تريد أن تبقى الأصول الروسية مجمدة قرابة 15 سنة لضمان سداد قرضها حتى لو حُلت الأزمة الأوكرانية.
وقد أعلن نيبينزا مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة أن المصادرة المحتملة للأصول الروسية ستشكل سابقة خطيرة، مذكرا بأن واشنطن تبنت في أبريل الفائت قانونا يتيح مصادرة الأصول الروسية السيادية العائدة للبنك المركزي الروسي، وهذا ينتهك جميع الأعراف ومبادئ القانون الدولي بشأن حصانة الدول وممتلكاتها، منوها بأن أصول أية دولة لن تكون محمية من المصادرة غير الشرعية والتي تصفها موسكو بالسرقة.
من جانبه طالب مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي بالرد على العقوبات الغربية وفق مبدأ العين بالعين بحيث تتحول الحياة في الغرب إلى كابوس، منوها بأن روسيا تعلمت كيف تعيش وتتطور في ظل العقوبات الغربية والرد على الحرب بلا هوادة التي تفرضها واشنطن وحلفاؤها، داعيا إلى إلحاق أكبر الضرر بتلك البلدان غير الصديقة وضربهم بلا رحمة وتدمير خدماتهم في مجالات الطاقة والصناعة والنقل والمصارف، بحيث تتحول حياتهم إلى كابوس حسب تعبيره.